المقالات

بين شنشل والمحمود

500 21:31:00 2013-02-18

عبدالله الجيزاني

ونحن نتابع حلقات مسلسل الازمات في العراق التي يبدوا انها لم ولن تنتهي! مرة لغياب الرؤية وأخرى لغياب الحكمة وثالثة لإبقاء الشد في البلد لمصالح الاكيد انها ليس نبيلة،واليوم نعيش احداث حلقة من هذا المسلسل ابطالها القضاء وكل مايمت له بصلة كهيئة المساءلة والعدالة والحكومة كالعادة التي يبدوا إنها أوقعت نفسها بفخ اعد لها بإحكام،لتقع به دون تدقيق وتفتح على نفسها أبواب جهنم وتعطي لكل المتربصين بها صك مصدق من الأدلة على العشوائية والانتقائية في إدارة مفاصل الدولة،وسيطرتها على كل السلطات التي يفترض ان تكون مستقلة عن بعضها،هيئة المساءلة والعدالة هيئة مستقلة تحكم قراراتها قوانين القضاء،وقد شكلت بعد شد وجذب استمر أكثر من سنة وصوت البرلمان على أعضائها،وهنا أخذت الهيئة شكلها الطبيعي ولها ان تمارس صلاحياتها ومنها اختيار رئيس ونائب من أعضائها،حسب قانون الهيئة، وفعلا تم اختيار السيد فلاح حسن شنشل لرئاسة الهيئة وبالتصويت من قبل الأعضاء ولم يتبقى إلا مصادقة البرلمان على هذا الاختيار ،توفرت لدى هذه الهيئة معطيات على ان القاضي مدحت المحمود الذي تجاوز السن القانوني للخدمة القضائية ويدير ثلاث من اهم مفاصل القضاء العراقي، ومشمول بقانون الهيئة وصوتت الهيئة على قرار تنحيته وشموله بالاجتثاث،فأن كانت المعطيات التي تم بموجبها القرار ناجزه وكافية لإصدار هكذا قرار ينفذ القرار كما نفذ بآخرين، وان لم تكن كذلك فلا يحتاج المحمود إلى من يعلمه عن آليات النقض،لكن وكما تعودنا حشرت الحكومة التي لا علاقة لها من قريب او بعيد بالامر نفسها في خطوة غير محسوبة اطلاقا،لتصدر كتاب من الامانة العامة لمجلس الوزراء الى الدوائر الرئيسة والمحافظات بألغاء جميع قرارات هيئة المساءلة منذ تسلم شنشل رئاستها لحين اجتثاث المحمود وبموجب هذا الكتاب الغيت قرارات الاستثناء التي اصدرتها الهيئة لتنفيذ مطالب المتظاهرين! وايضا قد يؤدي ذلك الى خطر يهدد موعد اجراء الانتخابات المحلية !وكذا فان كل المؤسسات واصحاب الدرجات الخاصة ممن يعملون بالوكالة يجب ان تلغى قراراتهم بموجب هذا الكتاب! منها قرارات وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الاستثمار الوطنية وهيئة النزاهة وغيرها العشرات! لكون احد مبررات الغاء قرارات الهيئة عمل رئيسها بالوكالة، واعلنت الحكومة بهذه الخطوة الغير موفقة من كل الجوانب عن تبعية المحمود لها وبذلك أسقطت هيبة القضاء الذي يرأسه،واعلنت تدخلها السافر بقرارات القضاء وربما ستفتح عليها ملفات اخرى تحت هذه الذريعة..! وأعطت الحكومة دليل على تجاوزها على صلاحيات السلطات االاخرى،وبهذا أثبتت تهم مناوئيها لها،بالانفراد والتجاوز على الدستور ومؤسساته، وتدخلها الأخير هو إعلان انقلاب على العراق الجديد بكل انجازاته،وهي طعنه نجلاء في خاصرة الشعب العراقي الذي دفع التضحيات لأجل ترسيخ مفاهيم الديمقراطية وفصل السلطات،وقطعت لسان المدافعين عنها، وثبت أنها أمضت دورتين هدمت خلالهما البناء الذي شيد بالدماء،هذا التدخل الغير مبرر كان يمكن للحكومة ان تتجاوزة دون ان تظهر بالصورة وفق آليات اجادتها هي،بعد ان يطعن المحمود بالقرار وبالضغط وغيرة من الأساليب يقبل الطعن ،ويعود المحمود معزز مكرم،لكن الان اصبح المحمود مطعون به ولايمكن ان يقبل به في اي موقع بالقضاء فأي قرار يصدر من الجهة التي يديرها يصبح الطعن به اسهل من السهل، خاصة ونحن امام قوم اثبتت التجارب ان الشك لديهم هو الاصل واليقين استثناء في تعاملهم مع قرارات كل مؤسسات الدولة فضلا عن قرارات القضاء..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-19
لا تقربوا الأعداء في المناصب الحساسة والعسكرية كما فعل عبد الكريم قاسم فسقط
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك