... خميس البدر
في بلد احترف ساسته الازمات ويكرسون كل قوتهم وطاقاتهم وقدراتهم لادامتها وتدويرها وتوليدها كما ان هذه الازمات تدار بطريقة سلسلة وبسيطة من خلال الاعلام والمؤتمرات الصحفية وكان مهنتهم ووظيفتهم هي التنافس مع مقدمي البرامج ومذيعي الاخبار والصحفيين في بلد يفترض انه برلماني ومن اعراف الدول البرلمانية ان يكون صاحب المساحة الواسعة هو البرلمان وكما يقال ان كل شيء في البلاد يتم تحت قبة البرلمان اما في عرف برلماننا فان العكس التعطيل والتغيب في الازمات وكان الازمة هي فترة راحة لسبب بسيط هو ان البرلمان يدار من قبل رؤساء الكتل وبتعبير ادق ان النواب يختبئون وراء كتلهم ولا يملكون الجراة لان يكونوا كما يفترض ان يكونوا ...مع ان الوضع معاكس في حالة الامتيازات والمخصصات والرواتب الضخمة والخرافية فان الكل يتمتع بحرية كاملة ويستطيع ان يعبر عن رايه بكل جرأة ويستخرج المخرج القانوني ويبحث في ثغرات القوانين ويجتهد في ايجاد ابواب الصرف اما فيما يخص من مكنه من اوصله من يفترض انه يمثله وهو نائب عنه فالكلام يضيع والجهود تنعدم والحلول تضمحل وتتحجر العقول وما اكثر الشواهد والمواقف والمفارقات العجيبة والاطوار الغريبة والازدواجية التي يعاني منها برلماننا ونوابنا ...ان الازمة التي يعاني منها البلاد وما يعانيه الشعب العراقي في ظل الازمة الحالية والتي تحتاج الى اكثر من التصريح واكثر من الكلام والى كل الجهود وينبغي ان يكون مجلس النواب في حالة انعقاد مستمر خاصة من تلك القوى التي تتبنى مطالب قواعدها الشعبية من خلال المشاركة في التظاهرات والتواجد بين المتظاهرين... فالمفروض ان يسعى هؤلاء النواب (العراقية ) بكل الطرق والاساليب لتحقيق تلك المطالب الا ان الذي حصل انهم استبدلوا واستغنوا عن دورهم بأعتلاء المنصة والتهريج فوق منصات المؤتمرات الصحفية ومن على شاشات الفضائيات فمرة ينسحبون ومرة يزعلون ومرة يتغيبون ليبقى مجلس النواب معطل بلا حراك ولا اغرب من ان تتعطل ميزانية بلد ليتحمل كل تلك الخسائر وشعبه يعاني من نقص الخدمات ويطالب بتحقيق المطالب فباي طريقة تحقق تلك المطالب اذا اقرت وكيف تتحرك الوزارات ومؤسسات الدولة بدون غطاء مالي او وفق خطة وابواب مخصصة ما دامت الميزانية معطلة في البرلمان والنواب غائبون وما ينطبق على هؤلاء ينطبق على غيرهم فمن تمثلونهم بلا حقوق بلا تقاعد بلا خدمات بلا ....فهل يصح تعطيل البرلمان في هذه الفترة وهل يعقل ان نتحدث عن حلول للازمة وعن تقدم وعن حوار خارج الاطر الطبيعية وخارج المؤسسة الفعلية والمكان الواقعي والحقيقي ؟؟؟؟!!!! وهل يمكن ان نتحدث عن اجواء سياسية جيدة وتقارب وجهات نظر واتفاقات والبرلمان معطل واقعيا ؟ام ان الكلام عن الديمقراطية مجرد ديباجات وتنظير فارغ او (خرط وكلاوات ) اذا كان مجلس النواب سلطة وقوة كما هو في الدستور وكما نرى في البرلمانيين (على المستوى الشخصي )فلماذا لاتنعكس على ارض الواقع واذا كانت رئاسة البرلمان هي احدى الرئاسات الثلاث فهل يعقل ان تتصرف هذه السلطة بصورة كيفية وان تعمل على التازيم وتتكلم بما هو مخالف للدستور او بما يسيء للبلد فمع ان البرلمان معطل و الازمة خانقة نرى رئيس البرلمان يتجه الى (قطر) ويظهر على قناة الجزيرة في برنامج ليتحدث بحديث غريب عجيب فيه من الخلط والتشويه والتضليل والتشنج والتحريض والطائفية بما لايليق برئيس مجلس النواب وهو منصب سيادي ..فبدل ذلك السفر الى قطر وشد الرحال الى (الجزيرة) فهل يعجز رئيس مجلس النواب ان يأتي بكل القنوات ويظهر على الاعلام لبيان وجهة نظر؟ الم يكن من المفروض تفعيل البرلمان وتجميع الاطراف والعمل بمقولة تبجحت بها كثيرا (انا ممثل العراق وليس العراقية )؟!...ولنترك التعامل مع الازمة هل يقتصر عمل مجلس النواب على الازمات وعلى الظهور في الاعلام والتصريح الاعلامي ام ان هنالك قوانين مهمة والبلد والمواطن ينتظر اقرارها بفارق الصبر ...ومن يملك حق تعطيل البرلمان من يملك حق ان تضيع الجهود وان تجمد كل نشاطات البرلمان ويتغيب النواب الا يحق للشعب ان يسأل الا يحق له ان يستفهم الا يحق له ان يستجوب ...رأينا كيف حول مجلس النواب الى مضيف لاستضافة الوزراء والمسؤولين اما في حالة الاسجواب فتقفل الابواب ورأينا كيف تستعجل في قراءة القوانين الكمالية والبعيدة عن هموم المواطن والتي لاتغير من واقعه المرير ولا تضيف له شيء ولا تاتي بجديد اما القوانين التي يطالب بها ويترقبها فهي على الرفوف وداخل مجرات وادراج المكاتب ....حركوا البرلمان فعلوا دوره اجتمعوا لاتقفوا عند كل جزيئية او امور ثانوية لاتاخذوا الاجازات الطويلة بحجة الازمة بل اعملوا على حلها بنشاطكم وبأقراركم للقوانين والتي تعبر عن واقع المجتمع وتتماس مع حياة المواطن في كل العراق ولاتميزوا بين منطقة واخرى ولا بين مواطن واخر ولا بين ازمة واخرى فكلها ازماتكم وتصرفاتكم وكتلكم وكلها مناطق ومدن العراق وكلهم عراقيون وانتم برلمان العراق لابرلمان بلد اخر فلا تعطلوه...
https://telegram.me/buratha