عبد الأمير الصالحي
عُمم قبل يومين كتاب رسمي على دوائر الدولة ومؤسساتها يقضي بإرجاع فدائيي صدام إلى أماكن عملهم وإعطائهم حقوقهم ومستحقاتهم أسوة بأقرانهم .هذا ما اخبرني به احد مدراء إحدى الكيانات المرتبطة بهرم الحكومة والذي أردف قائلا عند مشاهدته لـ ( نقيب ) بفدائيي صدام يريد إرجاعه إلى مؤسسات الدولة قائلا له (( ليس لدينا قوة قمعية كالسابق وين ارجعك!! ).التعميم ليس الاول ، فالحراك محموم لارجاع ( حقوق ) البعثيين ومسؤولي النظام البائد وكانها كانت مغتصبة من قبل المواطنين وليس العكس.كل ذلك جاء على اثر تظاهرات المناطق الغربية التي نادت بظلامتها وطالبت بمطالب مشروعة على حد تعبير البعض .ونتساءل ، ارجاع البعثيين هل من المطالب المشروعه التي تغنى بها رئيس اللجنة الوزارية حسين الشهرستاني على مدى جولاته المكوكية في المناطق السنية الغربية التي اخذ يزيح لها بالمكارم الحكومية ، مع التعاطف الكبير بالغبن الذي لحق بالبعض منهم كباقي أفراد الشعب.ثم ما مدى مشروعية مطالب تنادي بإرجاع البعثيين إلى السلطة ومنحهم ( حقوقهم ) وهم من اعتاشوا على اغتصاب حقوق الامة والمجتمع والفرد بل وحتى الحيوان لم يسلم من ظلمهم.بالامس القريب تظاهرة المئات من اهالي البصرة ( جنوبا ) للمطالبة بساعات اضافية من التيار الكهربائي ليس الا ، فما كان من الحكومة الحالية الا الانقضاض على تلك التظاهرة وقتل حينها اثنين من ابناء البصرة المطالبين بالخدمات لا شي اخر، ولسان حال الحكومة يقول ( هذه عبرة لمن يعتبر ).ان المطالب سواء مشروعة او غير مشروعة او يريد البعض تسويقها إعلاميا بألفاظ منمقة ، لا يمكن ان تشبع الحراك في المناطق السنية الغربية كونها ترمي لهدف واحد ترشح بين ثنايا كلمات المتظاهرين وهو الانقضاض ، والفرصة اليوم متاحة اكثر من ذي قبل والإصبع الخارجي ماثل للعيان.كما ان التطبيق الفعلي لبعض تلك المطالب بشكل غير مدروس يعكس حالة الارباك بل الرعب الذي ينتاب الحكومة ليس من المتظاهرين بل من المخطط والمفاجئات التي تنظرها - الحكومة - فتحاول اسكات الصوت وغلق الباب الذي ياتي منه ريح باي طريقة .. ولكن.ولتعلم الحكومة ان غلق ملف المسائلة والعدالة ارضاءا وتميعيا يعد خيانة عظمى للعراق وابنائه الشهداء ، كما ان إرجاع البعثيين ومن على شاكلتهم ما هي الا الخطوة الأولى التي سيعقبها خطوة ثانية الا وهي إرجاع قادة اليوم الى سجون ومعتقلات ومنافي الامس وسيبقى الشعب اسير هذه الخيبات والانكسارات ان لم تكن له كلمة الفصل .. ولات حين مندم.
https://telegram.me/buratha