مصطفى الحسن
كان جحا يبالغ في كلامه بشدة ، وكان هذا يغضب الناس منه ، فأراد يوماً أن يعالج هذا الداء القبيح فأشتكى إلى أحد أصدقائه فقال له هذا الصديق : سأجعل بيني وبينك كلمة سر ، أن أقول لك (إحم) إذا لاحظت أنك تبالغ في كلامك فتتنبه أنت على الفور وتمتنع عن المبالغة،وفي يوم من الايام جلس جحا مع بعض الناس فقال لهم : إني بنيت مسجداً كبيراً طوله ألف متر ، فقال صديقه : "إحم" ، فسأل أحد الجالسين جحا : وكم عرضه يا جحا ؟ ،فقال جحا : عرضه متر واحد ،فتعجب الناس ، وقالوا له : ولماذا جعلته ضيقاً جداً هكذا ؟،فالتفت جحا إلى صديقه ، وقال له بغيظ : وماذا أفعل ؟ الله يضيقها على من يضيقها علينا،نسوق هذه المقدمة لنضعها بين يدي القارىء الكريم الذي بيده كل شيء بدءاً من تغيير المسؤولين وانتهاءاً بتغيير الواقع المر الذي يحاول البعض ان يضعه المعيار بسبب المنجز الامني(النسبي) المتذبذب وانه قد تحقق دون ان ينظروا الى المؤاخذات الاخرى والخروق المتعددة ،والتي لم ولن تتحق طالما هناك مفسدون يعيثون فساداً وطالما كنا شديدين على المفسدين من خلال اضعف الايمان بالكتابة، الا ان الغالبية من السياسيين هم الاشد فساداً! بسبب صمتهم على المفسدين ورب قائل يقول وما الذي يمكنهم فعله نقول له بيدهم كل شيء لان الساكت عن الحق شيطان اخرس انظروا الى دول الجوار وانظروا الينا اين اصبحنا واين اصبحوا؟ السنا نملك (نقمة) النفط التي اصبحت وبالاً علينا،حيث مللنا الكلام والانجازات التي تخدر الناس وتسوق لهم نماذج من الخيال الخصب دون ان تتحق على ارض الواقع،السنون تمضي بسرعة البرق دون ان يلمس المواطن شيئاً والادهى اننا نسمع ونشاهد يومياً ،المؤتمرات والمعارض والسفريات وغيرها من عناوين الفشل الاخرى التي لم يجن نها المواطن الا الحسرة،والناتج لاشيء فقط خسارة تضاف الى الخسارات الاخرى التي ترتكب ليل نهار ،على المخلصين (حصراً ) نقول المخلصين لان من السياسيين يوجد مخلص وعلى قلتهم كالسيد عمار الحكيم الذي طرح مبادرات الخلاص المتكررة والتي تعيد الى الاذهان حجم عائلة الحكيم المجاهدة ومبادراتها الانسانية وثقلها الكبير عند الاوسط الشعبية والسياسية ،ونقول من يريد خلاص الوطن فعليه العمل بمبادرات السيد الحكيم ،كفى اهدراً للوقت لان الخاسر الاكبر من كل المهاترات هو الوطن الجريح والمواطن الذبيح.
https://telegram.me/buratha