هادي ندا المالكي
لم يكن متوقعا ان تبرز الى الوجود أزمة مدحت المحمود في هذا الوقت الملبد بغيوم الشد الطائفي الذي يخيم على الساحة السياسية العراقية بسبب تظاهرات مناطق الاكثرية السنية والمطالب المرفوعة المخالفة للدستور في كثير منها والدعوة الى تحرير بغداد لان توالي الأزمات التي تعودنا عليها كان يعتمد على الية التخدير ابتدءا ومن ثم الشروع بازمة جديدة اما ما حدث هذه الايام فهو يمثل توجه جديد في طبيعة ادارة البلد وتوقيت الازمات اي اننا تحولنا من اثارة وصناعة ازمة الى صناعة وإثارة أزمتين في نفس التوقيت وهو امر ليس صعبا طالما ان السياق العام هو منهج أزمات.وكان متوقعا ان تثار ازمة البنك المركزي من قبل المالكي مع الصدريين بسبب اتهامات موجهة لرئيس الكتلة النيابية بهاء الاعرجي ونواب ونائبات ينتمون الى نفس الكتلة تتعلق بغسيل الأموال وسوء استخدام السلطة والالتفاف على القانون في مزاد بيع الدولار بدل أثارت ازمة المحمود من اجل تجاوز ازمة التظاهرات والقفز عليها كما جرى تجاوز ازمة الكرد بافتعال الازمة مع العراقية.ويبدوا ان التيار الصدري كان يعلم بنوايا المالكي المبيتة باستهدافه في مرحلة ما بعد التظاهرات لذا استعان بالنائب المستقل الشيخ صباح ألساعدي وبما يملك من ملفات حصل عليها من العراقية تدين مدحت المحمود وبما وفره له من غطاء ليقيه من سهام المالكي ليقطع الطريق على رئيس مجلس الوزراء ويتغدى به قبل ان يتعشى المالكي بهم الا ان المالكي لم يلتفت كثيرا لخطوة الصدريين وتقدم مسافة كبيرة باتجاه وضعهم في الزاوية الضيقة واستعجال المواجهة بعد ان قرر التمرد على كل شيء مع عجز تام لخصومه لاسباب متعددة في مواجهته ووقفه عند حده فعزل مرشح التيار الصدري لرئاسة هيئة المسائلة والعدالة فلاح حسن شنشل بطريقة مكشوفة لم يراعي فيها اي اعتبار ووضع من يأتمر بأوامره بهذا المنصب الحساس دون ان يلتفت لرفض الصدريين ولموقف رئيس مجلس النواب او حتى لمجلس النواب بكل قضه وقضيضه.الاحتمالات كلها متوقعة في المواجهة التي بدأت بين المالكي وبين التيار الصدري وستكون حرب الملفات والإغراءات هي الفيصل في حسم نتيجة الصراع وان كنت اعتقد ان كفة المالكي هي الراجحة لسببين الاول ان مواجهة الصدريين ستعزز موقفه مع من انتخبوه يوم صولة الفرسان المالكي وهو اليوم بحاجة الى تجديد دماء هذا المف وثانيا ان المالكي لم يقدم على عزل شنشل واعادة المحمود بهذه الطريقة المفضوحة لو لم يكن يملك من الاسلحة التي تعزز موقفه في مواجهته مع الصدريين،لكن ذلك لم يمنع من ان تكون للصدرين ردات مؤثرة قد تؤدي الى ان يخسر المالكي كل شيء في المرحلة المقبلة ولو بعد حين.
https://telegram.me/buratha