المقالات

التجاوز والفوضى.. طبيعة ام تطبع؟

636 16:15:00 2013-02-21

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

في بلادي شاع التجاوز والشكوى وعدم النظام.. فالدولة، في كثير من مواقعها تتظلم لكنها هي التي تتجاوز على حقوق المواطنين وتتلاعب بالقوانين والتشريعات لتحولها من قيد يضبط سلوكها الى قيود على الناس ومصالحهم وحقوقهم..

وهناك احزاب تتجاوز وتتحاصص وتحتل مساحات لا تستحقها، لكنها تنتقد وترمي المسؤولية على غيرها.. ووسائل اعلام ديدنها الفتن، وتهمها الفضائح قبل الحقائق، دون ان تراجع مهنيتها وامانتها ودقة معلوماتها.. وكثير من المواطنين يتجاوزن في المعاملات والممتلكات وفي ادائهم لمهامهم واعمالهم، لكنهم بدورهم يشتكون بل قد يشتمون.. والداعي بدوره يشتكي ولعل سائل يسأله فهل اديت واجبك قبل ان تنتقد.

اذن كثرت الشكاوى والتجاوزات وتنوعت وتعددت وصار من الصعب جردها واحتوائها.. فهل نُسكت الجميع؟ وهل الشكوى او النقد امر سيء.. ام السيء هو عدم وجود قاعدة للفصل بين الصحيح والخاطىء.. وهل للشكاوى مبررات؟ وهل للتجاوزات تفسيرات ام انها طبيعتنا، ليس الا؟

ندين فكرة انها من طبيعتنا ونميل لفكرة انها من تطبعنا. فاذا كانت الدولة هي اول واكبر المتجاوزين والمتلاعبين في لغتها وتصرفاتها فكيف نتوقع من الاخرين احترام ومعرفة حدودهم.. وتجاوز الدولة لصلاحياتها هو امر ليس بالجديد فقط.. ولعل هذا هو رأس الخيط في المشكلة والحل.. فان لم تضبط الدولة سلوكها.. فلا تصبح مصالح افرادها او اهوائهم هي القوانين الحاكمة.. وان تتقيد بقوانين عادلة تضع مصلحة المواطنين اولاً، والا فيجب ان نتوقع الظلم والفوضى وضياع المعايير.. وستتمكن الدولة بما تملكه من قدرات من تبرير تصرفاتها وتجاوزاتها.. دون ان تكون قادرة على ايقاف ردود الفعل التي ستنمو في السر والعلن.. فما سيصلح الحال هو ان تبدأ الدولة بالتقيد بالقوانين والقواعد العادلة لها او عليها.. لتكون قدوة ولا تختلق الاعذار.. عندها لن يكون بمقدور الاحزاب او العشائر او المواطنين او الاعلام او التدخل الخارجي او اي طرف اخر من التجاوز وبث الفوضى.

فالدولة الكريمة التي ندعو اليها هي تلك التي تذل النفاق ومن يدور حوله، وتعز البلاد واهلها.. ولا يعني في انتظار ذلك شرعنة تجاوزاتنا.. فمسؤوليات الافراد والجماعات قائمة، بذاتها ولا تقبل التبرير والتجاوز.. فالرقيب الداخلي للمؤمنين واصحاب الضمائر الحرة قيد ومسؤولية. ولولاه لانتصر الفساد والفوضى، ولاصبح التطبع طبيعة، وهذا هو موت الامم وشعوبها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك