حسين ناصر الركابي
من البديهي جداً ومن اهم مرتكزات الحياة الاجتماعية والأخلاقية والموروثة دينياً في المجتمعات العربية ان رد التحية واجب شرعي وقال تعالى (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها), ومن الجانب الأخر(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ), ومن هذين المفهومين الألاهيين يجب علينا الرد في كلا الحالتين.وما أردنا ذكره في هذا الصدد هو مقال نشر في جريدة العالم العدد (760) للكاتب احمد النواس وكان عنوان المقال (على هامش الزفاف الجماعي) الذي اشار فيه الى حفل الزفاف الجماعي التي تقيمه مؤسسة شهيد المحراب سنوياً.لكن اعتقد الاخ الكاتب ابتعد كثيراً عن الواقع العراقي في معرض حديثة او تناسى التركيبة العشائرية والدينية والاجتماعية والاخلاقية وتمحور حديثه عن اربع محاور ,الأول تسائل عن مصدر الأموال التي تصرف على الزفاف الجماعي لكن وقع في هفوت لسانه حيث اكد خصلتين حميدتين يمتاز بها القائمين على حفل الزفاف.حيث قال ان السيد عمار الحكيم في كلمته في المناسبة ذكر ان هذا الأموال من الناس ألخيرة وليس مني وهذا دليل واضح على مصدر الأموال,اما الداعمين لهذا المشروع هم من كبار التجار والميسورين من الشعب العراقي وجدوا في مؤسسة شهيد المحراب موضع ثقة ومشروعها داعم حقيقي للفقراء والمحرومين فلذلك أعطوا تلك الأموال الطائلة بعد تأكدهم من ان هذه الأموال في أيدي أمينة وتصرف على تلك المشاريع ألخيرة وهذه تحسب الى القائمين على هذا المشروع من بين كل التيارات والأحزاب في الساحة العراقية,الثاني تسائل عن احد العرسان الذي قبل يد السيد عمار الحكيم, وابتعد كثيراً عن الواقع العراقي وتركيبته الاجتماعية والدينية والعشائرية الاصيلة, من المنظور العشائري فالأمر جداً طبيعي لان من صفات الاحترام بين العشيرة والعائلة تقبيل اليد مثل نقبل يد الأب والأخ الأكبر والعم وشيخ العشيرة وهذا خصلة حميدة لا إشكال فيها .من المنظور الديني فنحن أسلاميين نتبع محمد وال محمد (عليهم السلام) وكل زواج جماعي او غير جماعي نحضر سيد من نسب أهل البيت (عليهم السلام) حتى يتم العقد ونتبارك بحضوره في الزواج ونقبل يده ويد المراجع وكل من امتد نسبه الى اهل البيت (عليهم السلام) فكيف وان السيد عمار الحكيم من عائلة السيد محسن الحكيم زعيم ألطائفة وأبيه عزيز العراق وعمه شهيد المحراب وعمه مهدي الحكيم وعائلة ال الحكيم قدمت كل شي من اجل العراق أكثر من سبعين شهيد من ال الحكيم فهنيئاً الى الزوجة التي ترى زوجها يقبل يد ال محمد (عليهم السلام) ويحترم دينه وتركيبته العشائرية وبعيداً عن الثقافة الاوربية والسوقية .ثالثا لماذا حضور الزوجات يكتفي بحضور الأزواج, واعتقد هذا منافي للعقل والمنطق لو افترضنا ان نحضر فقط الأزواج لحركت قلمك وقلت هذا اكذوبة ليست زواج وهذا لا يتماشا مع العقل السليم, والسيد عمار الحكيم يعلم جيداً ومعتمداً على المثل العراقي الجنوبي (مخلي حجاراتة بعبه) حتى يسد الطريق امام القيل والقال وهذه الصفة يمتاز بها الحكيم عن الآخرين كونه صريح وواضح وضوح الشمس.وكان من الأجدر بالأخ الكاتب ان يتسائل عن الأموال التي تصرف على الجماعات الارهابيه وتحصد أرواح العشرات يومياً من أبناء الشعب العراقي, او عليه ان يتسائل عن أموال الجهات او المنظمات الطائفية والبعثية, ما هكذا تورد الإبل يا احمد النواس ولا تحجب الشمس بغربال.
https://telegram.me/buratha