علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
وجه الشيخ عبدالملك السعدي رسالة الى الرئيس اوباما بتاريخ 19/2/2013 كما نشرها موقع ( ساحات التحرير ), ان هذه الرسالة تحتاج الى الوقوف عندها في اكثر من مقام وذلك لعدة اسباب, اولها انها موجهة من ابرز الشخصيات السنية العراقية التي تعتبر من الشخصيات المعتدلة, وثانيها انها موجهة الى رئيس الولايات المتحدة الامريكية والتي تتميز بعلاقة استثنائية مع العراق . ان الرسالة التي سنناقش بعض فقراتها تم تسليمها الى الوفد الاميركي المكون من نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد والمسؤول السياسي في السفارة الأمريكية في عمّان ...وجدنا في هذه الرسالة الكثير من الفقرات التي تعتبر معيبة ان يتحدث فيها أي منصف مع نفسه فكيف اذا كانت هذه الكلمات تخرج من رجل دين بارز, بل الادهى والامر ان تصدر على سبيل الشكوى وطلب النصرة من حكومة ( كافرة محتلة ارتكبت الجرائم في العراق والعالم الاسلامي ) كما يصفونها هم.. سنكتب الرد على شكل حلقات من اجل ان يكون الرد ناجعا و واضحا بالقدر الممكن.بدأ الرسالة بديباجة تعبر عن مدى الحزن والاسى على عملية التغيير الذي حصل في العراق بعد عام 2003 حيث شكى الى الرئيس الامريكي اسقاط نظام صدام و اعتبر ان الحكومات التي جاءت بعد النظام المقبور ب( الظالمة ), و من المستغرب ان السعدي قد ذكر في هذه المقدمة المقطع التالي " ونصّبت أمريكا على العراقيين حكوماتٍ ظالمة في عشر سنوات من فوضى الاحتلال ", هنا يقول سماحته ان الحكومات (منصبة) وهذا يعني احد الامرين التاليين: اولا : ان يكون الشيخ عبدالملك لا يعلم بوجود انتخابات وتحالفات سياسية افرزت حكومات متعاقبة في العراق, وبهذا تنطبق عليه مقولة (... ان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم).. وهذا امر مستبعد. اما الثاني: ان الشيخ لا يعترف بالعملية السياسية التي افرزت تلك الحكومات واعتبرها منصبة من قبل امريكا, فاذا كانت امريكا هي التي نصبت الحكومة فلما الاستنجاد بها؟! ان كلماته تثير الكثير من علامات الاستفهام حول توجهه وموقفه من العراق والعملية السياسية فيه.. و القضية الاخرى التي تثير الاستغراب هو عندما ذكر ( عشر سنوات من فوضى الاحتلال ), الجميع يعلم ان القوات الاجنبية غادرة العراق منذ زمن, فلماذا اعتبر السعدي ان الاحتلال مستمر الى هذا اليوم؟؟؟!! انها اشارة صريحة الى ان الحكومة الحالية هي حكومة احتلال!! وهذا النفس يتناغم مع التيار الطائفي الذي تتبناه عصابات الضاري و القاعدة والبعث, والمحصلة هي بين تكفير الشيعة واسقاط الصفة الوطنية عن شيعة العراق ...كما طالب عبدالملك السعدي في مقدمة رسالته بالتدخل الامريكي بالشأن العراقي الداخلي في الوقت الذي يتحدث هو واتباعه عن بطولات زائفة في اخراج قوات الاحتلال الامريكي!! وهذا اوقعه في تناقض صريح حيث ذكر التالي " وأصبحت متفرجة لا تنصر مظلوما ولا توقف ظالما عند حده " وهنا يقصد ب(المتفرجة) الولايات المتحدة!! ويتضح هذا المعنى عندما يشكو الى الرئيس اوباما عن خيبة الامل التي اصابت العراقيين بسبب عدم التدخل الامريكي في العراق حيث كان لديهم امل بان يكون اوباما ( المنقذ ) و ( صاحب الخير ) وذلك كما ذكر في المقطع التالي" وقد تأمل العراقيون منكم خيرا بعد أن توليتم زمام الحكم ، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل إذ لم يجدوا منكم تصرفا ملموسا ينقذهم مما هم فيه من الانتهاكات"....السؤال الذي يطرح نفسه للسلفية, انكم تتهمون من يستعين بولي من اولياء الله بانه مشرك, فهل ستكفرون من استعان بصليبي و وصفه بهذه الاوصاف؟ ام ان هذه القاعدة تجري على اتباع اهل البيت (ع) فقط.. و اصبحتم بساحة الاعتصام اخوانا!!! وكيف يفسر علماء السنة من جميع مذاهبهم في الاستعانة بغير المسلم على اخيه المسلم؟كما احتوت هذه المقدمة على الطعن بالدستور العراقي و وصفه بالظالم والطائفي والمفروض حيث ذكر" وفُرض على العراقيين دستورٌ طائفي لايحقق مصالح الشعب العراقي ولا يحمي حقوق الإنسان " وهنا لا اود ان ادافع عن الدستور العراقي, ولا التطرق الى المكونات العراقية التي شاركت في كتابة الدستور العراقي ولا الى نسبة التصويت على الدستور ولكن اود ان اسأل سماحته اين كان هذا الصوت عندما كان صداما هو الدستور والقانون وعندما قتل الملايين من الشيعة ؟؟؟!!! لماذا لم نسمع لك صوتا ؟! واين كانت حقوق الانسان عندما قتل الطاغية صدام ما قارب على النصف مليون شيعي خلال اسبوعين في انتفاضة شعبان المباركة عام 1991... ؟؟؟؟؟!!!!!ايضا طلب الشيخ في رسالته من الولايات المتحدة بالتدخل من اجل انقاذ العراق في حين ذكر قبلها ان العراقيين كان لهم امل بان يكون الرئيس الامريكي هو المنقذ ويرجع ويقول في مؤخرة مقدمته " إننا نعرض عليكم مأساة العراق ومصائب العراقيين التي حلّت بهم في عشر سنوات من الاحتلال لتأخذوا دوركم في إنقاذ الشعب العراقي الذي يرزح تحت وطاة الظلم والفساد والاضطهاد" لاحظ انه يكرر ( عشر سنوات ) لم يزيد عليها لتشمل نظام صدام ولم ينقص منها لتختص بفترة الاحتلال الامريكي للعراق ؟؟!!!! ان هذه الفقر تبين بشكل لا يقبل الشك ان سماحته يعتبر ان المأساة قد بدأت بعد زوال الطاغوت وهذه شهادة صريحة بان العراق في عهد النظام البائد لم يكن يعاني من اية مأساة وبدأت المأساة عندما شارك الشيعة في حكم العراق!!!!! ايضا هذا المقطع يوضح ان السعدي لم يقطع الامل من الولايات المتحدة الامريكية في التدخل بالشأن العراقي بخلاف الشعب العراقي الذي وصفه في المقدمة بانه اصيب بخيبة الامل, اني اترك التقييم وتصنيف هذا الرجل الى القراء الاعزاء.... سنتناول في الايام القادمة بعض المأساة التي شكاها الشيخ عبدالملك السعدي الى الرئيس الامريكي باراك اوباما.
https://telegram.me/buratha