الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
في البداية لابد من الاشارة الى ان مصطلح الاستراتيجية يعد من المصطلحات القديمة و تعني الجيش أو الحشود العسكرية،والإستراتيجية تعني أصول القيادة الذي لا اعوجاج فيه، فهي تخطيط عال المستوى، وهي علم وفن التخطيط والتكتيك والعمليات، ثم استعملت هذه الكلمة في المجالات المتعددة بالحياة العامة. يعود أصل الكلمة إلى التعبير العسكري ولكنها الآن تستخدم بكثرة في سياقات مختلفة مثل استراتيجيات العمل استراتيجيات التسويق وما الى ذلك من السياقات.وفي حقيقة الامر ان التخطيط الاستراتيجي في أي دولة يهدف إلى تحقيق قاعدة التنمية الوطنية وبناء هيكل إنتاجي شامل ومتطور،شرط ان تكون هناك مراعاة لتحقيق مبدأ التوازن التنموي والتجانس في التركيبة السكانية،وكذلك التفاعل الايجابي مع الثقافة والفكر الإنساني لتنمية التفكير العام لدى الافراد ، وايضا تنمية الأفراد صحياً وفكرياً ونفسياً واجتماعياً لمواكبة متطلبات التنمية الشاملة ، ومن متطلبات التخطيط الاستراتيجي تطوير وتحديث الأنظمة واللوائح بما يخدم التنمية الشاملة في المجتمع، وتحقيق الاستخدام الصحيح والامثل للموارد البشرية والمادية بما يخدم التنمية الشاملة داخل الدولة،وتوجيه ودعم الإنفاق العام في الدولة بعيدا عن الفساد والإسراف حتى يخدم التنمية. هذه الامور يعتبرها اهل الاختصاص من الاشياء الجوهرية عند التخطيط الاستراتيجي اضافة الى امور وعوامل اخرى مثل دعم المبادرات الفردية لتطوير العمل والارتقاء به وتوفير الدعم المادي لذلك ،وتعزيز الأعمال الايجابية، وكذلك تنويع الإنتاج في المجالات الصناعية والتجارية والزراعية والتعدينية . وهناك معوقات تواجه التخطيط الاستراتيجي لعل من اهمها عجز القيادات عن إعداد السياسات الإجرائية الخاصة بالتخطيط ، وجمود التفكير لدى القيادات الإدارية والعمل على وتيرة واحدة قديمة وجامدة بعيدة عن التطوير والابتكار، اضافة الى مشاكل القوى العاملة، كالتجميد الوظيفي ورفض التغيير،وغياب معايير تقويم الأداء الكلي وسلبية اتخاذ القرارات، والخوف من الوقوع في الخطأ أو المساءلة. هذه بأختصار شديد اهم اهداف التخطيط الاستراتيجي ومعوقاته في بلد ما حسب اهل الاختصاص ، واذا ما اردنا القاء نظرة سريعة على الواقع العراقي واقصد به واقع التخطيط الاستراتيجي نجد ان هذا الواقع بعيد كل البعد عن ما ذكرناه ويوجد فارق كبير بين التخطيط الاستراتيجي السليم وواقع البلد الحالي الامر الذي يجعل البلد (العراق) لا يراوح في خطواته بل يتراجع خطوات كبيرة الى الوراء ومن هنا يحتم على القائمين لقيادة البلد ان ينتبهوا الى حجم المسؤولية الواقعة على عاتقهم والانتباة الف مرة ومرة الى ان حاضر ومستقبل البلد (العراق) اصبح على (شفا حفرة من النار) بل ان النار قد سرت فعلا بمفاصل وجوانب متعددة في جسم بلادنا ، ولكن هذا لايعني اننا لانملك الوقت الكافي والامكانية الكافية لاخماد هذه النار وجعلها ( برد وسلام) على العامل البسيط وعلى المرأة الكادحة وعلى الطفل والشيخ والعجوز . سادتي لقد جرب العراق وطيلة اكثر من عقد من الزمان قيادة ما بعد التغيير ولكن للأسف انه ورغم وجود بعض القيادات التي تملك كل مقومات التخطيط الاستراتيجي للنهوض بواقع البلد الا ان هذه القيادات فشلت وذلك لاستعانتها بأشخاص غير مؤهلين (البته) للمساهمة بنهوض البلد اضافة الى الفساد بكل انواعة للأسف الشديد. واذا فشل القادة في ايجاد خطة استراتيجية لقيادة البلد وتحسين اوضاعه ، اعتقد ان شرائح المجتمع الاخرى والمثمثلة بالمنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية والافراد تقع عليهم مسؤولية العمل بكل جهد لايجاد استراتيجية تخطيط نستطيع بواسطتها تحقيق ما عجز عن تحقيقة من يملك زمام المبادرة في البلد وربما هناك من يسأل ماهي الالية وما هي الوسيلة والقدرة التي تملكها المنظمات والافراد لتحقيق وتنمية وتقوية التخطيط الاستراتيجي فأنا اعتقد ان هذا يتم عن التعبئة الجماهيرية واعتماد المواطن بأعتباره هو جوهر القضية وهو جوهر العملية الاستراتيجية . اخيرا ارجو من القائمين على قيادة هذا البلد ان لا يذهبوا بعيد بخيالهم الذي يوحي لهم ان الامور بيدهم وان المواطن عاجز عن التغيير وعاجز عن ايجاد (قيادة) استراتيجية جديدة (لا ورب الكعبة) ان خيالكم وتفكيركم هذا سيؤدي بكم الى ؟.
https://telegram.me/buratha