سعيد البدري
من الملفت للنظر ان تعمد قوى بعينها في لبنان الى فرض اجندات معينة على لاجحئين سوريين فروا من جحيم القاعدة وادوات الوهابية الرخيصة التي تدعي الثورة والجهاد على نظام ظالم كما تقول بينما ظلمهم تعدى حدود الوصف حتى وصل الامر الى استباحة شرف مواطنات سوريات عبر جهادات مناكحة ومسميات غريبة يريدون عبرها اشباع نزوات مسوخهم وقرودهم القادمين من البوسنة وشمال افريقيا وافغانستان ناهيك عن اشباه الرجال الخليجيين وغيرهم واستغلال بعض السذج للترويج للقتل واشاعة الفوضى والدمار في هذا البلد مع الاشارة الى ان النظام نفسه لم يكن بريئا قطعا في افراطه باستخدام القوة ومعاقبة المجموع بفعل غياب الرؤية الشاملة عن ما يدور حقا في بعض المناطق التي اختطفها هولاء الارهابيين وهم ينفذون اجندات واضحة لاطراف واضحة في المنطقة كما انه سمح بان تكون اراضيه في فترة ما منطلقا لاثارة الفوضى في العراق وهو ماسهل دخول الاجانب وانقلاب من يدعمهم عليه اليه وهذه الاخطاء لم تكن سهلة وهي ما حملت سوريا تبعات كثيرة منها ما نراه اليوم مع ذلك فنظام الاسد ارحم بالف مرة من دعاة القتل والتكفير وهذا الواقع بلا رتوش وتجميل. عموما ان نزوح مئات الالاف من السوريين ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب جعلهم في وضع مأساوي لا يحسدون عليه فجحيم ما يسمى بصراع الثورة والحكومة ومنظومات اقليمية تخوض حرب وجود وبقاء وجحيم التواجد في مخيمات يريد من يقيمها املاء شروطه وجعلهم محسوبين على طرف من اطراف الحرب اسهم في تعميق محنتهم وفي لبنان مثلا التي تعيش وضعا قلقا اصلا يعمد بعض المشرفين على المخيمات الخاصة باللاجئين الى اغلاقها على فريق ما يسمى الثورة والشعارات التي تعلق في هذه المخيمات واعلام الجيش الحر ناهيك عن تهديدهم بقطع المساعدات التي تقدم لهم بالرغم من الاوضاع التي عاشها اللاجىء اللبناني اثناء نزوحه الى سوريا حافظ الاسد سابقا اثناء الحرب الاهلية اللبنانية كانت لاتقارن مع الوضع الحالي حتى ان الخبز والطعام كان يوزع مجانا عليهم وتؤمن الرعاية الصحية وغير ذلك من تسهيلات لكن للسياسة اليوم احكامها وحكامها ان هذه الممارسات يريد اصحابها القول بان الشعب السوري كله ينتمي لجبهة المعارضة بينما اغلبهم يقولون انهم مجبرين على مجاراة من يملي عليهم انتسابهم بالقوة علما ان من يقوم بهذه الامور هم اطراف في قوى 14 اذار وهم مناوئون لحكومة سوريا حتى قبل ان يكون هناك حراك سوريا او ما يطلق عليه الثورة السورية فضلا عن القوى التي تدعم هذا التوجه وهي فاعلة في الشمال اللبناني واسباب هذه المجاراة بحسب عدد من اللاجئين هو الحرص على امنهم وتأمين لقمة العيش ,لكن ما يثير التساؤلات حقا هو سياسة تعبئة اللاجئين ودفعهم باتجاه استعداء الداخل اللبناني ومحاولات فرض وضع كالذي كان سائدا اثناء حرب المخيمات الفلسطينية بتسليح اللاجئين ودفعهم لخوض حرب مستقبلية مع هذا الداخل ويبرز هنا العدو الاول لمعسكر 14 اذار وجيش تركيا وقطر الحر ممثلا بحزب الله والحديث عن انه سبب كل الويلات التي لحقت بالشعب السوري لسببين الاول انه مصطف مع النظام السوري لقمع التغيير والثاني هو انه يمانع مع حكومة الاسد لفتح باب الاستقرار في الداخل السوري والمنطقة برفضه تسويات حقيقية مع العرب و اسرائيل وتحويله سوريا ولبنان الى منطقة نفوذ ايراني, وهذا الوضع ان استمر فانه سيشكل مستقبلا خطرا جليا على المنطقة باسرها لانه يوحي بان هناك من يقف ورائه وقطعا فان انظمة بعينها تنظر له وتدفع باتجاهه لتحقيق الغلبة وهو يندرج ضمن مسلسل تقوية الطوائف على بعضها البعض هناك !! فهل ستغض القوى المعنية عينها عن ما يدور في لبنان فعلى المدى البعيد سنشاهد حتما سيناريوهات اكثر قسوة مما شاهدنا في مخيم نهر البارد لان تعبئة اللاجئين والتحكم بمعيشتهم واوضاعهم سيدفع بعضهم لتبني هذه الافكار مقابل المال او أي دافع اخر. لذا لابد من وجود اليات حقيقية تجعل من اللاجىء لاجئا محترما حرا بلا ضغوط يفهم وضعه جيدا ويعرف انه ضيف دعته الظروف الى ترك بلاده لاسباب تتعلق بسلامته وانه سيعود بمجر انتهاء هذه المحنة لئلا يدخل في معادلات لايعلم بعضهم الى اين ستنتهي وكيف وبدل ذلك اهتموا بهم وردوا لهم الدين الذي في اعناقكم كشعب وقف معكم في محن وملمات كثيرة ؟؟ المهم ان هذه الرسالة واضحة وتحتاج من الجميع ان يعيها ويفهم مغزاها فلبنان كما هي سوريا وكما هي المنطقة لاتحتمل المزيد من الويلات والدمار فاتركوا اللاجئين يعيشون بسلام وغادروا صفحة التضليل وشعارات الحرب لانها لن تحقق لكم ما تريدون سادتي تجار الحروب المعتاشين على مصائب واحزان ودماء شعوبنا المستضعفة !!
https://telegram.me/buratha