سليمان الخفاجي
ماكان في مخيلة أي عراقي بان تتحول قضاياه المصيرية ودماء ابناءه الى ساحة للمزايدة والمساومة.. ولم يكن في الحسبان ان تصل الامور الى هذا الحد من الاستهتار بمشاعر الشعب والوطن ..فما يحدث اليوم في مؤسسة كان من المفروض ان تكون الخط الاول للخلاص من الحقبة الماضية وهي بمثابة الفلتر الاقسى والاصعب والخط الاحمر الكبير الذي لايمكن تجاوزه هيئة المساءلة والعدالة او (اجتثاث البعث) ما هو الا لعب وصراع رخيص وتصفية حسابات وابتعاد عن روح وهدف وجوهر واساس ما شكلت لاجله هذه المؤسسة وهو ابعاد البعثيين وحماية المجتمع العراقي وتخليصة من سرطان وجرثومه ومسخ اسم البعث وفكر البعث والانتهاء نهائيا من هذا الكابوس والى الابد ....لكن وللاسف وطيلة الفترة الماضية لم تعمل هذه المؤسسة بل ان البعثيين تضخموا وراحت تعج بهم مؤسسات الدولة وفي كافة المجالات والمراكز القيادية والسيادية بل ان البعث لايزال يمثل هاجس مخيف ويتحكم بمصير الشعب العراقي من خلال تلك الاذرع الطويلة في مؤسسات الدولة من برلمان وحكومة ورئاسة جمهورية وقضاء وقيادات امنية ووكلاء وزراء "، مدراء عامين ، اعلاميين نقابات اتحادات ...و....و...بقت الهيئة خيال ماتة بل مروجة ومزكية ومتغاضية عاطلة او معطلة لافرق فالنتيجة انها لم تقم بدورها ولم تنجز المهمة التي اوكلت اليها وتاسست لاجلها ...كنا نعطي التبريرات ونلتمس الاعذار ولا ندري باننا نخدع وتسوف الحقائق حتى جاءت مطالب المتظاهرين وتبين ان كل ما انجز هو عبارة عن وهم كل ما قيل عبارة عن كذبة كل الشعارات انما كانت مجرد كلام وعناوين براقة ومقولات جذابة فمن كان يدعي بانه ضد البعث راح يبرر بان البعثيين موجودين في مؤسسات الدولة وانهم اما اعيدوا في اطار المصالحة الوطنية او انهم موجودين اساسا ومن كان يطالب بالاجتثاث ويخوف من البعث راح يداهن و يحاكي و يجامل و يختلق الاعذار ....كنا واهمين ولا زلنا ، كنا مغفلين ولا زلنا كنا مغرورين ولازلنا كنا نائمين ولازلنا حتى اجتث (مدحت المحمود) وبانت الضمائر واعيد (المحمود) وفصل (فلاح شنشل) او ازيح.. لا ادري لماذا كل هذا التكالب والدفاع والصراع والعراك على هذه المؤسسة .؟؟فإذا كان هذا واقعها ومستواها من خلال ادائها فلماذا تبقى اصلا ؟؟؟واذا كنا لانحتاج لمثل هذه الهيئة لماذا اقرت بالدستور ؟؟اذا كانت معطلة فمن عطلها ؟؟ اعضاءها ام من يتدخل فيها ؟؟وهل ان مؤسسة بهذا الحجم وهذه الاهمية ترضخ للضغوط ...وهل يمكن تصديق ذلك وهل يعقل ذلك ؟؟؟ما يدور الان من صراع بين الحكومة (المالكي ) والبرلمان (النجيفي) من جانب وبين حزب الدعوة (المالكي ) والتيار الصدري من جانب اخر يؤشر مدى ما وصلت اليه الامور من خراب والازمة من تعقيد والى ما وصل اليه العمل السياسي من انحطاط من خلال تحكيم الامزجة في مصير البلاد وتغليب المصالح الخاصة على العامة والعمل على استقطاب كل الدولة الى جهة فكل جهة تحاول استقطاب الجميع وان كان الحديث يكثر ويركز على المالكي الا انه يشمل النجيفي والتيار الصدري والاكراد الذين يلعبون لعبة قلوبنا معك وسيوفنا عليك مع الجميع مع النجيفي وضده ومع التيار الصدري بلا فائدة وضد المالكي بدون فاعلية ...هذا مايتضح من قرار استبدال فلاح شنشل ومن الواقع الذي وصلت اليه هيئة المساءلة والعدالة, وإذا بقت هذه الحالة مع كل الضغوط والمطالبة بانهاءها وبإلغاء قانون المساءلة والعدالة ومع الاصرار على ابقاءه كونه شرع في الدستور وهو شرط اساسي بل هو صمام امان للعملية السياسية فمن سيجتث من ؟؟!!ومن هي الفئة او القطاع او الشريحة التي تجتث ؟؟؟اخشى ما اخشاه بان يكون المواطن هو المجتث كما فعل وصنع بفئات كثيرة عندما اجتثت من دوائر الدولة والمناصب والتوازن مثل التركمان والكرد الفيلين وسجناء رفحاء وكما همشت محافظة البصرة وهي التي تزود العراق ب93% من ميزانيته ولم تحظى بوزير واحد بينما مخاظات لاتزود العراق باي شيء غير استنزاف مقدراته وتخصيصات وتحشيدات عسكرية وخسائر في الارواح والموارد الاقتصادية وارباك في الوضع السياسي والامني نجد اكثر من وزير ويشتكي من الاقصاء والتهميش مع العلم كان يفترض بان يكون ممن يجتثوا او يحاكموا وفق مادة 4ارهاب ... مثل هكذا وضع وهكذا حال يمر به البلد لايتحمل هذه الصراعات الصغيرة والتي تخلف ضررا كبيرا وكوارث لاتحمد عواقبها ...قلنا سابقا وصرخ المواطن ابعدوا السياسة والمصالح الشخصية والمزايدات والاتفاقات السرية عن هذه المؤسسة ابقوها بعيدا عن فسادكم وفروا لها الدعم كي تخلصكم من شر ومن شيطان ومن سرطان ينخر عمليتكم السياسية ويهدد مشروعكم بل يريد ان يقضي على وجودكم ...ابتعدوا عن هيئة المساءلة والعدالة فهي من توفر لكم عراق بلا بعث وخالي من البعثيين وهو المطلوب لاتتنازعوا ولا تتعاركوا ..اما اذا كان ( مدحت المحمود ) اعز وأغلى من كل تلك الدماء فهذا امر اخر ..نعم فـ(مدحت المحمود) هو من اوجد هذه المعضلة عندما افتى وحكم وقرر بان الهيئات المستقلة تعود للحكومة وترجع للبرلمان وهي مستقلة ..لاشرقية ولاغربية.. (محيرة لامالكية ولا نجيفية ) الا يستحق كل هذا الدعم الا يستحق كل هذا الصراخ والدفاع ...كنت اتمنى بان يكون هذا الدفاع والحماس والعمل من اجل من سقطوا جراء تفجيرات بغداد الاخيرة واريقت دماءهم بدم بارد بين تهديات السليمان ونباح سعد لافي وتبني القاعدة واستنكارات وتحميل كل طرف المسؤولية للطرف الاخر ....
https://telegram.me/buratha