جاء في تاج العروس في مادة جعر (الجزء العاشر ص463) : ( الجَعْرُ ) ، بفتحٍ فسكون : ( ما يَبِسَ من العَذِرَة في المَجْعَرِ ، أَي الدُّبُرِ ) ، أَو خَرَجَ يابِساً ، قالَه ابن الأَثِير ، ( أَو ) الجَعْرُ : ( نَجْوُ كلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع . ج جُعُرٌ ) ، بالضمّ ( كالجاعِرَةِ ) ، وهي مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس .
( ورجلٌ مِجْعارٌ ) ، إِذا كان كذلك .
والجَعْرُ : يُبْسُ الطَّبِيعَةِ .
ورجلٌ مِجْعَارٌ : ( كَثُرَ يُبْسُ طَبِيعَتِه ) . وفي حديث عُمَرَ : ( إِنّي مِجْعَارُ البَطْنِ ) : أَي يابِسُ الطَّبِيعَةِ .
( وجَعَرَ ) الضَّبُعُ والكَلْبُ والسِّنَّوْرُ ، ( كمَنَعَ : خَرِيءَ ، كانْجَعَرَ.
( والجَعْرَاءُ ) كحَمْرَاءَ : ( الإِسْتُ ، كالجِعِرَّى ) ، حَكَاه كُرَاع وقال : لا نَظِيرَ لها إِلّا الجِعِبَّى ، والزِّمِكَّى ، والزِّمِجَّى ، والعِبِدَّى ، والقِمِصَّى ، والجِرِشَّى .
( و ) الجَعْرَاءُ : ( لَقَبُ ) قومٍ من العربِ ، وأَنشدَ ابن دُرَيْد لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ :
أَلَا أَبْلِغْ بنِي جُثَمَ بنِ بَكْرٍ
بما فَعَلَتْ بِيَ الجعْرَاءُ وَحْدِي
( والجاعِرةُ : الإِسْتُ ) كالجَعْراءِ ( أَو حلْقَةُ الدُّبُرِ ) .
والجاعِرَتانِ : مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْن من إسْتِ الحِمَارِ ) ، قفال كَعْبُ بنُ زُهَيْر يذكرُ لحِمَارَ ، والأُتُنَ :
إِذَا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ
رأَيْتَ لجَاعِرَتَيْهِ غُضُونَا.
وذكر في لسان العرب الجزء الاول ص:633( ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى وهي الاست أَيضاً).
اذن تبين معنى الجعر في اللغة العربية وهو كما ترون ... وسامح الله رئيس البرلمان العراقي الذي جعلنا نبحث هذا البحث اللغوي مع ما فيه من ( لعبان النفس ), وراينا كيف انه يدل على كل ما هوسيىء, وما يقتضي التامل انه يتناول الجزء الاسفل من جسم الانسان.
ولا اعلم لماذا حينما سمعت بهذا اللفظ من السيد النجيفي تذكرت مباشرة ( العلوج ) تلك الكلمة التي نالت اهتمام وسائل الاعلام العالمية انذاك والتي اطلقها للتداول ( الصحاف ) سيىء الصيت, وتدل ايضا فيما تدل على الحمار او الوحشي بالخصوص, وكانما كل من يحب صدام لا يعرف ان يتكلم الا بلغة تدل على (الحمارية) او (ال...), ومن يتامل جيدا لا يلوم رئيس البرلمان حيث ان المكان الذي ذهب اليه يعيش فيه اقوام تاثروا بالحيوانات ايما تاثر, فهم تالفوا معها بحيث اثرت على سلوكهم اليومي ولذلك تجدهم حينما يسلم احدهم على الاخر ويريد ان يقبله تجدهم يتناقرون من الانف كالجمال, والجمل هذا الحيوان الاليف له تاثير بالغ على اخواننا هناك حتى على مستوى الرقصات التي يؤدونها بشكل جماعي فتجدهم يتجمعون ويحركون كامل الراس والرقبة بنسق واحد على طريقة حركة راس الجمل, ويمكن ان تجد تاثير حيوانات الصحراء حتى على طريقة الاذان وقراءتهم للقران الكريم وهذه مسالة طبيعية بحكم التاثير المتبادل بين الانسان والبيئة التي يعيش فيها, وارجو من المتخصصين في علم الاجتماع دراسة هذه الظاهرة في تلك المجتمعات البدوية .
وحتى لا نخرج عن موضوع المقال وهو قلة ادب رئيس البرلمان العراقي الذي ينبغي النظر اليه بكثير من الحزم والشك والريبة حيث لابد من بحث تاريخ هذا الرجل لانه قد يكون من عرفاء الجيش العراقي البعثي السابق الذين اشاعوا حالة السباب المقذع في المجتمع العراقي آنذاك لا سيما كلمة (قشمر). ومن الجدير بالذكر ان حالة السباب والشتائم اتت مع النظام الجمهوري وانقلاب الضباط في سنة 1958, عندما انتشرت في الاوساط حالة شخبطة العوامية والشعبوية التي تتميز بها بعض المناطق لصعود بعض المعقدين من الاختلاف الطبقي على سدة الحكم والمسؤوليات, وهو ما حدث لمصر عام 1952, حيث ان هؤلاء اخذوا توجيه الاهانات لكل من يظنونه اعلى منهم في السلم الاجتماعي, ولقد كان الرئيس عبد السلام عارف معروفا ببذاءته وشتائمه, وياتي في المرتبة الاولى في ذلك (صدام) وجماعته ومن مشى في دربه, ومع حسن ظني برئيس البرلمان السابق الا انه ايضا كثير السباب والفحش في القول مع تدينه. ان ما قام به رئيس البرلمان ليدل بشكل واضح على سوء سريرة وخلل في التربية, والخوف من ان تشيع حالة النجيفي في المجتمع العراقي لان الناس تتبع رؤساءها في كل شيء, وسبحان الله شتان بين هذا وكلمات بعض السياسيين وطريقة كلامهم التي تنم عن حسن الادب والثقافة والذوق الرفيع والالتزام بالاعراف الاجتماعية العراقية الجميلة والانسانية.
8/5/13225
https://telegram.me/buratha