علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
انتهينا من المقدمة التي ذكرها الشيخ السعدي و سنتناول بعض الفقرات المأساوية كما وصفها سماحته الى الرئيس الامريكي اوباما...ان عبدالملك كما يظهر انه كان يكتب بطريقة غير متزنة تخلو من الحكمة والمنطق, ان كتابته كانت انفعالية منطلقة من تعصب مذهبي حتى اوقعته بمفارقات غريبة لا يقع فيها ابسط الكتاب...لكن الغرابة تزول عندما نعلم ان العصبية لا تجعل للحكمة مكان ولا للعقل دور... فهي الحول الفكري كما يسميه علماء النفس.... ففي الوقت الذي يستجدي التدخل الامريكي وبدون حدود او قيود نجده يطعن بالدستور العراقي بانه تم انجازه تحت سلطة الاحتلال و يطلب من نفس الدولة التي يسميها بالمحتلة ان تسقط الدستور و يتم كتابة دستورا جديدا خالي من الطائفية!! حيث قال ( كانت صياغة الدستور العراقي بطريقة غير واضحة للشعب العراقي لأنه أنجز تحت سلطة الاحتلال ). ذكر ان الدستور صياغته غير واضحة و السبب انه انجز تحت سلطة الاحتلال!! ؟ ما هو وجه الربط بين عدم الوضوح وسلطة الاحتلال؟! بعدها اخذ يخلط بين المطالب ويستشهد بجهات دولية لم يسميها بان الدستور كتب خارج العراق واملي على الساسة العراقيين الذين دخلوا مع المحتل!!! وكأن الشيخ لم يعلم ان الدستور اشترك في صياغته واقراره والتصويت عليه المكون السني الذي يدافع عنه, وكانت فقراته قد اثارت جدل سياسي كبير وتم تغطيته اعلاميا بشكل لم يسبق له مثيل في عالمنا العربي والاسلامي, والذي اذهلني انه يكتب الى رئيس دولة كانت مطلعة على كل التفاصيل منذ الاحرف الاولى لكتابة الدستور الى التصويت عليه من قبل ابناء الشعب العراقي فيقول ( وأثار حوله جدلا كثيرا في الأوساط العراقية، إذ صرحت جهات دولية ومحلية متعددة أن الدستور صيغ خارج العراق وأملي على الساسة العراقيين الذين دخلوا العراق مع المحتل ) وفي نهاية النقطة الاولى من مأساة الشيخ السعدي يصرح عن احدى غاياته فيقول ( وأصبح من الضروري إسقاطه وإعادة كتابة دستور عراقي جديد بأسلوب ديمقراطي علمي وفق المعايير الدولية بما يحقق مصالح الشعب العراقي في حياة كريمة حرة ، ليصوت عليه العراقيون تصويتا حقيقيا تحت إشراف المنظمة الدولية ) فالغاية هي اسقاط الدستور ... من الملاحظ ان الشيخ لم يأتي بجديد, فهو يطلب التدخل الامريكي من اجل كتابة دستور جديد, وفي نفس الوقت يشكل على الدستور الحالي انه كان تحت اشراف امريكي ( سلطة الاحتلال ), كما انه يطلب اشراف المنظمة الدولية و هي كذلك كانت تشرف عندما كتب الدستور الحالي!!!, اذن ماذا يريد ان يقول سماحته للولايات المتحدة, اذا كانت كل الادوات التي يطلب وجودها كانت موجودة عند كتابة الدستور؟؟ الجواب انه لا يريد حق للشيعة في دستوره الجديد ليثبت انه جزء من الهجمة الطائفية على اتباع اهل البيت ( ع ) في المنطقة كما سيتبين لنا في الفقرات القادمة.بعد فقرة اسقاط الدستور يتناول ايران مستفيدا من حالة الصراع الايراني الامريكي الاسرائيلي ويحاول ان يبين للولايات المتحدة ان سنة العراق يمكنهم ان يديروا الصراع مع ايران وكالة عن اسرائيل وامريكا على شرط ان يتم اقصاء شيعة العراق عن دائرة القرار ويبذل جهدا كبيرا من اجل اثبات ان شيعة العراق هم حلفاء لعدوتكم ايران... كما وصل به التخريف و الكذب حيث يشكو الى (المنقذ) امريكا, ان ايران ساهمت في الاحتلال من اجل اذلال الشعب العراقي!!!!! يتضح ذلك عند قوله ( صرح النظام الإيراني أنه هو الذي سهل للولايات المتحدة الأمريكية احتلال العراق وتعاون معها في كل المجالات لإسقاط حكومته وتدمير بنيته وإذلال شعبه، وهذا ما حصل فإن أمريكا احتلت العراق وسلمته إلى إيران وأتباعها وتركته يعاني من التعسف الإيراني، وقد استمرت إيران في التدخل بالشؤون العراقية في كل مفاصله ومؤسساته وكل شؤونه، من خلال هيمنة الأحزاب التي تدربت ونشأت في أحضان إيران ودخلت إلى العراق مع المحتلين، ومن خلال الزيارات المتكررة بين حكومة العراق وحكومة إيران ) وهو كذب محظ, ان من اوضح الواضحات هو ان ايران لم تتدخل في ذلك الموضوع, بل ان اصحاب الفتنة الطائفية ( المحور السني ) هم من ساعد امريكا على احتلال العراق والقواعد الامريكية في قطر وتركيا خير دليل, كما تبين لنا من هذا المقطع ان عبدالملك السعدي يحسب ما ليس بعلة علة وما ليس ببرهان برهان او انه مستمر في هذه الرسالة ليثبت الولاء للولايات المتحدة من خلال اعلان العداء للجارة المسلمة ايران, نجده يتهم ايران بالتدخل والتعسف واذلال الشعب العراقي واسقاط حكومة صدام من خلال الاحزاب الشيعية العراقية ولم يذكر أي شئ من ذلك اتجاه المحتل الحقيقي وهي امريكا... فايران هي الخطيئة الكبرى في العالم!!! كما انه اعتبر السبب الثاني ( للتعسف الايراني) الزيارات المتبادلة بين ايران والعراق وهي اشارة واضحة ان مجرد الزيارات المتبادلة مع عدوكم ايران هي جريمة لا نقبل بها. بهذه العبارات مثل سماحته خط العداء للشيعة الذي امتد منذ الصدر الاول للإسلام الى يومنا هذا اذا جعلوا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية... ان اتهام شيعة العراق بانهم( فرس, صفويين...) هي من التهم التي تعودنا على سماعها من الطغاة و علماء البلاط وهم يعلمون ان القبائل الشيعية في بلاد السواد هم الاصل.. مع ذلك فان شيعة العراق لم يذكروا يوما ان السنة في غالبيتهم بقايا الاحتلال العثماني للعراق, لان الشيعة يترفعون عن ذلك باعتبارهم اصبحوا جزء من ابناء العراق وكل من درس القانون العراقي يعلم ان هناك جنسية تم اصدارها في الزمن العثماني لها مميزات و اختصت باهل السنة في العراق.. سنتناول في الايام القادمة ما هو اسوء من ذلك من خلال التطرق للفقرات الاخرى.
https://telegram.me/buratha