المقالات

ومازالت فدك بيد الخليفة

632 12:31:00 2013-02-25

عبدالله الجيزاني

عندما تقلب اوراق التاريخ الاسلامي والعربي،تشم ريح حاكم العصر المؤرخ له تفوح من الاوراق،وتلحظ بيسر وسهولة كيف ان الكذب والتدليس والتدنيس والتشويه ترافق عصر الحاكم المستبد،وتستدل بلاجهد ان سرقة الاخر فكر وعمل و حسنات تعيش في طيات تاريخ عصر حكمه فاشل او مصاب بعقدة النقص،فحينما شهدت البنتان ان رسول الله قال(نحن معشر الانبياء لانورث)،تناسي من ادعى ذلك ان القرأن يقول(يرثني ويرث من ال يعقوب..)،واعلن من حيث لايعلم انه مغتصب،وكاذب،ومدلس ومدنس،حينما اغتصب فدك لغاية ابعد وهي اغتصاب الخلافه من صاحبها الشرعي،ازاء تاريخ المسلمين الذي صبغت اوراقة بالدماء الطاهرة،انت امام ثلاث خيارات اما ان تصمت او تتغابى،وفي كلا الحالتين انت مغبون،او تثور لتضيف دم جديد يزيد من لون اوراق التاريخ احمرارا،وتضيف لقائمة المظلومين والمفترى عليهم اسم جديد ليقرأك الزمن القادم وينقسم حولك الناس بين نادم يلام من ضميرة انه لم يعطيك حقك ومكانتك في حياتك،وبين مكابر يحاول ان يبرر ما أل اليه مصيرك،والاخر الذي يرى عيوبه فيك ولاطريق له الاالكذب وسلبك حسانتك بواسطة كتاب عصره،انها نتائج قذارة ماجرى في سقيفة بني ساعدة التي اسست لكل الموبقات التي اراد لها الاسلام ان تموت لكنها ظلت حيه تعيش في نفوس القوم وأعلنت ربما لاول مرة ان السياسة لعبة الممكن،وعليها اسس البعث حكمه في العراق الذي هو امتداد واضح لنهج السقيفة الاعور،انها لعبة سياسة الممكن التي يدين بها البعض،ويشرعنها له اخرون،فحكم السقيفة كما اسلفنا تم بالاغتصاب والتمويه والكذب،وحكم البعث حاكاه تفصيليا،ومع مرور الزمن اخذ كلا الحكمين السقيفة والبعث طريقهما ليكونا قاعدة،وما سواهما استثناء،واليوم حيث كان الطموح والامل الذي سالت لاجله اطهر الدماء،ودفن الشرفاء احياء في المقابر الجماعية لعل نهج السقيفة يصحح،ولعل فدك تمنح قليل من الحرية ان لم تحرر،وبدات الخطوات الاولى للتصحيح التي اولها ان تعاد الحقوق المغتصبة،وتعوض الدماء الزاكية ايام السجن والطرد والمطاردة،ويكون الضحية او من تبقى من ذويه حاكم لانه الوريث الشرعي ليعيد الحرية او بعضها لفدك،وعلى هذا تعاهد القوم،لكن وكما اسلفنا ان لعبة الممكن هي القاعدة،لجأ اليها من لجأ،ونسى فدك فمن يريد قسط من الحرية لفدك عليه ان ينسى الدنيا والحكم والكرسي،لان طريق فدك صعب مستصعب،لانه طريق عطاء لا أخذ،وطريق خدمة لاسلطة،وهذا لايعجب الكثير وان كانوا بالامس يرفعوا شعار اعادة فدك،الا ان للسلطة بريق يعمي البصر والبصيرة،تمكن من هؤلاء،فاهملوا الضحايا وقربوا الجلاد،فللضحايا قيم ومباديء لايمكنهم المساومة عليها مهما كان الثمن،على خلاف جلاديهم الذي لاقدس ولامقدس عندهم،لذا فهم خير من يسند الحاكم المغتصب،وهم خير من يحقق له طموحاته،وعلى هذا اهمل ابن الشهيد والسجين والمطرود والمهجر والمقتول،وقرب البعثي والقاتل،والاغرب ان البعض من ذوي الضحايا يبرر للحاكم افعاله، لانه ماعرف من السياسة الا بكونها لعبة الممكن،اما السياسة التي تعيد لفدك جزء ولو يسير من حريتها،ففي عرفهم احلام عصافير لايمكن تحقيقها،ولايكلفوا انفسهم ليديروا ابصارهم ولو للحظات نحو الشرق اوشمال غرب العراق،ليشاهدوا مثابات تعمل على التمهيد لمن سيعيدها طال الزمن او قصر،اذن فدك مازالت مغتصبة لدى السلطان في العراق وفي الخليج وفي كل دول الاسلام،وعلى من يدعي الانتماء لاصحاب فدك ونهجهم ان يتبع السياسة التي تعيد بعض الحرية لفدك،وتمهد لحتمية اعادتها على يد مالكها الشرعي،والا يكون تابع المتبوع اسمه السقيفة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك