عباس المرياني
قبل ايام وفي البصرة عاصمة العراق الاقتصادية مع وقف التنفيذ ادعى السيد رئيس الوزراء نوري المالكي انه قرر ان تكون حصص المحافظات المالية تحت تصرف الحكومة المحلية وليس تحت تصرف الحكومة المركزية والوزارات المختلفة لان هذا التكليف من شانه ان يساهم في تطوير المحافظات وتغيير واقعها نحو الأفضل ويساعدها على خدمة أبنائها وتوفير فرص العمل اللازمة وتقليل هدر الأموال وقتل الوقت إضافة الى ذلك فان هذا الإجراء من شانه ان يعطي المحافظات حصصها المالية التي تتناسب مع عدد سكانها ويجعلها تسير بنفس الخط الذي تسير عليه المحافظات الشمالية وفي اقليم كردستان حصرا.ومثل هذا المنهج في توزيع الأموال بين المحافظات كان يفترض ان تتبعه الحكومة قبل ثمان سنوات لان السيد الراحل المرحوم عبد العزيز الحكيم رضوان الله تعالى عليه كان قد طالب وفي اكثر من مناسبة ان تعطى المحافظات تخصيصاتها المالية من الموازنة السنوية وحسب نسبة السكان دون ان يكون للمركز او الوزارات تدخل في صرف هذه الأموال مع تشديد الجهاز الرقابي على آليات الصرف الا ان الحكومة لم تستجب لمثل هذا الفكر وهذا الطرح لأنها لم تصل الى مستوى هذا الفهم الراقي ولأنها لا تمتلك الجرأة على الاعتراف بقصور ادراكها وتحقيق ما من شانه رفعت المحافظات والرقي لأبناء الشعب العراقي بغض النظر عن الطرف صاحب الفكر والمشروع طالما ان الهدف هو خدمة ابناء الشعب .يقول احد المقربين الثقات من المرحوم السيد عزيز العراق رضوان الله تعالى عليه انه طلب في احدى الجلسات من الأستاذ باقر جبر الزبيدي عندما كان وزيرا للمالية ان يتم توزيع الأموال على المحافظات وبطريقة متساوية وكما معمول به مع محافظات اقليم كردستان فكان جواب الوزير ان الموازنة قد تم توزيعها في تلك السنة ولا يمكن تغييرها فطلب السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله منه ان يكون توزيع الاموال في السنة المقبلة على المحافظات وحسب النسب السكانية وان تكون المطالبة بالحسابات الختامية من جميع المحافظات لا ان تكون من محافظات دون محافظات اخرى الا ان سياسة الحكومة وعدم شعورها بالمسؤولية منع تطبيق تنفيذ هذه الالية.اليوم السيد المالكي يعود وبعد اكثر من سبع سنوات الى ما دعا اليه الراحل السيد عبد العزيز الحكيم ليقرر منح المحافظات حق التصرف باموالها دون تدخل المركز ووزاراته لكن بعد فوات الأوان وبعد ان وصلت المحرومية الى حد يصعب علاجها وبعد ان هدر اكثر من (500) مليار دولار وبعد ان تنعمت محافظات معينة بأموال ليس من استحقاقها.ان توزيع الاموال على المحافظات كان مشروعا واحدا من بيت عشرات المشاريع التي دعا اليها السيد عبد العزيز الحكيم من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي والعمراني والمعاشي لابناء المحافظات وخاصة تلك المحافظات التي عانت من الظلم والمحرومية والتهميش في زمن النظام الصدامي الهجين ولو ان اصحاب القرار نفذوا ما دعا اليه السيد الحكيم لما احتجنا الى كل هذه السنوات حتى نضيعها من اعمارنا ومن مستقبل ابنائنا.
https://telegram.me/buratha