بلا شك عندما نتناول افكار وسياسة المالكي ستنبري الاقلام بالسب والشتم ويتهم موقع براثا بانه ضد السيد المالكي وانه من يقف وراء اضعاف الحكومة ولا يتعرض الى من هم ضد العملية السياسية ،
بداية نقول ونصرح اننا ضد كل من وقف بوجه العملية السياسية وضد كل من تبنى ويتبنىفي السابق واللاحق الافكار الطائفية بل اننا نصرح بشكل علني ان طارق الهاشمي مجرم والدايني مجرم وحارث الضاري مجرم وتنظيم القاعدة مجرم وحزب البعث الكافر مجرم ووووالخ والقائمة تطول ولانحتاج الى تفصيل ،
ما يهمنا السياسة التي اتبعها المالكي والاحلام التي بنى عليها افكاره واوصل العراق وشعبه الى هذا المنزلق المخيف واعطى اعداء العملية السياسية والعراق الحجة في المطالبه بحقوق ماكانت لهم لولا السياسة الفاشلة التي اتبعها ،
بداية تسنمه للسلطة كان محط احترام خصوصا عندما قام بضرب المليشيا في صولة الفرسان والتي لم تكن صولة كاملة حيث اكتفى بضرب الوسط والجنوب ومدينة الصدر وتجنب الرمادي والموصل وغيرها لاسباب معروفه وحصل على تاييد واسع وللاسف الشديد هذه الصولة بدلا من ان تجعل من المالكي قائدا متواضعا انما جعلت منه رجلا مغرورا فراح يعلن الحرب على الجميع ظنا منه انه سيكسب المعركة ويحلم بقيادة العراق منفردا ،
الاحلام التي راودت المالكي لم تكن مشروعه والمالكي لم يكن طائفيا وانما اراد ان يستولي على الحكم بطريقة لم تكن بعيده عمن سبقوه فيها ، صدام لم يكن طائفيا ومن يقول بهذا فهو واهم وانما صدام كان مهووسا ولايرى في العراق الا ملكا صرفا له ولعائلته وما يؤكد هذا انه قام باعدام قيادات في حزب البعث واعدام الشيعي والسني والكردي والاسلامي والعلماني بل انه كان على استعداد ان يقتل اخوته واولاده من اجل ان يبقى العراق له لا لغيره ،
ربما سيعترض البعض علينا عندما جعلنا من صدام المقبور مثالا في مقالنا ولكن نقول لمن يعترض تمهل قليلا واقرأ مقالنا ودقق فيما نقول ولك الحق ان تعترض او تؤيد ،
المالكي وبعد صولة الفرسان كسب ود الكثير من ابناء الشعب العراقي بسنته وشيعته وعربه واكراده وباقي الاقليات والطوائف ولكن هل استطاع المالكي ان يكبح جماح غروره ام انه استسلم لاهوائه فراح يعلن الحرب على الجميع ويفتعل الازمة تلو الاخرى ،
اعلن الحرب على اهله قبل ان يعلنها على خصومه حيث اعلن الحرب على التيار الصدري ثم انتقل للقائمة العراقية ثم عاود ليضرب المجلس الاعلى ثم ذهب للاكراد فلم تسلم جهة سياسية في العراق الا واعلن لها العداوة والبغضاء وازمة تتبعها ازمة حتى وضع التحالف الوطني الشيعي في موقف المتحير بل انه جعلهم كما يقول المثل الشعبي ( مثل بلاع الموس ) غير قادرين على اتخاذ موقف منه ففي كل الاحوال يكون الخاسر الاكبر هم الشيعة قبل غيرهم ،
لم تكن سياسة المالكي سياسة حكيمة ولم يكن هناك برنامج حكومي حقيقي بل كان تفرد واضح في القرارات واول من اعترض على هذه السياسة نجل المرجع الشهيد سماحة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره البرلماني السيد جعفر محمد باقر الصدر وصرح بشكل علني وقدم استقالته حتى لايكون شريكا ،
هذه السياسة الخاطئة والفاشلة كلفت العراق وشعبه مئات الالاف من الشهداء والجرحى وبدتت المليارات ونخرت مؤسسات الدولة بالفساد القاتل وجعلت من البنى التحتية بنى منهارة لاتصمد امام اي تحدي بسيط كما انها تركت ورائها محافظات ترزح تحت خط الفقر ولاتمتلك اي مؤسسات عمرانية يمكن ان يشار لها ،
هذه الاخطاء القاتلة اوصلتنا اليوم الى ماهو اخطر وبسبب هذه الاخطاء انتفضت مجاميع تطالب بحقوقها المشروعة بعد ان وصلت الى مرحلة لايمكن السكوت عنها مقابل هذا استطاعت الخلايا النائمة ان تستغل هذه الثغرة والتي كانت تنتظرها بفارغ الصبر لتركب موجة المطاليب المشروعة وهو الطريق الاقرب والاسلم لها في تمرير مخططاتها ،
هذه الخلايا النائمة استغلت الاخطاء التي وقع فيها المالكي ومن ابرزها تلك هي التي لم تبقي له حليف او صديق كما ان هذه الاطراف لاتريد ان تتحمل اخطاء المالكي بل البعض منها كان ينتظر مثل هذه الفرصة ليقول للمالكي قف عند حدك فقد مضى وقت العنتريات وحان وقت الحساب ،
المالكي يعلم ان المرحلة التي يمر بها ليس كسابقتها من المراحل حيث ان الجميع اعلن وبشكل صريح ان هناك ظلم وان هناك حقوق مسلوبه ويجب انصاف المتظاهرين واعطائهم حقوقهم بما يتناسب مع الدستور ،
الغريب ان المالكي ذلك الرجل الصلب والشجاع كما وصفه الكثير الذي لم يبقي له صديق قدم تنازلات تتعارض مع الدستور بل انه قفز على الدستور حيث اوقع نفسه في اشكالات اكبر بل انه تاجر بدماء الشهداء ان صح القول اذا انه قام باطلاق السجناء والسجينات من الارهابيين ورفع الاجتثاث عن الالاف من الحزب البعثي الفاشي كما امر بتعويضهم وارجاع ما صودر من ممتلكاتهم ولم يكتفي بهذا القدر حيث ذهب بعيدا ليعيد قوانين المسائلة والعدالة بصيغة تتناسب مع ما يطمح اليه الحزب الفاشي ولازالت التنازلات تقدم ،
هنا لا اريد ان اعيب على جهة بقدر ما اعيب على التحالف الوطني مواقفه الهشة والضعيفة وخضوعه لارادة المالكي وان كنا نعلم ان المالكي وضعهم في موقف لايحسدون عليه ومن يطلع على حقيقة مايجري داخل التحالف يلطم على راسه اذن انهم اصبحوا مثل ( بلاع الموس ) كما ذكرنا انفا ،
التحالف الوطني لايستطيع ان يطرح بديل للمالكي ليخرج من الازمة ويعيد للتحالف هيبته واكثريته في البرلمان لسبب بسيط جدا وهو ، ان مطالبة المالكي بالتخلي معناه انسحاب دولة القانون من التحالف ومعنى ذلك انهيار التحالف الوطني بشكل كامل اي انهيار التحالف الشيعي بشكل ادق ان صح القول ،
حل الازمة الحالية او الازمات التي تراكمت لن تكون الا بانسحاب المالكي واستيقاضه من احلامه التي لايمكن تحقيقها باي شكل من الاشكال ويجب على المالكي ان كان يريد مصلحة البلاد ان يسارع بنفسه ويقول للتحالف الوطني انتخبوا بديلا عني يكون محط قبول اغلب الاطراف وعلى التحالف ان لايقع في الخطأ مرة اخرى وعليه ان يقدم شخصية قيادية حقيقة تستطيع ان تتفاهم مع الجميع وبذلك يعود التحالف الوطني الى مكانته الحقيقية وينهض بمسؤولياتها ويكون محط احترام وثقة المواطن العراقي الذي سمع أنينه ولا من مجيب .
كاتب وصحفيالنجف الاشرف
https://telegram.me/buratha