خميس البدر
المتتبع وبحيادية للاوضاع العراقية طيلة عقود يلاحظ ان ما تعرض له العراق وشعبه من حروب وانقلابات ومغامرات وشطحات شخصية للبعث الكافر وطاغيته المقبور وحصار اقتصادي والهجمة البربرية من تحالف القاعدة والتكفير والبعث من قتل واسترخاص الدماء واستهانة بالقيم الانسانية يجدها ومهما اراد ان يجعلها البعض عامة اوشامله لكل الشعب العراقي او ملونة لجميع الاطياف او صبغها بغير صبغة ولاسباب مختلفة منها مصالح شخصية او تحقيق مكاسب سياسية واخرى طائفية بغية حكم العراق وفق معادلة مقلوبة وادامتها ...فمهما اردنا ان نتجاوز هذه الفقرة وهذه الحقيقة المرة بتبريرات وتأسي واقع جديد والحديث عن الوحدة الوطنية وعن المصالح المشتركة الا ان اطراف دولية واقليمية ومن خلال دفع الشريك في الوطن تعيد للاذهان اسوء المواقف وابشع الصور ولا اكثر من التزييف والمغالطة واستمرار بلعبة تاريخ مزيف وربط الحاضر والمستقبل بغلطة ونزوة ومؤامرة دولية ولا اسوء ولا ابشع من ان تجرد انسان (أمة ) من شخصيته وهويته وتاريخه ومن ثم تساومه على وجوده وتتناسي اغلبيته وحقه في هذا الوطن وهو ما حاصل فعلا بالنسبة للشيعة وبمختلف الونها وقومياتها (العربية والتركمانية والكردية الشبكية..) ومع ان الشيعة وصلوا الى هذه القناعة منذ سنين الا انهم بقوا طوال هذه الفترة وكل هذه الازمان في خانة الحفاظ على وحدة الامة وعدم ردات الفعل الغير محسوبة والتي ستضر الجميع وتحرق الاخضر واليابس ..التزموا الاخلاق والنبل لالشيء الا انهم تمسكوا بأوامر الله جل وعلا والحفاظ على حدوده وتعاليم وسنة نبيهم محمد ( صلى الله عليه واله سلم) وأتبعوا أئمة (عليهم السلام ) ومراجعيتهم وعلماءهم (وهو سبب عدائهم وظلمهم من قبل الاخرين ) يراهم البعض مسالمين وهو (واقعهم فعلا ) يقبلون الاخر وهذا منهجهم وسلوكم .. الطاعة والتسليم للمرجعية والتي بقت على طول الخط ممثلة لهذا التاريخ والعمق والسيرة والنهج حافظت على الاسلام النقي والناصع الا ان الشيعة بقوا دائما متهمين بالطائفية مع تعرضهم لكل هذه الانتهاكات والتحديات والهجمات وصلت في مراحلها الاخيرة لحد ومستوى الابادة ..وبطبيعة الحال فان الامر لا يقتصر على شيعة العراق بل انه يتعداه الى كل شيعة العالم فالبحرين وباكستان شاهد حي وكذا مصر وبلدان العرب والعالم الاسلامي فلا نكاد نجد مكان امن لهم في هذا العالم الا وحوربوا فيه وحتى الانترنت ذلك العالم الافتراضي شاهد الحرب والتشنيع مع كل ذلك بقوا اقوياء وتراهم اشد من أي مرحلة ولو ان ما جرى عليهم كان لامه غيرهم لاصبحت من الدوارس والاثار لكنها الاصالة والحقيقة الماثلة للعيان والمشيئة الالهية ...ان هذه المفارقة العجيبة مع كل الحديث عن الوحدة والتقارب والمفاهيم الانسانية والقيم الديمقراطية تحتاج الى وقفة حقيقية وارادة دولية حقيقية وصادقة ومن كافة المؤسسات واللجان والهيئات والمنظمات لتخليص والحد من انتهاك حقوق هذه الامة ونصرتهم ولا اريد ان اكون بحديثي في موقف المغلوب على امره او الاقلية او الضعيف (فنحن اقوياء وباقون ) بقدر ما اريد ان ابين حقيقة وواقع هو ان يتحمل العالم مسؤوليته وان نتعامل دول الغرب بقيم الانسانية وان نعمل على تمكين الانسان من حريته وممارسة عقائده وهو ابسط الحقوق ...فاذا كان الشيعة في العالم لايملكون هذا الغطاء او الحق لسبب او لاخر فان شيعة العراق يملكون هذا الحق كون ان تجربته الحالية جاءت بفعل المجتمع الدولي ومحاكاة للتجارب العالمية ووقع على اتفاقية تعاون مع قطب العالم الاوحد الولايات المتحدة الامريكية الا انها ولا زالت غير قادرة على حماية هذا الشعب من المآسي بل اننا نراها قد تعمل عمل معاكس لرغباته ومسؤولية وحقوقه وطموحاته وبما يتناقض مع توجهات العالم... ازدواجية العالم واضحة في الخطاب والفعل فبينما تعد التكفير والارهاب عدوها الاول الا انها تغض الطرف عما يفعله في العراق طوال 10سنوات بل ان كثير من الحقائق والادلة تؤكد تواطؤ القوات الامريكية وتدخل مخابرات عالمية في دعم الارهاب وتمويله وتسهيل تواجده في العراق كما انها تعطي الضوء الاخضر لدول تتجاهر بهذا العداء وتعمل على اجهاض التجربة العراقية (بالاموال والاعلام والمحاربين والسلاح والسياسة والتخريب وفي كافة المجالات ) امثال (قطر والسعودية و....واخيرا تركيا ) ..ربما هذا الفهم وهذه القراءة ليست بجديدة وليست بعيدة عن الواقع وعن فهم الجميع الا انها وعندما تتحول الى مطلب من المرجعية الرشيدة برسالة المرجع اية الله العظى السيد محمد سعيد الحكيم (دام الله ظله ) الى ممثل الامم المتحدة في العراق (مارتن كوبلر) تؤكد هذه الحالة وطرح مظلومية الشيعة في العالم والعراق خصوصا وان على العالم ان يتحمل مسؤوليته وان يضع حد لاستهداف وابادة الشيعة في العالم ...انني وبعد كل هذا الحديث اعيد واقول بان قناعتي تعيد مصائب الشيعة الى عقد تاريخيه وحقد اعمى من قبل دعاة العلم والتدين والفقاهة من المسلمين انفسهم ومحاكاة الحكام والانظمة لهذا الحقد وبما توفره كلمات وخطابات وعاظ السلاطين وارتباط المصالح مع الغرب وتغذية الاحساس بخطورة التشيع على تلك المصالح.ان ما يطلبه المرجع السيد الحكيم (دام ظله) من الامم المتحدة لم يكن الاول ولا هو تهويل او استدرار عطف او انه 0وهن او ضعف ) بل انه يصب بمعاناة طويلة وتشخيص صحيح واحساس واعي من قبل المرجعية ورؤيا ثاقبة بان الظلم والابادة التي تنال الشيعه في العراق و العالم انما سببه ما يفعله الغرب اوبما يحصل من دعم للتطرف او غض النظر عن الارهاب من قبل العالم الغربي واو كلاهما او الخوف على المصالح ..ان الخوف على مصالحهم في عالمنا الاسلامي يجب ان لايكون على حساب الشيعة ولا على حساب الانسانية وان لايتحول هذا الخوف الى منهج ربما يلبس لباس تبشيري وديني ..اخيرا ان كل ما مر بالشيعة يجعل منهم بركان اذا انفجر فلن يسلم منه كل من ساهم بهذا الظلم والاجحاف والقتل والتهميش وهضم الحقوق وابادة فما يحدث اليوم انما هو رهان على وجود وحرب مصير ويختلف عن كل ما كان سابقا وان هذه المرحلة ليست موجهة نحو فكر او عقيده او افكار او اساليب او ممارسات بقدر ما توجه نحو الارواح والدماء وقد يتساهل العلماء والمرجعية ويحثون على ضبط النفس او الصبر والتجاوز عن الفقر او تهميش او اقصاء سياسي واداري اما الدماء والاعراض فلا فهي غالية و ليست ملك لاحد وعلى الجميع ان يحافظ عليها واولهم المرجعية ولذا جاءت رسالة المرجع الحكيم (دام ظله )كتنبيه وانذار للعالم بان لايراهنوا كثيرا على صبر وحلم المظلوم وان ردة فعله ستكون عنيفة جدا بمقدورها ان تقلب العالم وان تغير خارطته خاصة وان مصالح العالم واقتصاده مبني ومرتبط بهذه المنطقة وان مناطق الشيعة هي الاغنى في العالم .....
https://telegram.me/buratha