علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
كنا قد كتبنا في الرد ( 2 ) حول نقطتين الاولى والثانية من رسالة سماحته الى الرئيس الامريكي, هذا الرسالة تم تسليمها الى الوفد الاميركي المكون من نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد والمسؤول السياسي في السفارة الأمريكية في عمّان, والمؤرخة ب19/2/2013 .في الفقرة الثالثة تناول مسالة القضاء العراقي حيث اخذ يقارن بين القضاء العراقي الحالي و القضاء في عهد صدام.. ان السعدي امتدح القضاء الصدامي حتى نزهه من كل شائبة او عيب وكانه يتحدث عن روايات تاريخية كتلك التي تتحدث عن بصل عكة!! ولم يلتفت الى ان الاجيال التي عاصرت ذلك القضاء وتلك الاحكام التي ذهب ضحيتها الملايين من الشيعة والاكراد مازالت على قيد الحياة وتشهد بخلاف ما يدعيه.. حيث ذكر (كان القضاء العراقي قبل عام 2003 من المؤسسات القضائية المشهود لها عالميا في تطبيق القانون بكل عدل وحيادية )!!! اذن محكمة الثورة كانت تطبق القانون بكل عدل وحيادية!! ومنها الاحكام التي صدرت باعدام علماء الشيعة كانت عادلة وحيادية!!! ايضا الذين تم اعدامهم بسبب سب صدام كان عادلا وحياديا!! بل ذلك الذي رأى في منامه ان اخاه قام بانقلاب على صدام المقبور وتم الحكم على اخيه بالسجن تسعة سنوات كان حكما عادلا وحياديا!!! و قطع الاذن وقطع اللسان و و..... وبعد ان مجد قضاء البعث اخذ يجرم القضاء العراقي الحالي فيقول (وأصبح القضاء العراقي خاضعا لرغبات السلطة التنفيذية فتظلم من تشاء وتعدم من تريد وتنتزع الاعترافات انتزاعا قسريا بالتعذيب الجسدي والاستغلال الجنسي واغتصاب الأبرياء), ان هذه الفقرة لها جنبتين الاولى انه اسقط كل جرائم الاجهزة القمعية الصدامية ونزه حكومة صدام من التدخل بالقضاء العراقي, ورفع الظلم عنها وكذلك الاعدامات التي طالت الملايين كانت بكل عدل وحيادية, والمقابر الجماعية تمت بعدل وحيادية ... كما ينفي التعذيب عن تلك الحكومة الطاغوتية التي استخدمت اشد اشكال التنكيل والتعذيب بحق العراقيين, حتى انهم كانوا يذيبون اجساد الابرياء بأحواض التيزاب وغيرها من اساليب التعذيب التي لا تعد ولا تحصى, كما انه ينفي حالات الاغتصاب للعراقيات في ذلك العهد المظلم وجدران الزنزانات مازالت تشهد على تلك الجرائم, حتى ان مجموعة من النساء العفيفات بعثن برسالة الى احد زعماء المعارضة في ذلك الوقت تقول فيها (( اذا تم اسقاط نظام صدام نتوسل اليكم ان تهدموا السجن علينا, لأننا دخلنا السجن باكرات واليوم نحن امهات )). اما الجنبة الثانية هي انه تحدث عن تهم موجهة الى الحكومة العراقية تفتقد الى الدليل.. بعد ذلك يذكر المراد من وراء تلك المقدمة وباسم المتظاهرين فذكر ( والعراقيون المتظاهرون يطالبون بإعادة القضاء العراقي إلى عهده السابق عدلا ونزاهة وحرية على أن يتولاه عراقيون متمكنون في القوانين ومشهود لهم بالمهنية والنزاهة ) فلم يلتفت سماحته الى ان اغلب القضاة هم ممن عمل في عهد النظام البائد وكذلك اغلب القوانين كان معمول بها في زمن الطاغية. ثم ياتي في الفقرة ( 5 , ب ) و يقول ( السيطرة القسرية على ممتلكات وقفية سنية أوقفها أهل السنة وأداروها آلاف السنين، وإلحاقها الحكومة العراقية بالوقف الشيعي كما جرى للمراقد في سامراء )!!! هل خرف ام من سهو القلم؟! انظر انه يقول (أوقفها أهل السنة وأداروها آلاف السنين )!! يمكنني ان احمله على محمل حسن اذا كان قد وقع على دليل ان البعثة النبوية كانت قبل الاف السنين, وهذا ما لم يقل به احد من المسلمين وغيرهم!! فكيف بالإمامين العسكريين (ع ) وهم من ذرية النبي ( ص )!!!. بما ان الشيخ يعتبر من فقهاء اهل السنة, فهل يجوز اسقاط الحق بالتقادم اذا كان ذلك الحق مغتصب؟! ان الوقف السني تولى ادارة مراقد شيعية في عهود الابادة الجماعية للشيعة ومصادرة حقوقهم. ان اغتصاب حقوق الشيعة في ادارة المراقد لا يعطك الحق بوضع اليد على مراقد ائمتهم, بل يوجب عليك الاعتذار عن تلك الحقبة. و في نفس الفقرة ( 5,ج ) قال ( تغيير مناهج الدراسة بما ينسجم مع توجهات مذهب واحد دون مراعات المذاهب الأخرى ، وما جرى في كلية القانون في جامعة ديالى من وضع أسئلة امتحانية طائفية تثير حفيظة أهل السنة )!!! لم يذكر الفقيه العادل أي مناهج تم تغييرها, و ذهب الى اسئلة امتحانيه في جامعة ديالى اثارة حفيظة اهل السنة!!! ولم يذكر كم سؤال واذا كان في تلك الاسئلة ترك او لا!!! انه ممتعض من سؤال في امتحان واحد وفي محافظة واحدة و جامعة واحدة ودرس واحد, ولا يصح للشيعة ان يمتعضوا من ان يدرس القانون المدني وقانون الاحوال الشخصية في العراق كله بفقه مذهب اهل السنة وهم الاقلية في العراق!! ويجب ان يطبق القانون المدني و قانون الاحوال الشخصية, في جميع المحاكم العراقية على الشيعة وعليهم ان يكتموا انفاسهم والا سيثيرون حفيظة اهل السنة!! أي منطق هذا واي عدل ايها الشيخ؟! يتضح لنا مما سلف ان محور رسالة عبدالملك تدور حول محور اساسي وهو ذم السنوات التي تلت التغيير ويمتدح ما قبل ذلك ويطالب بإرجاع تلك المعادلة السياسية الظالمة. تركنا الكثير من الفقرات للاختصار. اساله تعالى ان يهدي هذا الرجل والعاقبة للمتقيين.
https://telegram.me/buratha