علي جاسم
جميع الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية والأكاديمية والعشائرية وعند لقاءاتها المتكررة والمتعددة بأبناء الشعب، تؤكد باستمرار على ضرورة المشاركة الفاعلة في عملية انتخابات مجالس المحافظات القادمة لاختيار ممثليهم الذين يستحقونهم للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم وإقامة مشاريع عمرانية وتقديم خدمات تليق بكل محافظة وتعوض عليهم سنوات الحرمان والإهمال الخدمي المتعمد خلال الحقبة البائدة، وما تبعها من السنوات القليلة الماضية التي تميزت بارتفاع نسب الفساد المالي والاداري والتي تركت اثارها على مجمل حركة بناء واعمار المحافظات والمدن العراقية المتنوعة، وهذه التأكيدات المستمرة والتي غالبا ما تأتي خلال عقد اجتماعات وندوات ومؤتمرات تلتقي فيها الشخصيات الوطنية والمؤثرة مع ابناء الشعب لتسليط الضوء ليس على أهمية المشاركة بالانتخابات فحسب، بل والمشاركة الجماهيرية بكثافة تناسب حجم العملية الانتخابية نفسها، كونها عملية لها ثقلها الكبير بعد ما شاهدته الجماهير من تغيرات اقتصادية وعمرانية وخدمية بتأثير مجالس المحافظات الحالية والخدمات التي قدمتها كل محافظة لأبنائها والمقارنة بينها وبين الخدمات خلال فترة الحكم الصدامي من جهة، وبينها وبين الخدمات المقدمة في المحافظات الأخرى للوقف على حقيقة مهمة جدا، وهي ضرورة اختيار العناصر النزيهة والكفوءة القادرة على خدمة شعبها بإخلاص ومهنية عالية. ولكي لا تتكرر هذه المعاناة الشعبية والجماهيرية من جديد ينبغي للشخصيات المرشحة ان تقوم بحملات توعية فعالة ليدرك معها الناخب أهمية الانتخابات وتوفير كافة مستلزمات إنجاح التجربة وتفعيلها وتنشيطها خدمة للصالح العام وحفاظا على حقوق الشعب وثرواته من الضياع والهدر، أما من جهة المواطن فان هذا الحال يحتم عليه إدراك أهمية وجدوى الانتخابات في المرحلة القادمة ومعرفة منافعها وأضرارها، أي جدوى المشاركة الجماهيرية الفاعلة من عدمها، وما ستتركه مستقبلا من اثار مباشرة على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية والخدمية في أي محافظة، ولذا فأن ذلك يتطلب من المواطنين جميعا دون تمييز او استثناء الإلمام بمسألة المشاركة واهميتها، وعدم التقاعس عن قول كلمة الشعب وقراراته الفصل، لأن ذلك ليس شأنا خاصا بفرد واحد فقط، وإنما يشمل المحافظة برمتها لاسيما مع وجود عناصر غير مؤهلة وغير قادرة على قيادة المجتمع والقيام بنهضة شاملة فيه وإعداد مشاريع تتناسب مع متطلبات المرحلة وحاجة المحافظة لها وقيمتها وآثارها بالنسبة لها، ويمكن معرفة كل هذه التفاصيل من خلال تذكر انجازات كل محافظة ومجلس المحافظة ومشاريعها المنجزة للعام الماضي والمستمرة للعام الحالي، وكيفية استغلال واستثمار الميزانية المعدة لها بمشاريع تحتاجها المدينة والمحافظة، فضلا عن المتراكم من الخدمات المعطلة منذ الزمن البائد وآليات تجاوز تلك المرحلة السقيمة.كل هذا معناه ان المواطن ليكون على قدر من المسؤولية فأنه أمام واجبين، الأول هو المشاركة الفعلية والواسعة في عملية الانتخابات والسعي الجاد لإنجاحها وجني ثمارها على المستويات كافة، أما الواجب الآخر فهو عدم إضاعة فرصة اختيار الأصلح والأنسب لخدمة الشعب والبحث عن الكفاءة التي تتلاءم مع تطلعات أهالي أي محافظة ورغبتهم الصادقة بتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي بعيدا عن المجاملات الضيقة والمصالح الفئوية والحزبية التي لم تنفع أحد سوى أصحابها وجعل المصلحة الأهم هي مصلحة الوطن وتقديمها على حساب المصالح الأخرى، وهذا الجانب يتطلب من المواطنين أيضا ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرها التصدي لمسؤولية توعية الجماهير بأهمية الانتخابات وخطورة إهمالها أو التعامل معها بشكل غير واقعي أو التقليل من شأنها، وبكل تأكيد فأن ذلك في حال تحققه سيكون له أثر كبير في العملية الانتخابية وتقرير مصيرها ومصير المحافظات وتطلعات أبنائها واحلامهم.
https://telegram.me/buratha