المقالات

لماذا محافظتي أولا..؟؟

558 22:18:00 2013-02-27

عباس المرياني

يمكن اعتبار شعار اي مكون سياسي بمثابة الاختصار العملي للرسالة او الصورة التي ينوي هذا المكون السياسي طرحها الى الجمهور عامة او الى فئة محددة خلال فترة معينة ترتبط بممارسة ديمقراطية او بتجذير منهج هذا المكون او المؤسسة او الشركة ومعروف ان الشعار يفضل ان يكون مختصرا ومركزا وواضحا ومفهوما والأفضل ان يكون غريبا نوعا ما وغير مألوفا من قبل الاخرين ويجب ان يكون ضمن توجهات الناس ومطالبهم او من اولويات احتياجاتهم حتى لا يقابل بالجفوة واللامبالاة وعادتا ما يتم الاستعانة بمؤسسات متخصصة في تحديد توجهات الناخب من خلال اجراء استطلاع راي عام لعينة مستهدفة من المواطنين وعلى ضوء إفرازات هذه الاستطلاعات يتم تحديد الشعار والرسالة .ومسالة الشعار ملازمة لعملية الترويج والدعاية وللممارسات الديمقراطية في العديد من دول العالم ولا يختلف الامر كثيرا بين الدول المتقدمة وصاحبة الباع الطويل في الممارسات الديمقراطية وبين الدول الحديثة السائرة على هذا النهج الا في التطبيق والإدراك أما المسألة الشكلية فهي نتاج التجربة الديمقراطية برمتها.وفي العراق وكبقية دول العالم التي تمتهن الديمقراطية كوسيلة وحيدة لتداول السلطة منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا تزايدت حمى التنافس على اختيار الشعار ووصل الامر في بعض الممارسات الى ان يتم سرقة الشعار من قبل أطراف أخرى وان كان صاحب الحق الشرعي هو من يفوز في نهاية المطاف وغير هذا يمكن تصنيف العراق في المستوى الثاني في تراتبية واهمية الشعار والرسالة عند الناخب بسبب عدم وصول الناخب الى مستوى النضج الكامل في حرية الاختيار وبسبب الولاءات المسبقة التي يصعب تغييرها والتي لا تعتمد على العطاء والنزاهة والكفاءة بقدر ما ترتبط بالولاء للسلطة وللحزب ولاشخاص معينين ومن الصعب ان تجد شخصا ينتخب جهة ما لانه مقتنع ببرنامجها الانتخابي وبنزاهة وكفاءة المرشح وانما يكون الانتخاب للحزب او لجهة معينة دون ان يسمع او يقرا ما هو البرنامج الانتخابي ومن هم الاشخاص بل ربما ينتخب اشخاص لا يعرفهم وليسوا من محافظته ومنطقته ولا يمكنه الوصول اليهم وهذا الاسلوب يمثل منتهى الاستخفاف بحقوق وعقول الناخبين الذين لا يجيدون بدورهم التمسك بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور.وبعد ساعات ستنطلق الحملة الاعلامية لانتخابات مجالس المحافظات في دورته الثالثة وسط تنوع لشعارات المكونات السياسية وان لم تنكشف بعد الا ان أئتلاف المواطن اعلن عن شعاره والذي لخصه بكلمتين معبرتين دون تعقيد او إطالة مع الاعتراف بغرابة الشعار وجزالته وهو محافظتي اولا ورب سائل يسأل لماذا محافظتي وليس العراق ولماذا هذا التخصص وليس التعميم والجواب بسيط ولا يحتاج الى فلسفة معمقة وهي ان هذه الانتخابات هي انتخابات مجالس محافظات وليس انتخابات نيابية وهذه الانتخابات من اجل تقديم الخدمة وليس لتشريع القوانين ومن المؤكد فان كل محافظة معنية بهذا الشعار وبالتالي فان التخصص في الشعار هو عين الصواب لان ابن بغداد لا يمكن ان يقدم خدماته لابن ميسان ولكن بالتنافس بين ابناء المحافظات يمكن الانطلاق الى كل العراق اي ان اعمار وازدهار وبناء ورفاهية اي محافظة سيكون مدعاة للمحافظات الاخرى لان تحذو حذوها.ان شعار محافظتي اولا الذي اختاره فرسان أئتلاف المواطن 411 في صناعة ملحمة انتخابات مجالس المحافظات سيكون هو الشعار الاول المرتبط بجوهر الواقع والذي سينتج رؤية حقيقة معبرة قادرة على استيعاب تطلعات ابناء الشعب العراقي في اختيار الانزه والاكفأ وصناعة مستقبل واعد لا مكان فيه للفساد والمفسدين ولا للتخلف والحرمان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك