المقالات

نقدم التنازلات لنضمن الكرسي !!

419 10:58:00 2013-02-28

اياد الناصري

 

من البديهيات ان العمل السياسي يحتاج هامشا من المرونة والتعاطي مع الاخرين على اساس تحقيق المصلحة العليا و بعيدا عن الخوض في تفصيلات ووضع احتمالات لبيان الفكرة الاساسية وفحوى ما يريد العراقي قوله لساسته بالاخص اطراف الصراع ومن يقودون دفة الازمة ويسهمون في تاجيجها لابد من قراءة المواقف ومراجعة الدواعي التي ادت بنا الى هذا الحال ونبدأ من اتفاق اربيل الذي ابرم بشكل غريب وسري تقريبا بين اطراف من دولة القانون والتحالف الكردستاني أي (المالكي وبارزاني) وفيه ما فيه من المؤاخذات والتي تخدم البعض وتوضح مدى نفعيتهم وسيرهم باتجاه خدمة مصالحهم لاغير بعد ذلك برزت ازمة الهاشمي وفجرت الاوضاع وقادت الى ان يتهرب كل طرف من التزاماته واقصد طرفي اتفاق اربيل لينتهي بهم المطاف الى الوقوف وجها لوجه وفضح بعضهم البعض وبيان مدى هشاشة التزامهم باتفاقات تجاوزت سقف الدستور وقدمت التوافقات الثنائية فوق كل التوافقات الوطنية الاخرى والتي قلنا توافقات مصلحية لا اكثر ومن بين الامور التي صعدت الازمة بين المالكي وكتلته والطرف الكردي ممثلا بمسعود البارزاني وتوجهاته هو لجوء كل طرف الى ابتداع مطالب واشتراط اشتراطات لم نسمع بها يوما وكل ذلك فسر على انه منطلق من صميم الدستور ومصالح الشعب حتى اوشكت الحرب والفتنة على ان تقع بسبب التهور نزوة سياسيين راحوا يصوغون المبررات لتصوير الطف المقابل عدوا يريد ابتلاعهم ومع الاسف فقد اتخذت اساليب ملتوية لجر الشارع الى مواجهة لا يستفيد منها احد وبعد ان وصلت الاوضاع الى هذا السوء وللتغطية على مشاكل سياسية ربما كانت ستحل بالحوار بشكل جدي وواضح افتعلت ازمات اخرى اراد اطرافها وهم المالكي وجماعته النجيفي وجماعته هذه المرة وتعالت الاصوات وها نحن نعيش تداعياتها لتتوج باعادة افواج البعثيين وتفريغ مؤسسات كهيئة المسألة والعدالة من محتواها وجعلها مؤسسة خادمة لكرسي الحكم يساوم بها من يريد ويرضي عبرها من يراهم الشعب بالامس عدوا لدودا ومفتاحها بالا شك ممثلي التظاهرات ومن يدفعون لتكون بهذا الشكل الطائفي المقزز فسياسة معالجة الازمات بافتعال اخرى سياسة حذر منها عقلاء القوم وفي مقدمتهم السيد عمار الحكيم وقيادات المجلس الاعلى , لكن سقوف طموحات البعض كان كبيرا حتى وقعوا في منزلق الغرور السياسي وتوهموا انهم اكبر من كل شيء حتى عادوا الى ما قبل اول ازماتهم وراحوا يقدمون التنزلات سخية على حساب الوطن والشعب وسؤالنا هنا لماذا لم يبادر المالكي وائتلافه الى احتواء الازمة قبل ان تنطلق وقبل ان يغرق العراق في مستنقع توالي الازمات ولماذا تدفع مستحقات البيشمركة من الموازنة الاتحادية بينما هم حرس اقليم كردستان وهل سينتهي الامر بتجميد عمل قيادة عمليات دجلة ام ان الامر سيمتد الى الغاء صفقات تسليح الجيش العراقي على اعتبار ان هذه الصفقات تهدد امن الاقليم مستقبلا وهل يريد المالكي ان يستميل القيادة الكردية لبيان الغلبة في مواجهة ممثلي المتظاهرين الذين اوشكوا ان يعادوا الجميع بعد تصريحات البدراني وهجومه على الكرد وقبلهم الشيعة وهل سيكف رئيس الحكومة عن سياسة التصعيد ام انه سيتجه للنجيفي والعراقية بعد ان تهدأ هذه الازمة ويقدم لهم المزيد من التنازلات لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية متجاهلا كل النصائح والرؤى التي قدمتها المرجعية الدينية الرشيدة واطراف في المكون الشيعي بالابتعاد عن مثل هذا النهج وايضا هل ستحل التنازلات هذه المشاكل جذريا ام ان في الافق مفاجآت اخرى تجعل من الاستقرار السياسي في بلادنا امر بعيد المنال .. ان حسن النية والتعامل بمرونة في العلاقة مع الاخر في الامور التي تحتمل الحوار والاخذ والرد امر لابد من وجوده قبل التشبث بالرأي والتمسك به على اعتبار ان البلاد تدار بشراكة المكونات فيما يجب ايضا ان يكون هناك حسم في قضايا اخرى من قبيل الحفاظ على مكتسبات وامن الشعب ونحن مع الخيارين مجتمعين ضمن سقف وطني موحد يجعلنا جميعا في مواجهة التحديات وتوزيع خيرات البلاد لتشمل كل ابنائه الذين يرون ان مصلحتهم في ان تدور عجلة التنمية وتتحول الخيرات والثروات الى مشاريع وفرص عمل تخرجهم من دائرة العوز والحرمان سيما في مناطق الوسط والجنوب التي تتحمل بلا ريب وزر عنتريات ومغامرات البعض ومن كل الاطراف التي تدور في فلك الازمة وتغذيها وتديمها دون استثناء ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك