نور الحربي
اثبتت التجربة ان نهج التفرد بالقرار الذي يصر عليه المالكي ولو بطريقة يوحي معها بانها صلب الديمقراطية على اعتبارغلبة تمثيل حزبه وائتلافه في البرلمان , ولهذا النهج الذي يدافع عنه الكثيرين ويحشدون الشارع باتجاهه ، تبعاته وثمنه الباهض وليس حقيقيا ان التحالف الوطني مؤسسة تتبع الاقوى كونه الاكثر عددا وتسير وفق رؤيته ومنهجه مجبرة او طائعة لان قوى التحالف تمتلك علاقاتها وتاريخها وعمقها الجماهيري الذي تغير كثيرا بحكم المواقف ونظرة الشارع ونضج المشروع المطروح اليوم ومنها على سبيل المثال المجلس الاعلى الاسلامي الذي استفاد كثيرا من تجربته السابقة في ادارة الدولة وعمل على تنظيم صفوفه مع قيادة لها وزنها وبصماتها وتأثيرها على الشركاء ومشروعها لخدمة الوطن والشعب بالرغم من ان مناوئيها يحاولون التشويش عليها بتقولات واكاذيب كالطعن في مشروعية المجلس نفسه بوصفه مؤسسة وجهائية تسير اوضاعها عائلة دينية تتوارث الرئاسة وترغب بالظهور والانتفاع او تسويق اكذوبة ان زعيمه لايمتلك تأريخا جهاديا كأبيه وعمه قدس الله نفسيهما وغير ذلك حتى وصف المجلس عموما بالانتهازية والعمل من داخل الصف الشيعي لاسقاط المالكي لاغير وكل ذلك غير صحيح لسبب بسيط يمكن معه فهم طبيعة ما قيل ويقال ولو اكتفيت بتوضيح السؤال المتعلق باسقاط المالكي فالرجل وقع بمطبات كثيرة لا يمكن معها الا ان يسقط بدون تدخل المجلسيين وفي اكثر من مناسبة ليس اخرها ازمة سحب الثقة عن المالكي وحكومته ولمن يتبنى هذه الاكذوبة نقول ان المجلس لو تعامل كما تتقولون و كان انتهازيا فهل يقوم بدور المنقذ وينتشل الحكومة من الغرق في وقت يبعد تارة عن دائرة صناعة القرار ويبتعد تارة اخرى لانه يرى عدم رغبة وجدية من هم معه في تبني ارائه لمجرد انها تصدر منه مع احقية وصوابية هذه الاراء , وهذا ليس دفاعا بقدر ما هو انصاف لتيار جهادي حمل المشروع ودافع عنه واسس لدوامه وحفظه من الضياع فكان الدستور الذي يهمزه البعض ويلمزونه لانه لا يلبي نهج التفرد ومن شدة تناقضهم فهم يمتدحونه ويقحمونه في كلماتهم وهم يتنصلون من تنفيذ التزام تجاه الشعب او شركائهم الاخرين . ان التحالف الوطني الذي نحن بصدد الحديث عنه عمل بفاعلية وقدم طروحات ولو بشكل منفرد من قبل بعض اطرافه كانت بمجملها جيدة ولكونه مؤسسة نستطيع قبوله الى ان ما يواجهه من تحديات في قادم الايام لابد ان تواجه بجديه ويتم التعامل معها على اساس انها تحديات كبيرة ولا تحتمل التأجيل والمماطلة والتسويف التي تطغى على اداء كتلة رئيس الحكومة فمن يريد اغراق التحالف الوطني ويزايد على وحدة الصف الشيعي عليه ان يحترم شركائه وحلفائه باعتبارهم من يدعمونه على الاقل ويجعلون بقائه ممكنا فليس هناك تعامل كالذي يريده دعاة التفرد واصحاب فكرة التابع شئت ام ابيت وتسويق افكار ان لم تقبل بي قائدا مطلقا افعل ما يحلو لي وما عليك الا الطاعة فأنت لا تمثل المكون وتصطف مع مناوئيه وهو فهم يحاول من يدافعون عنه تكريس الانغلاق على الداخل وعن الخارج فشركاء الوطن اخواننا و اصحابنا وقت الرخاء واعدائنا وقت الاختلاف بينما الواقع و ضرورات العمل السياسي تذهب باتجاه اخر . اننا نحتاج فعلا الى فهم جديد حول طبيعة الشراكة في نفس قوى المكون ومع المكونات الاخرى رغم ان الحديث بهذه اللغة قد لا يروق الكثيرين لكنه الواقع و لايمنع ان نكون ونقف مع الجميع بحسب ما تمليه المصلحة نشاورهم ونتحاور معهم نعرض وجهات النظر ونتقبل منهم ولنا راينا الذي يبنى على اسس صحيحة ولدينا مرجعية دستورية صوت عليها الشعب بدل حالة التجييش التي عانينا ونعاني منها والتي سادت بفعل غياب ثقة الاخرين برئيس الحكومة وعدم وجود اسس رصينة للاتفاق بفعلها ناهيك عن عدم وجود ضمانات يمثلها شركائه في التحالف الذين يحظون بمقبولية الاخرين وهو ما غفل عنه المالكي حين قدم تنازلاته للكرد حين اوفد مدير مكتبه الى اربيل لترطيب الاجواء مع اقليم كردستان ولم تكن زيارته والوفد المرافق له ذات تأثير كالذي كان منتظرا منها ,عموما المطلوب ان يتغير هذا النهج عاجلا لئلا تفوت الفرصة وان كان المالكي متحمسا لتلبية مطالب المتظاهرين حتى مع عدم قبولنا كشارع عراقي بها على عكس ما كان يراه في المرحلة السابقة فعليه ان ينظر الى داخل التحالف ويفهم ان الشراكة تحتم عليه ان يراجع قراراته ويشركهم معه بدل ان يرمي مستشاريه والمقربين منه التهم ويحملون غيرهم مسؤولية اخطائهم التي ارتكبوها عن سابق اصرار ليبقى التحالف الوطني المؤسسة الراعية للجميع المنصفة لجهودهم وحرصهم على بناء الوطن والحفاظ على المكتسبات ..
https://telegram.me/buratha