الكاتب : علي السالم
عامٌ يمرُ جديدهُ وما زال العراقُ على قيد الحياة وما زالت مواجعنا تتكاثر كأطفال الارنب الذي يكثر انجابه على كل حيوانات الارض . مواجع لها حلول لا تحل !! فالموازنة موجودة لما الانتظار ؟لا تنظر الى الموازنة بعدتها وعتادها كأموال وما شابه . لكن انظر اليها من جانب الحاجة الماسة والملحة اليها, نحن نعيش في دنيا تتكاثر فيها الايدلوجيات الوطنية والرؤى التحزبية والطائفية .لكن لا يختلف اثنان عاقلان على ان اي حزب او طائفة لا تعترض على اقرارها او التصويت عليها لان فائدتها للجميع .فالموازنة ارقامها مخيفة لدرجة انها كفيلة بانشاء وطن عصري متقدم . كيف لا والعراق يمتلك ثاني احتياطي نفط في العالم . باموال النفط نبني العراق. ومن منا لايعلم . فالكل يعلم بأن العراق يخسر شهرياً اربع مليارات دولار في حال تأخر اقرار الموازنة . والاخيرة في تأخرٍ ملحوض من شهراً الى شهر . لا ضير ان نتمعن قليلاً في النقلة النوعية التي شهدناها في دول الجوار وتقدمها العمراني والثقافي من جانب والخطط المتبعة في اختصار الطرق المؤدية للازدهار من جانبٌ اخر .الامثال كثيرة ولا اريد الاسراف بكلامي عن دول الجوار . فسأطرح موضعة الامارات العربية الشقيقة . كيف تحولت من رمال الى اجمل دولة عربية سميت بأوربا العرب . التسمية لم تأتي جزافاً بل جاءت وفق خطط وسيناريوهات مكثفة للنهوض بالواقع الكلي للبلاد . لان فيها اناس يحبون العمل من اجل الوطن . من المؤكد ان الاموال التي صرفت من اجل الاخير شيء بسيط مقارنةً بالذي تصرف اليوم لقطاع من قطاعات العراق . وهذا ان دل على شيء فانه يدل على التخبط الواضح وغياب الدور الرقابي للدولة. لم اتمنى ان اصل الى عبارة (كوادر العراق خارج نطاق الخدمة) يعز علي الحديث بسلبيات وطني لان فيه ذكريات حياتي الجميلة .كيف انسى الحارة التي تربيت فيها منذ الصغر والتي علمتني ان احب الناس جميعاً ولا افرق بين احد من ابناء وطني .؟كيف انسى المدارس التي علمتني بأن الدار هو الوطن والدور هي الاهالي . او لغتي العربية التي لطالما قرأتها في القراءة .؟كيف انسى مراحل المتوسطة والاعدادية .؟ واليوم انا طالب جامعي افرحني مؤخراً بأن هناك مبادرة لنا . تتضمن منحة من الموازنة تخصني واصدقائي المثقفين جميعاً طلاب الجامعات .منحة الطلبة التي كان من المقرر ادخالها في جدولة مشاريع الموازنة, . ورفضت لأسباب مبهمة رغم اني سمعت بأن اموالها مرصودة من قبلهم واقرت من قبل وزارة التعليم العالي لكن تلفلفت كسواها من المشاريع الخدمية !!! عتبي على طلاب الوطن لعدم اكثراثهم للقرار او المطالبة ولو بالقليل للمنحة . باعتبارهم الشريحة المثقفة في المجتمع ويجب ان تدلي ما بدلوها لصنع القرار وتشكيل ضغط سياسي على كل الاصعدة لأقرار منحة تخصهم اولاً والمجتمع ثانياً .وجل ما ذكر توضيحاً للواضحات . لان اقرار الموازنة لا يختف عليه احد . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو . ماذا بعد اقرار الموازنة ؟؟؟هل سيبقى الوضع كما هو عليه في السنوات الماضية ام يتغير الحال من والى !! فالوضع المزري للبلاد ملحوض للجميع .لدينا اموال طائلة بحاجة الى سياسة او ادارة محنكة تستخدمها للاستثمار . 118 مليار رقم يرعب لانه يلبي طموحات اكثر من اي مصباح سحري لعلاء الدين !! كما هو معتاد وعود تعطى وتنفيذٌ خفي,, الكل يطالب واولهم المرجعية الدينية التي طالبت وتطالب ملياً لاقرارها بأسرع الاوقات . كي لا تتسبب تاجيلاتها بخسائر على العراق ككل . نعم سيدي المسؤول لم انسى دورك في المفاصل المعقدة فأنت من تلعب الدورين المحوري والاساسي في قضية شغلت الرأي العام والخاص والصحف والمجلات والقنوات الفضائية ووو ... الخ اعلم انك لا تكترث الى هذا الشيء لانه لا ينفعك بشيء ملموس مادياً . لكن تأكد يفيدك معنوياً لانه الاصلح, (ان عدلت المايلة) . راتبك مستمر ولا ينقطع بموازنة او سواها . فلماذا تكترث ما دمت في منصبك موجود ؟؟ومفصلي الاخير الذي لا اريد ان انساه هو تحذير شديد اللهجة بأسمي واسم الضمائر المستيقظة . اقول ممنوع سيدي المسؤول تسييس اقرار الموازنة لدعايتك الانتخابية . فهذا الامر مرفوض جملةً وتفصيلاً.. اذ ان ارجاع الحقوق الى نصابها الطبيعي من شيم الابطال . والعراقي بطل الطباع الحسنة لا السيئة . فانتم تماطلون من اجل غاية صعبة المنال فالوسائل الغير شرعية تكشف قبل بدأ تنفيذها .سارعوا بأقرار الموازنة كي يسير العراق وفق خارطة طريق معبدة للازدهار . ويستعيد الوطن شموخه المعتاد . شموخ ابطال ثورة العشرين,, عهدناك صابراً محتسباً يا وطني فالكل يستمد القوة والاصرار منك ومن تأريخك الحافل بالانجازات العامرة . فاليوم لا يوجد للمندس مكانٌ بيننا . نحن نبني ولا حاجة لمن يهدم.. وقبل الختام كل منهج تغيير بحاجة الى طرق ووسائل . اما الوسائل فلدينا الخيرات التي لا يوجد نصف منها في بلاد اغنت نفسها بجهودها الذاتية . او الطرق فكثيرة هي الطرق التي تؤدي الى الازدهار من ضمنها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ..الكل ينادي اين المنادي بحقوق الشعب ؟! والكل يعلن ولا يعلم ان للاعلان حقوق التطبيق . والشعارات كثيرة من دون عمل ملموس . ولكل مما ذكر قضية بحاجة الى وقفة طويلة لا يمكن شرحها في سطور متبقية . علينا الاتفاق بأن الخلاف بين الاطراف يكون من اجل الوطن لا المصالح الشخصية . والمرجع الكلي للامور المعلقة هو الدستور العراقي .كلام قبل السلام لا اريد القول لاحقاً لما العجلة فالموازنة قد سرقت . فدعوها في جيوب امينة ولا يوجد امان افضل من خدمة الوطن والمواطن..
https://telegram.me/buratha