علي جاسم
يشكل الإعلام دورا مهما وبارزاً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأي دولة من الدول العالم بكافة تفصيلاتها ومشاهداتها اليومية، ومهما تنوعت وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمقروءة، وتعددت ألوانها، واختلفت مرجعياتها ومصادرها المالية وسبل دعمها واستمرارها فان لها الأثر البالغ في تحريك مفاصل الشارع أو تسكينه، وهي لها طرائقها الخاصة وأساليبها المختلفة في تحقيق ذلك، والإعلام مهنة ومسؤولية في آن واحد فهي مهنة الإعلامي الذي يقوم بعمله ويتقاضى عنه أجرا، ولكنها مسؤولية أيضا ومسؤولية كبيرة جدا كون الإعلامي يحمل على عاتقه رسالة لينشرها بين الناس الذين ائتمنوه على تأديتها، وهنا فعلى الإعلامي / الرسول ان يقدس رسالته ومهنته فيتعامل مع الخبر والحدث بصدق وواقعية دون تزييف أو رتوش جانبية من شأنها ان تحجب الحقيقة بحجاب ضبابي بقصد أو دون قصد. الانتخابات هي إحدى أهم المفاصل التي يلعب الإعلام دوراً كبيرا في إنجاحها بصورة عامة، وفي كسب أصوات المرشحين بصورة خاصة، فهو له تأثير مباشر وفعال على حركة الانتخابات ووفود المواطنين الناخبين الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختياراتهم واختيار مرشحيهم الموافقين لرغباتهم والملبين لطموحاتهم من خلال حث وترغيب المواطنين على المشاركة الفاعلة في اي عملية انتخابية والإسهام الفاعل فيها من خلال تعريف المواطن بأهمية الانتخابات وضرورة المشاركة فيها او ما يتركه عدم المشاركة عليها من تأثير، واهمية تواجد أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع أو إحجام الناس عن التوافد لهذه المراكز كون المشاركة تعني نجاح الممارسة الديمقراطية في هذه الدولة ووجود مساحة كافية من ممارستها وتطبيقها وترجمتها الى أفعال على أرض الواقع وليس بقائها شعارات ودعوات في دستور الدولة وقوانينها المكتوبة، كما ان مشاركة المواطنين بكثرة يعني إدراك المواطنين أهمية الانتخابات ومعرفته بما تضع المشاركة فيها من تغييرات وإصلاحات من خلال إطلاق صوته (الانتخابي)، بينما عدم المشاركة والنفور منها وتقاعسه واهماله للواجب الملقى على عاتقه باعتباره اختيارا وواجبا في آن واحد يعني عكس ذلك تماما وبشكل يسمح بدخول الخراب والإهمال الخدمي والفوضى والفساد الاداري نتيجة عدم السعي للتغيير والاصلاح، وهذا بالطبع نتيجة عدم المشاركة وعدم اخذ الاعلام دوره الايجابي لتفعيل توافد الناخبين صوب صناديق الاقتراع.كذلك للإعلام دورا آخر يسير جنبا الى جنب مع تحشيد المشاركة الجماهيرية في الانتخابات، وهذا الدور يتمثل بتعريف المواطن الناخب بصفات وأخلاق الشخص المرشح ووطنيته وسماته ودوره داخل المجتمع والواجبات التي قدمها ونزاهته وكفاءته، او من يكون على النقيض من ذلك، أي من لا يتمتع بقدر كاف من هذه الصفات التي ترشحه ليكون ممثلا عن مجتمعه ومحافظته، وبالتالي فقدانه أي أمل بالإصلاح والنهوض بالوقع الخدمي والاقتصادي للمحافظة وفقدان العملية الانتخابات المهمة أهميتها، فوسائل الإعلام ينبغي عليها القيام بدورها التوجيهي والارشادي في مرحلة الانتخابات من خلال التقصي والبحث وجمع المعلومات الممكنة عن المرشحين وتعريف الناخبين بكل ذلك ليطلعوا اكثر على مؤهلات المرشحين وللتمييز والمفاضلة بينهم واختيار الأفضل والأكفأ، ولكن بشرط ان تكون وسائل الاعلام حيادية ونزيهة تجاه كافة المرشحين دون تمييز بين أحد منهم على حساب آخر، وان تكون مهنية وصادقة في نقل وتصوير كل المعلومات الممكنة عن المرشحين بلا تحريف او تزوير او تشويه للحقائق والواقع او ان تحاول التأثير على اختيارات وقرارات الناخبين وتوجيههم نحو قائمة معينة او مرشح بحد بذاته، وإنما ينبغي عليها عرض المعلومات والتقارير والوثائق التي تحصل عليها وتترك حرية الاختيار والقرار وهو المواطن لإكمال نجاح عملية الانتخابات ومن اجل تؤتي ثمارها.
https://telegram.me/buratha