ها هو اذار يطل علينا بذكرى جميلة في اول ايامه وها هي رياحه تحمل نسمة شذى عطرها فاح منذ سبع سنوات وملىء اجوائنا , انها الصفحة البيضاء التي لايمر يوم الا بتأملها والمشاركة بها انها وكالة انباء براثا .
في اذار 2006 التقيتها وهي تخطو اول خطواتها بعد حادثة سامراء وكان اليأس قد اخذ مني مأخذا فهذا العام مر بصعوبة على العراقيين لما فيه من قتل وترويع , كنت اذهب الى عملي يوما واتغيب عشرة وارى الموت في الشارع واتنفس الفساد في العمل واتامل الخراب في كل مكان بعد امال عريضة رسمناها الى ما بعد السقوط , ادهشني المجتمع وما فيه وقد صادف اني انخرطت الى العمل واحتككت بالمجتمع بعد السقوط فذهلني بان الملوثين اغلبية وحلقات الفساد في العمل متحدة المركز ويستحيل ان تفلت منها لان قوة الفساد المركزي لن تسمح لك الا في حالة قذفك بعيدا ً .
وفي قمة يأسي في ظهيرة يوم كان الاسوء في العمل عشت فيه ضغوطات كبيرة وقاومت فيه قدر المستطاع ولبست درع قوة البيان والمنطقية امام من واجهت ولكني كنت انصهر في داخلي لم ارد ان يشعروا بذلك واتممت اليوم حتى ساعة الخروج وانا متوجهة الى الباص لم اتمالك نفسي واذا بدمعة قفزت من عيني الى الارض مباشرة واستغربت الحالة اذ ان الدموع لها مسير غير ان هذه الدمعة المختنقة كانت مميزة في مسيرها فرفعت وجهي الى السماء وقلت ( يارب أولك عباد صالحين وناس طيبين ؟!! ) ووصلت منزلي على غير عادة الموظف الذي يرمي نفسه كالقتيل في فراشه من ارهاقه كنت اطفىء المروحة وافتح جهاز الكمبيوتر لاحصل على حصتي من الكهرباء !! اجلس لا لابحث بل لابكي امام الشاشة حتى تبتل ازراره وصفحة الكوكل خالية من اي بحث وما ان هدئت ثورتي حتى تذكرت اسم ذكره احدهم وقال بانه شيخ سيعجبك كلامه وصادف ان يكون الاسم على صفحة براثا ذلك الموقع الجديد وبدأ المشوار .
بدأت الفكرة بان اكتب لهم فكتبت ونشروا ففرحت وتابعت وصار يومي في العمل هو المادة التي اختار منها ما اكتب وكنت انظر الى الساعة كي اعود واكتب وشيئا فشيئا حلت البهجة والامل محل الخوف واليأس الذي كنت اعيش في عملي وغابت فكرة ان الموت هو الخلاص وان الدنيا دفنت كل الخيرين ! . ساعدني المعلقون كثيرا وافكار الكتاب ومنهج الوكالة بان اعيد ترتيب اوراق حياتي وطريقة تفكيري .
علمتني براثا بان السكون سيجعلني عرضة للضربات وان التحرك المدروس هو الحل .
علمتني براثا ان ابحث عن الاخيار لا ان انتظرهم .
علمتني براثا ان ما كان لله ينمو وان للاخلاص ثمرات رائعة .
علمتني براثا ان اكون حرفا في عبارة افضل من ان ابقى حرفا وحيدا.
علمتني براثا ان لا حدود بين الارواح المتشابهة وانهم يلتقون حتما ً .
علمتني براثا ان تتكلم في محل يُصحح لك أفضل من ان تصمت وتبقى مخطئا ً
علمتني براثا ان لا سقف للانسانية والاخوة .
علمتني براثا ان لكل شيء مخرج وان اليأس سلاح الفاشلين .
علمتني براثا ان احب في الله وان اكره في الله .
علمتني براثا ان ليست المدرسة بل انها جدول صغير من نهر الولاء لاهل البيت لذا فان النهر هو الاولى بالولاء فهي لا تريد اتباع بل تريد اصحاب يسيرون معها الى نهر الولاء .
فشكرا لك يا وكالتي الغالية التي أسال الله ان يوفقها لمراضاته فالتوفيق هو السهم الذي اتمنى ان يخترق قلب كل انسان واسال الله ان يرفع درجة القائمين عليها والجنود المجهولين الذين ذابوا خدمة لهذا المشروع الذي يحمل لواء الحب لاهل البيت ودفاع عن المعتقد والخدمة للوطن فجزاهم الله خير الجزاء وكل عام وهم ونحن على الفة ومحبة في الله وتعاون للامر بالمعروف والنهي عن المنكر
والى كُتاب الوكالة كل التبجيل والاحترام ونخص بالذكر الاستاذ نزار حيدر صاحب القلم الانساني البعيد عن الدوائر الضيقة وكل الاخوة الذين اخشى ان ذكرتهم نسيت احدهم فمن سامي جواد المتابع للحاقدين على اهل البيت الى قاسم العجرش صاحب فقرة كلام قبل السلام التي تشدني قبل قراءة المقال الى كل اصحاب الاقلام التي بُريت لخدمة الوطن لها مني كل الاحترام ويبقى قلم احمد الياسري هو ما نفتقد ونسأل الله له التوفيق .
والى الاخوة المحررين محسن الجابري وعلي محسن راضي وجعفر باقر وعلي سلمان وحيدر علي جواد وعلي عبد الله وعلي ضرغام انحني اجلالا للجهود المبذولة سائلة البارىء ان يحفظكم من كل شر
والى المعلقين الافاضل لكم مني باقة ورد عطرة انثر اوراقها على رؤوسكم الغالية واخص بالذكر المغتربين واتمنى ان يجمعنا الوطن ثانيا وقد التئمت جراحاته وقلت اناته .
كل عام والجميع بالف خير ودمتم سالمين
بغداد
https://telegram.me/buratha