واثق الجابري
أسئلة كثير بحاجة الى اجابة , في عراق يقع في قلب اعصار موجات عاتية هزت الشعوب وصادرت اراداتها , قوى تتغذى على الفكر المتطرف ويغذيها بالمال والسلاح والانحراف الفكري , تريد ان تسجل لنفسها تاريخ دون جذور وارث مرتبطة بماضي عاق اخلاقي وعائلي . دعوة الملك الاردني بوجود الهلال الشيعي لم تأتي من فراغ وتحطيمه بحاجة الى أليات وامكانيات وتكافل جهود دولية كبيرة , جاءت هذه الدعوة مع الربيع العربي المتحول الى ربيع سلفي تكفيري اقصائي بمنجل وهابي يدور في المنطقة يحصد الجميع , موقع العراق الستراتيجي وحدوده مع تركيا والاردن وايران وسوريا المرتبطة بلبنان يضعه في واجهة المخطط من قطع العلاقات السورية العراقية واسقاط نظام الاسد وتأسيس اقليم سني في العراق مرتبط بسوريا بعد تحويل منطقة البوكمال الحدودية الى دير الزور لمنطقة تشبه بنغازي الليبية , في البداية تدار العمليات من العراق والاسناد يكون في مناطق لبنانية ومدينة الرمثا الاردنية , هذا العرض لم يلاقي القبول من لبنان للخوف من حزب الله وايران والاردن متخوف من سيطرة الاخوان والسلفية وتمدد النفوذ الاسرائلي وفرض مناطق اردنية كمأوى للفلسطينين , تركيا لم تكن خارج اللعبة وحلمها الكبير بعودة الامبراطورية العثمانية لتلوح بها بتدخلها في العراق وسوريا وليبيا في فترة سقوط الانظمة العربية وضمور مصر , وتحاول اليوم فرض الحركة الاردوغانية بعد تلكأ القيادات الاسلامية من الاخوان والدعوة في مصر والعراق , هذا التخطيط تم دراسته من قبل المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية والاسرائلية والسعودية والقطرية والاماراتية بينما أعلم قادة القائمة العراقية بذلك ومجالس تلك المحافظات الغربية وتم الترتيب من غسل الادمفة واعداد الدورات لشيوخ عشائر وخطباء جوامع , ويتم عزل تلك المناطق عن بغداد وتجهيزها بأحدث الاسلحة المتفوقة على بغداد لتكون منطلق لتقسيم سوريا , وبعد هذا التقسيم تنطلق المعركة الطائفية للسيطرة على بغداد والامتداد الى كربلاء والنجف من الصحراء وجعل القتال على اسوار بغداد , هنا يكون الأمر الخطير الذي يأكل الاخضر باليابس والحرب الطائفية المدمرة للشيعة والسنة وبقية الاقليات وهذا هدف المنجل الوهابي في مجتمع متعايش وربما كل اسرة تمثل عراق مصغر , حقيقة لا يمكن تجاهلها تبرز في الواقع السياسي تضرب صميم الوضع الحالي الهش , الذي تم التأسيس له من انقسام في الرأي العام وكأن يراد للعراق ان يكون لبنان ثانية ليفقد الاستقرار رغم وجود دستور وحكومة منتخبة , الغليان في الشارع لم تنتبه له اغلب الاطراف وشرارته انطلقت من التظاهرات ومن ثم ارتفاع النبرات الطائفية مقابل خلق الازمات لأغراض انتخابية وافتعال الذرائع للمجموعات الطائفية بأجندات ودعم خارجي , بذلك يكون فعلها هدم لتجربة ناجمة من تاريخ من التضحيات والمقابر الجماعية واعتبار المطالب غير محدودة السقوف ومغانم واستغفال للاخرين وضعف وتضعيف للحكومة وهيبة الدولة , صراعات مدفوعة الثمن على حساب دستور دولة مدنية ومثال لديمقراطيات الشرق الاوسط وتحويلها الى أمارات ارهابية تعتاش على نهب خيرات النفط ومتاجرة بتاريخ عريق وتنفيذ لأيدلوجيات الأقنعة السوداء والذبح بأسم الاسلام , مساعي لدول صغيرة لتفعيل سياسة الهيمنة والعقوق والسيطرة على منابع البترول من دعم اي حركة متطرفة في العالم العربي ومحاولة لتغطية تلك الخيانة الأبوية لقطر لتؤوسس للمنجل الذي يريد تقسيم السعودية والكويت وصنع حركات للترهيب لمعارضة الديمقراطية واستقرار الشعوب وأيجاد دويلات صغيرة المساحة للسيطرة عليها , بعد ان يتم الشروع بالانطلاق من اسوار بغداد ..
https://telegram.me/buratha