ابو حيدر التغلبي
حدثني صديقي الشهيد العميد الركن عطا شناوة تريجي قبل استشهاده على يد مجموعة ارهابية في منطقة الغزالية، بأن احد كبار الضباط من اصدقاؤه، كان معاقب من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت، وقبل سقوط النظام الدكتاتوري السابق، اذ تم نقل ذلك الضابط الكبير وهو شيعي من اهالي جنوب العراق الى احد الالوية العسكرية في محافظة البصرة، وبعد شن قوات التحالف هجومها على العراق بقى ذلك الضابط يقاتل قوات الاحتلال على الرغم من ان الكثيرين ابلغوه بسقوط البصرة بيد قوات الاحتلال وانه لافائدة من المقاومة، الا انه استمر بقتالهم، وجاءت اخبار وصول القوات الاميركية الى بغداد وسقوط الصنم في ساحة الفردوس، فما كان من ذلك المقاتل الا الاستنجاد بكل الجنود والمراتب والضباط في اللواء ولاسيما من المقربين منه وطالبهم باستمرار مقاومة الجنود الاميركان كونهم يريدون احتلال العراق، فهو العراق الغالي علينا جميعا وليس نظام صدام؟ وبقى يقاتل حتى اخر اطلاقة.فيما فر كبار الضباط في القيادة العامة للقوات المسلحة وهم من محافظات معروفة، وكانوا قد شبعوا من التكريم الصدامي بالرتب العسكرية العالية، والاموال والسيارات الحديثة، وكل شيء لكن لم تبدي محافظاتهم اية مقاومة تذكر لقوات الاحتلال كونها تعتقد بان الاميركان لن يغيروا أي شيء في السلطة والحكومة فهم سيكتفون بتغيير صدام الذي سكن جحر الجرذ برجل منهم يكون على اتم الاستعداد لتولي السلطة، وبقى العراق ينتظر، الا ان حانت اللحظة التاريخية بحصول الاكثرية وحسب نظام الانتخابات والديمقراطية على احقية قيادة البلد، في هذه اللحظة التاريخية الجديدة ولدت المقاومة الزائفة، التي رفعت شعار مقاومة الاميركان في الظاهر، ومقاومة الحكومة الشيعية ومنتخبيها في الحقيقة.وسالت دماء عزيزة من المقاومين الحقىيقيين للاميركان وهم الشيعة، من خلال التهجير، والاغتيال، والتفخيخ، والعبوات الناسفة، والكواتم، التي كانت تستهدف الشيعة وليس الاميركان، وعلى العكس كانت المقاولات كافة في القواعد الاميركية وغيرها تذهب الى كبار المقاولين من مناطق مختارة بعناية من قبل الاميركان، فيما جندت بعض المحافظات كل جهدها لقتل الشيعة من مختلف الطبقات، فكان عامل النظافة الشيعي يتعرض للاغتيال بواسطة الكواتم كونه يعمل مع الاميركان! فيما يعيش شيوخ المقاولات من المحافظات الاخرى مع الاميركان في ليالي المقاومة الحمراء المعروفة؟انها حكاية عشناها نحن ولم يقصها اباءنا او الاجداد حتى نقول ان فيها من المبالغة الكثير، وما زلنا نعيش فصول من تلك الحكاية الى يومنا هذا، فمطلب المتظاهرين كان اطلاق سراح حماية العيساوي، ثم تطور ذلك المطلب الى اطلاق سراح الارهابين، وبعد جمعة واحدة كان المطلب الغاء المادة اربعه ارهاب، والمسائلة والعدالة وفي الجمعة التي تلتها كان المطلب... الشعب يريد اسقاط النظام ..وفي جمعة رابعة رقص المصلون على انغام القاعدة وهي تردد اننا نقطع الروؤس ، وفي جمعة اخرى يطالب المتظاهرون بالزحف الى بغداد وتطهيرها من المجوس والصوفيين والكسرويين والفاطميين، وهم يقصدون الشيعة بطبيعة الحال، ولا استغرب ان تكون المطالب في ايام الجمع المباركة المقبلة بنقل كل الشيعة والمراقد الشيعية من العراق الى ايران ، ليكون العراق حسب وجهة نظرهم بلدا عربيا رغم ان مراقد ائمتهم في بغداد تضم جثاميين الصفويين. ومراقدنا تعتز بانها تحتظن ابناء الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم.
https://telegram.me/buratha