المقالات

عمار الحكيم بين منهج الاعتدال وبين رواسب الحقد والإفلاس

673 21:08:00 2013-03-01

عباس المرياني

تمثل رؤية وفلسفة ومنهج السيد عمار الحكيم في معالجته للازمات المتلاحقة ووضع الحلول المناسبة لها او في علاقاته المتميزة مع الجميع سواء على الصعيد المحلي او على مستوى دول الجوار او على المستوى الاقليمي والدولي حالة فريدة ومتميزة في الوقت الحاضر لأنها تختلف تماما عن كل ما يطرحه الفرقاء السياسيين سواء من كان ضمن مركب الحكومة او من هم خارجها او من هم بالضد منها او أولئك المترددين بين الحكومة وبين معارضتها.ومنهج السيد الحكيم باختصار هو منهج الاعتدال والواقعية ومنهج تغليب الحلول على المشاكل والحوار على القطيعة والمحبة على الكراهية ومنهج اشاعة الثقة والطمأنينة بين جميع الفرقاء السياسيين.وقد اثار هذا المنهج المتميز والذي يصفه البعض بالرمادي لانه يقف في منتصف المسافة التي يقفها الاخرين والواصلة بين الاسود والابيض بحالة من الذعر والارباك في مواقف وتوصيفات الاخرين حتى عدها البعض بانها حالة انتهازية القصد منها التسلق على حساب مصالح المواطن والروح الوطنية للوصول الى السلطة والمكاسب الانية وعدها الطرف الاخر انبطاحا للاطراف المعادية او المطالبة بحقوق يعتقد البعض انها ليست من استحقاقهم بينما يراها البعض مواقف عقلائية ومحترمة الا ان طبيعة تواجده او مصالحه تجعله يعزف عن التعليق عليها او الوقوف تحت رايتها.وبين مواقف هذا الطرف او تلك الجهة يتضح ان طبيعة خطاب السيد عمار الحكيم اصبح علامة مميزة في صفحة السياسة العراقية المرتبكة والتي يصعب صمود منهج الاعتدال والوسطية فيها في ظل تصاعد صيحات الاحتقان والتسقيط المتبادل بين اطراف الحكومة فيما بينهم وبين اطراف اخرى وهذا المنهج في الاثارة حشد الشارع بين مؤيد ومعارض وهو امر متعارف عليه ولم يكن في قاموس السياسة المعقدة ان ينتصر منهج الاعتدال على منهج التصعيد وردات الفعل .وما يثير الشفقة والافلاس في ان واحد هو هذا التخبط والضبابية والحقد في طرح البعض والذي يتهم فيه السيد الحكيم بمحاولة السعي للحصول على مناصب ومكاسب لكن دون جدوى هو هذا القفز على الحقيقة والتي تتجلى بوضوح في مواقف السيد الحكيم الرافضة لكل الاغراءات والمناصب والمكاسب التي عرضتها عليه الحكومة او خصوم الحكومة والتي تراوحت بين رئاسة الوزراء وبين مناصب ووزارات وهيئات متنوعة الا ان الحكيم رفضها جميعا ليرد كيد المخادعين والمتصيدين في الماء العكر الى نحورهم وليثبت لهم ان مبادئه ومواقفه ليست للمزايدة او للتغير كما يفعل البعض عندما يعلن شيئا في المساء ويتراجع عنه في الصباح وما اكثر هذه المواقف والتي باتت مشاهد مألوفة في عالم السمسرة السياسية فمن يرفض الاشتراك في حكومة المالكي في النهار يبدل موقفه بسهولة في الليل بعد ان يرضخ للضغوط ويستلم الحصة ومعها حق القبول ليعلن مشاركته ثم ما يلبث ان يتراجع او يتهجم على الحكومة رغم انه جزء منها.الشيء الاخر في تناقض البائسين هو هذا التقليل من قيمة السيد الحكيم وجماهيريته وتاثيره على صناعة القرار من جهة وبين اتهامه بتعطيل القوانين وسلطة الدولة من ناحية اخرى والمفروض ان من لا يملك حضور جماهيري ومقاعد نيابية وتمثيل حكومي كما يدعون لا تكون لديه قدرة التاثير الا ان واقع الحال يقول ان هذا الحكيم هو بيضة القبان وان سلطته تتعدى حدود من حملته الصدفة والصفقات الى مراتب لم يحلم بها كما ان ارقام المفوضية لا زالت تقول ان عمار الحكيم رقم صعب في حساب المعادلة السياسية يعززها هذا الصعود المتنامي بين اوساط الشعب العراقي.ان منهج الحكيم في الاعتدال والوسطية سينتصر على من سواه من الافكار والاطروحات التي تركز على العنف والحقد والكراهية وهو خيارلا يرفضه العقلاء واصحاب المناهج المعتدلة والوطنية كما ان اشراقة صبح الحكيم لن تطول بعد ان مل الناس من الازمات والمشاكل والتي لم تخلف غير الموت والفقر والدمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمران العسكري
2013-03-02
السلام عليكم ان المنهج الذي يسير عليه السيد عمار الحكيم هو المنهج الحكيم والرائد في هذا الزمان الصعب الذي يمر به الشعب العراقي وهذا المنهج هو منهج ابائه من ال الحكيم وهو منهج المرجعي العليا التي دائما تامر بالعقلانية والمسامحة وروح التعاون وهذا المنهج الذي تامر به المرجعية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك