المقالات

الحكيم والاعتدال فسحة الحلول

459 08:21:00 2013-03-02

طه الجساس

طبيعة فكرة الاعتدال هي شمولية وتستطيع ان تغطي وتؤثر على مساحة واسعة من أرض الحقيقة ، ومن يؤثر في مواقف ألآخرين من خلال وسطية المنهج وروح الجماعة لا بد انه يحمل مشعل الانسانية والوطنية ومصدر ثقة والهام ، ولو كانت له مواقف متقلبة لما حافظ على علاقته مع الجميع ، ان روح الاعتدال والوسطية التي يحملها السيد عمار الحكيم منبثقة من اساس متين يبتدئ من عقيدة التوحيد وينتهي الى النظير في الخلق ، ونادرا من ان يكون صاحب منهج الوسطية والاعتدال جهة في مشكلة بل غالبا ما يبادر الى تبني عرض الحلول وتطبيقها فهو صوت الضمير الذي لا يهدا ولا يمل ، والاعتدال لغة سلام وفكرة عطاء وأسلوب تعايش باتجاه الاستقرار ، ولا يخفى على الناظرين ان النجاح في تبني الاعتدال كمنهج تطبيقي يضعف من قوى تعتاش على البلبلة والتخبط من اجل استمرارها لأنها لا تعيش مشروع وفكرة نيرة ، فأسلوبها اثارة الغبار والركض والصياح والدربكة لكي تجذب الاخرين وسرعان ما تتعب وتغير اتجاها الى زوبعة اخرى لذر الرماد في العيون ، كل ذلك لمنافع انتهازية ومحدودة ومعرقلة للقضايا الحق ، ان الاعتدال هو اسلوب عمل ينفذ بعقلية مرنة وراسخة ويتسلل كالمياه الى روح المشاكل والخلافات ويحللها ويفكها ويلفها بالحلول ، وفي اقل حالته يوقف الانهيار ويقلل الخسائر ،وليس هو استعراض ووقوف على التل كما يتصور البعض من ادعياء المعرفة والسياسة ، فقد سلط الواقع نور الحقيقة عليهم وحرقهم فكانوا هباءً منثورا ، بل ان صاحب نظرية الاعتدال والوسطية يكون هو اكثر من يعطي ويتنازل من اجل استمرار المسيرة ، وهو يبرز تأثيره عندما يحمي الوطيس فيؤثر في الطرف المتشنج والمتوثب للتأثيرات الطائفية او الحزبية فيمسك باندفاعه ويحد من تأثيره ، وهولا يبحث عن تحالفات مع جهات نافذة ، ولو اراد نيل اسلطة مستغلا لبعض الظروف لفعل وقد عرضت عليه في مؤتمر أربيل ، ولكن روح الجماعة والاختيار النموذجي من خلال المواطن هو غايته ، والجماهير فهمت الدرس ودقت ناقوس الخطر للقوى التي تقتل شعبها او القوى التي تخوف شعبها لتستغله وتسرق صوته بحجة حمايته من خطر مهول ،هم سبب من اسبابه ، وأخيرا نختم بقول الله سبحانه وتعالى " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء لى الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك