خميس البدر
يكثر الحديث عن السلبيات وعن عدم الرغبة في المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات او انتخابات البرلمان المقبلة كردة فعل على سوء الاداء الحكومي في الفترة الماضية وكانتقام يقوم به المواطن من الكيانات السياسية الفائزة في الدورة الماضية ومع ان هذا التوجه لم يأت من فراغ الا انه يعكس خيبة امل وردة فعل ربما تكون مخطأة وغير مجدية وغير فعاله لسبب بسيط هو ان الا وضاع ستبقى على ماهي عليه او تراجع للوراء .. فتحقيق الاهداف لايكون بالعزوف عن الانتخابات وان امر مثل هذا لو حدث هو معناه ترك الطريق مفتوحا لمن لايريده المواطن او من يراه مقصرا او يراه سبب في تعاسته وعدم تحقيق ما يطمح اليه ..كما ان هذا التوجه والسير بهكذا خيار معناه أضعاف المشروع السياسي والتفريط بالخيار الديمقراطي وتداول السلطة لان استمرار نفس الشخوص وتكرارهم لاكثر من دورة وعدم تبديل الوجوه معناه فعليا وعمليا تاسيس لتفرد او دكتاتورية او على الاقل عدم جدوى من الانتخابات والعملية الديمقراطية وأجهاض أي حركة وتوجه نحو الاصلاح والتغيير ..يضاف الى ذلك هو ترجيح للانقلاب على الديمقراطية سواء بقصد او من غير قصد من داخل العملية السياسية ومن هو مؤمن بها اومن يريد ان يقفز عليها او من خارجها ومن اعدائها واعداء الشعب العراقي ..لذا فان الرد الوحيد والخيار الصحيح والاصعب هو المشاركة في الانتخابات وليس المشاركة فقط بل المشاركة بفعالية وكثرة لنصل الى مرحلة رفع سقف الناخبين وزيادة المشاركة ..فالمواطن امام اقامة معادلة جديدة وهو هنا امام علاقة عكسية فكلما ارتفع عدد الناخبين وزادة المشاركة قلت حظوظ ومساحات من لا يرغب به وكلما قلت المشاركة زادة حظوظ من يعاتبهم المواطن ويهمزهم ويلمزهم ومن يعدهم في خانة من لم يفيدوه ومن لم يحققوا اماله وطموحاته ...ولا يخف ان ما يقوم به( الاعلام الاصفر) من تركيز حالة اللا ثقة والتسقيط المبرمج لكل الكيانات السياسية والرموز وبلا تمييز بل في اغلب الاحيان يروج لشخصيات بعيدة عن هموم المواطن وتمثل مشروعا شخصيا او اجندة معادية والتضليل على الشخصيات الوطنية وهذا ما يجب ان يحذر منه ...لا اريد ان اقتبس من كلام رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي او ان اعيد صياغته لكن يجب ان يعتمد هذا المنهج والذي دعا اليه السيد عمار الحكيم(فهو خطاب العقل والحرص والمنطق السليم ) وعلى المواطن بان لايخدع و لايثبط وان لايتراجع وان لاينجر لعمليات التضليل وان لايركن للاحباط واليأس وان ياخذ زمام المبادرة بمشاركة واقعية ومرتفعة تجعل من سهم الاصوات مرتفع وهو ما عبر عنه السيد عمار الحكيم بانه بيعة العراق وحق العراق ومصلحة العراق فما نقوله وما نلاحظه وما نسجله على البعض وعلى الكتل البرلمانية ومجالس المحافظات يجب ان يدفعنا لتغييره لا الى تركه وابقاءه واستفحاله وليس اصدق ولا انبل ولا اشجع من وقفة الشعب العراقي ومشاركته بمشاركة واسعة في انتخابات مجالس المحافظات وبعدها مجلس النواب بغض النظر عن الفائز فبلا شك فان الفائز هو العراق الرابح الاكبر هو شعب العراق اولا بتثبيت خيار الديمقراطية وثانيا بالسير في نهج التغيير والاصلاح وثالثا اعلان عن الذات والرد الطبيعي والحقيقي على المشككين والمتآمرين والمثبطين والمتصيدين في الماء العكر والانتهازيين والمتكاسلين عن خدمة العراق وابناء شعبه ..ان عدم المشاركة او مجرد التفكير بعدم المشاركة في الانتخابات هو بمثابة الانسحاب والاقرار بالهزيمة وعلى الشعب بان يكون اقوى من ذلك فاذا كان لابد من رحيل احد او انسحاب احد فيجب ان يرحل أولئك اذا كان هناك من عليه الابتعاد فلن يكون المواطن وعلى الشعب ان لاينسحب لانه الباقي وكل هؤلاء راحلون متبدلون متغيرون لكن يجب ان تكون اداة التغيير والتبديل هي صناديق الاقتراع والمشاركة الواسعة والتوجه الصحيح والواعي والفعال نحو من يستحق ومن هو الممثل الحقيقي ومن يرى فيه المواطن ممثلا له ولطموحاته عندها فقط يمكن ان نتحدث عن انتصار وتحقيق امال وتطبيق مشروع ونجاح هدف وتمثيل حقيقي ولن يكون ذلك الا برفع سقوف الاصوات وبالمشاركة الواسعة ...
https://telegram.me/buratha