المقالات

من اراد كل شيء.. دمر كل شيء...بقلم: الدكتور عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل

824 18:45:00 2013-03-03

 

قانون يتكرر في كل يوم وفي كل بقاع الارض.. رغم ذلك لا نتعلم الدرس ونستمر بتطرفنا وعنادنا. فما ان تميل الدنيا قليلاً لنا الا ونطمع بكل شيء.. ونتصور ان "عبقريتنا" هي التي رفعتنا.. واننا قادرون على فعل كل ما نشاء، والاحتفاظ بما نشاء.

لن نذهب للامثلة البعيدة في المكان والزمان.. فلقد اراد مبارك كل شيء، فخسرت مصر، بل خسر مبارك نفسه وعائلته.. وكذلك اراد القذافي وحزبا البعث في سوريا والعراق ان يحكما بنظرية الرجل القائد والحزب الواحد، فلم تدم لهم الدنيا.. وخربوا بيوتهم بعد ان خربوا البلاد.

تفاءلت الاغلبية الساحقة بالتحولات التي حصلت في العراق.. وكذلك بالصحوات العربية.. ورغم اننا لم نفقد التفاؤل لكننا نشعر بالقلق الشديد من موجات التطرف التي اخذت تسود.. ليس بالنسبة للانظمة فقط، بل للقوى السياسية والجماهير. مما يستلزم التشديد على حقيقتين وليست حقيقة واحدة. اما الاولى فهي ان من يصعد للسلطة لا ينقل بالضرورة المفاهيم التي كان يرددها عندما كان معارضاً.. فيجدد انظمة الاستبداد والظلم، بعد ان تبتلعه مغريات السلطة وقوانينها والتي تتطلب وعياً استثنائياً للصمود بوجهها.. فينجرف في ذلك، دون ان يشعر بالضرورة بالاخطاء والاخطار التي تتسلل وتعشعش وتحيط به، مجددة الدمار والانقسام الذي ثار للقضاء عليهما. اما الحقيقة الاخرى، فهي ان من دارت عليه الايام، وخسر السلطة، لم يتعض بالدروس واسباب الفشل، فيسعى بنفس الشعارات والمبادىء والخطاب للعودة اليها. فيصبح سلوك السلطة وكأنه الحبل السري الذي يزود جنين معارضته بغذائها.. لتصبح الاخيرة بسلوكها وخطابها وكأنها الحبل السري الذي يزود النظام بغذائه.. فيصبح كل منهما مبرر وجود الاخر.. فندور في دوامة الفوضى والتغييرات والاحباطات.

فالمشكلة ليست في القمة والبنية الفوقية فقط.. بل هي في القاعدة والبنية التحتية ايضاً.. وان غياب الوعي والرأي العام وادواته.. وتراجع تقاليد العمل السياسي والمؤسسات العريقة.. وانتشار الثقافات المنغلقة التي تتجه لتنزيه الـ "انا" كفكر وحزب وحركة.. وادانة وتسقيط الاخر كمجتمع وتيارات وقوى.. وعدم الاعتراف به ابتداءاً، هي النواتات التي ستنمو.. لتصبح قوالب تسجن عقولنا وسلوكنا، سواء اكنا في حراك سلطوي او شعبي.. لتفرخ في الحالتين نزعات الحقد والعنف والاستيلاء والتفرد.. فنراكم ونكرر الفشل والدمار.. بدل ان نراكم ونكرر الانجاز والنجاح.

15/5/13303

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قصي الرفاعي
2013-04-12
صدقت ياسيدنا الفاضل الدكتور عادل المحترم . كم كان لنا أمل بأن تكون سلطة الحكومة بأيديكم لتقضون على التسلط والقائد الضرورة التي أعادها علينا حزب الدعوة والذي كان ينتقد أسلوب البعث وصدام وهو اليوم يعيد نفس المفردات التي تمجد قائدهم الجديد الهزيل الضعيف الفاشل حتى عن حماية نفسه وجماهيره وقد تفرغ لأثارة المشاكل بين أطياف الشعب العراقي للتغطية على فشله الذريع في أدارة البلدفأخذيتوكئ على أثارة النعرة القومية مع الكرد والطائفية مع السنة وبأييد من مستشاريه ونواب كتلته الصبيان اللذين لايفقهون من السياسة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك