مع دوران عجلة الحملات الإعلامية الترويجية لمرشحي إنتخابات مجالس المحافظات التي من المؤمل أن تجري في 20 نيسان القادم، تأكد ما كنا قد قلناه في وقت سابق من أن جزءا من الحرائق المشتعلة في المشهد السياسي مرتبط إرتباطا وثيقا بهذه الأنتخابات، وبناءا على هذا التصور فإن حرائق جديدة ستشتعل في البقية المتبقية من عناصر المشهد إياه.. وأن اساليب أخرى مستحدثة ستستخدم في عملية الإيقاد، ومعظم مكونات هذه الأساليب سيكون ضحيتها المواطن ـ الناخب...
لكن السنوات العشر الماضيات قد صنعن وبشكل عرضي من مواطننا العراقي إنسانا يتوفر على قدر كبير من النباهة والتمييز...
الحرائق السياسية كان الهدف منها مزدوج، مثل الكيمياوي المزدوج لصدام حسين الذي أشعل الحريق الأكبر وذهب مشنوقا الى قبره غير نادم على ما فعل...
الهدف الأول هو إبقاء العراق والعراقيين وقوفا في منحدر منزلق، إذا تقدموا الى أمام تنزلق أقدامهم ويسقطون الى الخلف، حيث الهاوية، وإذا بقوا واقفين في أمكانهم يتمنون الرجوع الى الخلف بعد جفاف المنزلق لأن طول امد الوقوف في محلهم سيصيبهم بالإعياء، مما يجعل إرتقائهم السفح الى الأعلى مهمة مستحيلة...
الهدف الثاني هو إجبار العراقيين على قبول نظام حكم يحمل عنوان الديمقراطية العريض، ولكنه عنوان مفرغ من المحتوى بسبب إشتراطات وفيتوات المكونات السياسية والكتل، والتي أدخلت العراق في متاهة ديكتاتورية جديدة، هي ديكتاتورية القيادات السياسية..مع العرض أن هذه الديكتاتورية المستحدثة لم تتشكل بسبب الدستور أو النظام السياسي القائم أو بسبب قوة الساسة، بل بسبب هشاشة الحجة السياسية وعدم وجود إرادة التوحد لدى ساسة المكون الأكبر....ومثلما يقال أن في الطرف المقابل ساسة لهم قدم مع الإرهاب وقدم مع العملية السياسية، فإن في المكون الأكبر ساسة يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، وأذا قالوا فإنهم يتحدثون في نصف الحقيقة ويكتمون نصفها الآخر...!
18/5/13303
https://telegram.me/buratha