الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
يقولون ان شعبنا شعب ذكي وشعب عنيد وصعب القيادة وكثيرة هي (الواوات) وحقيقة الامر ان كل ماذكر بحق شعبنا ربما يكون قول مبالغ فيه ،خصوصا بعدما ذكرت صحيفة الصباح الحكومية ان مجموع راتب عضو البرلمان 32 مليون دينار بين راتب اسمي و مخصصات الحماية والسكن وغيرها ، كما تسلم النائب سلفة مالية تبلغ 90 مليون دينار وجعلها منحة لا ترد، واعتقد انه من الذكاء ان يتم رفض هكذا امر خصوصا وان اغلبية الشعب لاتعيش عيشة ميسورة ، هذا فيما يتعلق بالحاضر ، اما في المستقبل فأن عضو مجلس النواب سوف يتقاضى راتبا تقاعديا اقل بقليل من مبلغ 32 مليون دينار عراقي بعد انتهاء ولايته واستلامه منصب رفيع جديد وراتب وامتيازات جديدة مع الاحتفاظ بمميزاته التقاعدية !! ، وهذا الامر لم يقتصر على عضو مجلس النواب بل ينطبق على رئاسة الجمهورية والوزراء وكذلك بقية الحاشية ، بمعنى ان الميزانية العراقية بعد عقدين من الزمن يعني (20) سنة لا تكفي الا لدفع راتب السادة قادة البلاد !!.الخبير الإقتصادي الدكتور ماجد الصوري قال في تصريحات لصحيفة الصباح إن رواتب أعضاء مجلس النواب والمناصب العليا والمخصصات التي تمنح لهم هي تكاليف كبيرة على موازنة الدولة، مضيفا إن ارتفاع عدد أعضاء مجلس النواب من 275 الى 325 عضوا سيزيد من المبالغ التي ستنفقها الدولة على المخصصات والرواتب اذ انها ستكلف الدولة بعد 12 سنة اكثر من ملياري دولار سنويا ويزداد المبلغ كلما تقدم الزمن في حين أن الخطة الخمسية تفكر في فرض ضرائب غير مباشرة لزيادة ايرادات موازنة الدولة ومنها على المبيعات.سادتي ان الشعب الذكي ليس له سوى عقد الاحاديث في المقاهي الملوثة بدخان السجائر والنركيلة، وتشجيع برشلونة وريال مدريد !! ومع هذا نصر على اننا شعب ذكي ، كيف نكون اذكياء وكيف نكون شعب صعب القيادة ونحن لم ولن نحرك ساكنا تجاه هذه (المهزلة) وكيف نكون اذكياء ونحن نرى اولادنا (فلذات اكبادنا) يذهبون الى مدارسهم ونحن نلقي نظرة الوداع الاخيرة عليهم ، والسبب خوفنا بل ايماننا ان هناك مفخخة في انتظارهم ، وكيف نكون اذكياء ونحن لاننام ليلنا بسبب ارتفاع حرارة اطفالنا والسعال المستمر والسبب اننا لانملك مبلغ يكفي لتقديم العلاج وشراء الدواء ، وذلك بسبب ذهاب اكثر الراتب الى الايجار( فيما يخص الموظف) اما الذي لايملك عمل او وظيفة فلايسعنا الا القول ( انا لله وانا اليه راجعون).كيف نقول نحن اذكياء مع تصريحات أحد اعضاء لجنة الامن والدفاع النيابية وتأكيده على ان اجهزة كشف المتفجرات المستخدمة في السيطرات الامنية ومفارز الجيش عبارة عن اكذوبة تم تصنيعها في تركيا من مخلفات لعب الاطفال.كيف نقول نحن اذكياء ونحن نشهد توزيع قطع اراضي سكنية بسعر (لفة فلافل) للمتر الواحد للسيد النائب او الوزير ورئيسه ورئيس جمهورية بلد الاذكياء ورئيس واعضاء مجلس نواب بلد الاذكياء مع علمنا ان سعر المتر الواحد الذي تم تسعيره (بلفة فلافل ) لا يقل عن سعر حي كامل من احياء الشعب الذكي .وبعد كل هذا هل من الذكاء ان يعيش شعبنا هذا الحرمان وهذا الضياع وعدم الاهتمام به وهل من الذكاء ان يبقى شعبنا واضع يده على قلبه خوفا من ان يقوم احد (مترفي السياسة) بتأجيج الطائفية عندما يتيقن من أفلاسه السياسي .وفي النهاية انا مازلت متيقنا ان الشعوب الحرة الاصيلة ومنها شعبنا ربما تضعف لكن لاتموت .
https://telegram.me/buratha