علاء التريح حقوقي ومستشار نفساني
اطلق سماحة المرجع اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي ( دام ظله الوارف ) كلمات هزت عروش الظالمين في العراق, وهذا البيان ليس غريبا على سماحته طالما تعودنا على تصديه الشجاع لقضايا الامة. ان بيان سماحته كان فيه مفاهيم كثيرة ومنها ( الظالم ملعون ), سنحاول اعطاء بعض المصاديق للظلم في العراق وبذلك يتم تشخيص الظالم الملعون في القران. ان من اهم مصاديق الظلم هو الكيل بمكيالين بين ابناء الشعب الواحد, فنجد الحزب الحاكم ( حزب الدعوة او دولة القانون ) يطلقون سراح الالف من المجرمين والمشتبه بهم و بعضهم دون محاكمة من اجل الحفاظ على المكاسب السياسية من خلال اللجنة الخماسية التي اسرفت بمحاباة المتظاهرين, حتى انها خرجت على القانون وذلك عندما يصرح السيد الشهرستاني ان من حق الذين تم احتجازهم من اجل التحقيق او تم الافراج عنهم ان يقدموا طلبا للتعويض! وهذا ما لم يقل به القانون العراقي, كما ان جميع الذين تم اطلاق سراحهم هم بعنوان اخلاء سبيل او افراج ولم يكن هناك شخص واحد خرج بعنوان براءة, وشتان بين البراءة وغيرها وكل من درس القانون يعلم بذلك!!. بينما نجد حكومة ( دولة القانون ) تطبق القانون بكل حذافيره على المستضعفين والفقراء دون رحمة. ان القانون يتعبر مادة جامدة ومساحة اطلاق الاحكام محددة لا يجوز للقاضي ان يتحرك اكثر مما هو متاح, كما لا يجوز له الاجتهاد مقابل النص القانوني.ان من المظالم التي وقعت على اهل الوسط والجنوب انهم المصداق الوحيد لتطبيق القوانين على مدى قرون من الزمن, وهنا اود ان اذكر قصتين على سبيل المثل لا الحصر, وارجو مقارنتها مع من تم اطلاق سراحهم من قبل حكومة المالكي ليتبين من هو الظالم الملعون؟!الاولى: اتاني احد الاخوة وطلب مني المساعدة بخصوص احد ابناء شهداء بدر وهو يعمل في حماية المنشأة النفطية, ان ابن الشهيد هذا هو الولد الوحيد لعائلته, لسبب ما لم يستطع الالتحاق بدوامه الرسمي وحسب القانون يعتبر انه ارتكب ( جريمة هروب ), حكم عليه القاضي بالسجن لمدة ستة اشهر, كانت عائلته بحاجة الى رجل يتولى امورها.. عندها لم اجد افضل شخص يمكنه ان يقدر وضعه اكثر من الواء حامد ( ابو نور ) باعتباره كان بدريا وهو مدير حماية المنشأة النفطية, طلبت من احد اشقائي ان يتصل به, فكان جوابه انه لا يمكنه المساعدة!! طلبت من شقيقي الاتصال بمسؤولين اخرين, فلم يكن جوابهم افضل من الاول!! فطبقوا القانون على ابن الذي بدمه وصلوا الى تلك المناصب والمراتب, واما القتلة وابناهم فهم خارج نطاق القانون!!!.الثانية: احد الفقراء الذين يدورون في الشوارع من اجل تأمين لقمة العيش لأسرته المعدمة وهو من الذين يسميهم العراقيون ب ( العتاكه ), هذا المسكين وجد بطارية سيارة على الرصيف امام احد البيوت تصور انها قد رميت, فقام بأخذها, وعندما علم صاحب تلك البطارية قام بدعوة قضائية على ذلك المسكين وتم الحكم عليه بالسجن (كما نقل لي) بأربع سنوات.ان هذا غيض من فيض ... ان المقارنة بين هؤلاء و الذين تم اطلاق سراحهم يعتبر ظلما, فكيف بإبقائهم في السجون و الافراج عن المتهمين بالإرهاب!! انكم اخرجتم اصحاب الجنايات من السجون وتركتم اصحاب الجنح, اليس هذا مصداق للظلم يا دولة القانون؟ هل يمكنكم القول انكم خارج نطاق المفهوم الذي صرح به سماحة المرجع؟ اذا اردتم ان تكونوا من غير المشمولين بعبارة ( الظالم ملعون ) عليكم ان تعدلوا... وان العدل لا يتحقق الا عندما يستوي القوي والضعيف في حكومتكم الغير منصفة. ومن العار ان يتبجح اعضائكم ان السجينات والسجناء الشيعة اكثر من السنة وتتصورون ان في ذلك منقبة لكم!! ان الساكت على الظلم شيطان اخرس وهذا يشمل السلطة التنفيذية والتشريعية في البلد, حيث اصبح من الضرورة بمكان اقرار قانون العفو من اجل رفع بعض المظالم عن اهلنا في العراق ولا تكونوا من الظالمين.
https://telegram.me/buratha