المقالات

السامرائي بين الطاعة وعصا المالكي !!!

526 14:36:00 2013-03-04

. سليمان الخفاجي

ليس بالجديد ان تتشابك السياسة وترتبط بالدين والاخلاق والتاريخ وليس غريبا ان تقزم المصلحة العامة ويعلق مصير الامم ومستقبل الشعوب بالمصالح الشخصية وتخلط الامور لتظهر للجميع على انها مزيج غير متجانس ومتناقض اومنطق هجين واسلوب ازدواجي وتنتج مشروع مسخ ..يتصاعد ويخفت اداء اصحاب المواقف المتباينة ويتلون خطابهم بحسب المواقف يقتربون ويبتعدون يتحابون ويتنافرون في احلك الظروف واصعبها نجد الابتسامة وفي اسهل المواقف قد نجد الغضب والعبوس مرة نجدهم مباشرة ومواجهة وتصارع ومرة ابتعاد ووفاق وتعاون هذا هو حال ما وصلت اليه الاوضاع السياسية في العراق وبالخصوص ما اوصلنا اليه اطراف الازمة وخطاب التصعيد والتعنت في المواقف والتطرف في المطالب والابتعاد عن الهدف الاساسي نشاهد الامور واضحة ولا تحتاج الى تاويل وطول شرح او تفسير وبعيدا عن تلوين الكلام وتنميق العبارات شاهدنا كيف تضاربت مواقف رئيس الحكومة (المالكي ) و رئيس الوقف السني الشيخ (عبد الغفور السامرائي ) فالعلاقة بين المالكي والسامرائي اتسمت بالغموض في فترة والبرود في اخرى والوضوح في ثالثة والوئام في رابعة والمواجهة في خامسة والتطبيع في سادسة و...و...وفي كل مرة يتحرك فيها السامرائي (يخرج عن الطاعة )يلجأ المالكي بالتلويح بالاقالة ثم يعود السامرائي للطريق ...من كل التجارب السابقة نلاحظ هنالك تشابه بين المالكي والسامرائي ..السامرائي بانتمائه الاخواني ومع صعود مد الاخوان بعد موجة (الربيع العربي ) وتسلمهم زمام الامور في ليبيا وتونس ومصرورفع شعار (اخونة الدولة) وتطبيق سياسة الامر الواقع ...واليوم وباندلاع شرارة ربيع الصحراء وتظاهرة السريع في الرمادي وعودة الحزب الاسلامي للواجهة (مبتعدا عن الاعتدال وراكبا موجة العنف ) اراد السامرائي ان يركب تلك الموجة الصعبة وهو من ركبها يوما في وجود الامريكان وكون علاقات طيبة ووطيدة مكنته بان يكون رقما صعبا في معادلة الرعب في بغداد ويحافظ على نفوذه وسطوته في الاوقاف السنية يحاول اليوم ان يخون سنة العراق وان يتزعم التظاهرة من خلال ما يملكه من نفوذ ومن منصب ومن اوقاف وبتحريك من يعمل كخطباء وائمة جمع في قيادة التظاهرات ومن ثم رفع سقف المطالب مع ان الظاهر في العملية هو غير اسم السامرائي ولا توجهه الا ان الحزب الاسلامي وبما شاع من ارتباطه بمشروع ( قطري مشبوه ) وزيارات متتالية ومكوكية ومحاولات محمومة لدعم الهارب طارق الهاشمي واعادته الى الواجهة يعطي ذلك الزخم للسامرائي وباستخدام ما تحت سيطرته من منظومة الاوقاف باستغلال بشع للسلطة ...وهو ما ينطبق على المالكي ورفع شعار (دعونة الدولة ) وبكل ما يملك منصب رئيس الوزراء من ثقل وبما يمارسه من استقطاب لكل السلطات في الدولة لمنصب رئيس الوزراء واستخدام صلاحياته وخاصة (القائد العام للقوات المسلحة )...وهنا نجد صورة مختلفة عن ما يروج وما يظهر في الاعلام وعلى السطح من حرب طائفية وتصريحات نارية فالقضية في جوهرها هي نظرة شخصية ومشروع ذاتي وطموح فئوي ضيق يراد له ان يعمم على الجميع وان تصطبغ به الدولة وكافة مؤسساتها ومن ثم الشعب وما حشد الجموع وتاجيج النار وادامتها الا حلقة في هذا المسلسل ...فالمالكي بقوة الدولة وكل مواردها وبهذا الاستقطاب والسامرائي بهذا التوجه وهذه الاذرع والممتدة ومن خلفه دعم محور (قطر تركيا) يدخلون مرحلة صعبة وخطيرة فهل تنجح عصا المالكي التي يلوح بها دائما بوجه السامرائي والتي اتت اكلها لحد الان في كل المواجهات السابقة ؟؟؟؟ام ان قطر ستكون لها الكفة الراجحة ولن يلقى السامرائي مصير سلفه (عدنان الدليمي) و ستنفع خطابات (القرضاوي) و تمجيداته و تحريضاته ؟؟؟؟... ان ما يملكه السامرائي لو ضاع فسيكون الخاسر الاكبر في هذه الدوامة وهذه المعمعة وهو يعرف بان مهما اعطت قطر ومهما سيفعل القرضاوي اذا فشل الحراك (وهو ما سيحدث ) فلن ينفع السامرائي كل ما يفعل ومهما فعل فلن يحضى بـ 0% مما عنده اليوم ....اما المالكي فيعرف كذلك ان القضية اذا تحولت الى امور ابعد مما يقوله السامرائي فلن تنفع العصا اثرها السحري (وهو يعلم ذلك ) فما يفعله اليوم هو اخر هزة للعصا بوجه السامرائي ...لذا فالمطلوب ان يعي الطرفان لما يفعلان مع الفارق فالسامرائي وان كان موظفا فهو يستقوي بالتظاهرات وبالمد الاخواني (ربيع العرب قطر تركيا ) والمالكي وان كان رئيس حكومة الا انه يملك سلطات ونفوذ على الواقع ...التظاهرات التي لاتعترف بالسامرائي الا فيما ترسمه مصالح من اججها واشعلها (قطر وتركيا قاعدة واخوان انصار وبعث و.....) والمالكي الذي لايعترف بالسامرائي الا عندما يعود للطاعة وآجلاً ام عاجلا سيعود السامرائي وستفعل عصا المالكي اثرها السحري خاصة اذا ما كان البديل جاهز فباي ... السامرائي سواء عاد الى الطاعة ام لم يعد فهو يعلم ان عصا المالكي سترفع وللمرة الاخيرة فهو يجزم ويعلم بانه سكون خارج اسوار الوقف السني في كل الاحوال ؟؟؟!!!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك