. سليمان الخفاجي
ليس بالجديد ان تتشابك السياسة وترتبط بالدين والاخلاق والتاريخ وليس غريبا ان تقزم المصلحة العامة ويعلق مصير الامم ومستقبل الشعوب بالمصالح الشخصية وتخلط الامور لتظهر للجميع على انها مزيج غير متجانس ومتناقض اومنطق هجين واسلوب ازدواجي وتنتج مشروع مسخ ..يتصاعد ويخفت اداء اصحاب المواقف المتباينة ويتلون خطابهم بحسب المواقف يقتربون ويبتعدون يتحابون ويتنافرون في احلك الظروف واصعبها نجد الابتسامة وفي اسهل المواقف قد نجد الغضب والعبوس مرة نجدهم مباشرة ومواجهة وتصارع ومرة ابتعاد ووفاق وتعاون هذا هو حال ما وصلت اليه الاوضاع السياسية في العراق وبالخصوص ما اوصلنا اليه اطراف الازمة وخطاب التصعيد والتعنت في المواقف والتطرف في المطالب والابتعاد عن الهدف الاساسي نشاهد الامور واضحة ولا تحتاج الى تاويل وطول شرح او تفسير وبعيدا عن تلوين الكلام وتنميق العبارات شاهدنا كيف تضاربت مواقف رئيس الحكومة (المالكي ) و رئيس الوقف السني الشيخ (عبد الغفور السامرائي ) فالعلاقة بين المالكي والسامرائي اتسمت بالغموض في فترة والبرود في اخرى والوضوح في ثالثة والوئام في رابعة والمواجهة في خامسة والتطبيع في سادسة و...و...وفي كل مرة يتحرك فيها السامرائي (يخرج عن الطاعة )يلجأ المالكي بالتلويح بالاقالة ثم يعود السامرائي للطريق ...من كل التجارب السابقة نلاحظ هنالك تشابه بين المالكي والسامرائي ..السامرائي بانتمائه الاخواني ومع صعود مد الاخوان بعد موجة (الربيع العربي ) وتسلمهم زمام الامور في ليبيا وتونس ومصرورفع شعار (اخونة الدولة) وتطبيق سياسة الامر الواقع ...واليوم وباندلاع شرارة ربيع الصحراء وتظاهرة السريع في الرمادي وعودة الحزب الاسلامي للواجهة (مبتعدا عن الاعتدال وراكبا موجة العنف ) اراد السامرائي ان يركب تلك الموجة الصعبة وهو من ركبها يوما في وجود الامريكان وكون علاقات طيبة ووطيدة مكنته بان يكون رقما صعبا في معادلة الرعب في بغداد ويحافظ على نفوذه وسطوته في الاوقاف السنية يحاول اليوم ان يخون سنة العراق وان يتزعم التظاهرة من خلال ما يملكه من نفوذ ومن منصب ومن اوقاف وبتحريك من يعمل كخطباء وائمة جمع في قيادة التظاهرات ومن ثم رفع سقف المطالب مع ان الظاهر في العملية هو غير اسم السامرائي ولا توجهه الا ان الحزب الاسلامي وبما شاع من ارتباطه بمشروع ( قطري مشبوه ) وزيارات متتالية ومكوكية ومحاولات محمومة لدعم الهارب طارق الهاشمي واعادته الى الواجهة يعطي ذلك الزخم للسامرائي وباستخدام ما تحت سيطرته من منظومة الاوقاف باستغلال بشع للسلطة ...وهو ما ينطبق على المالكي ورفع شعار (دعونة الدولة ) وبكل ما يملك منصب رئيس الوزراء من ثقل وبما يمارسه من استقطاب لكل السلطات في الدولة لمنصب رئيس الوزراء واستخدام صلاحياته وخاصة (القائد العام للقوات المسلحة )...وهنا نجد صورة مختلفة عن ما يروج وما يظهر في الاعلام وعلى السطح من حرب طائفية وتصريحات نارية فالقضية في جوهرها هي نظرة شخصية ومشروع ذاتي وطموح فئوي ضيق يراد له ان يعمم على الجميع وان تصطبغ به الدولة وكافة مؤسساتها ومن ثم الشعب وما حشد الجموع وتاجيج النار وادامتها الا حلقة في هذا المسلسل ...فالمالكي بقوة الدولة وكل مواردها وبهذا الاستقطاب والسامرائي بهذا التوجه وهذه الاذرع والممتدة ومن خلفه دعم محور (قطر تركيا) يدخلون مرحلة صعبة وخطيرة فهل تنجح عصا المالكي التي يلوح بها دائما بوجه السامرائي والتي اتت اكلها لحد الان في كل المواجهات السابقة ؟؟؟؟ام ان قطر ستكون لها الكفة الراجحة ولن يلقى السامرائي مصير سلفه (عدنان الدليمي) و ستنفع خطابات (القرضاوي) و تمجيداته و تحريضاته ؟؟؟؟... ان ما يملكه السامرائي لو ضاع فسيكون الخاسر الاكبر في هذه الدوامة وهذه المعمعة وهو يعرف بان مهما اعطت قطر ومهما سيفعل القرضاوي اذا فشل الحراك (وهو ما سيحدث ) فلن ينفع السامرائي كل ما يفعل ومهما فعل فلن يحضى بـ 0% مما عنده اليوم ....اما المالكي فيعرف كذلك ان القضية اذا تحولت الى امور ابعد مما يقوله السامرائي فلن تنفع العصا اثرها السحري (وهو يعلم ذلك ) فما يفعله اليوم هو اخر هزة للعصا بوجه السامرائي ...لذا فالمطلوب ان يعي الطرفان لما يفعلان مع الفارق فالسامرائي وان كان موظفا فهو يستقوي بالتظاهرات وبالمد الاخواني (ربيع العرب قطر تركيا ) والمالكي وان كان رئيس حكومة الا انه يملك سلطات ونفوذ على الواقع ...التظاهرات التي لاتعترف بالسامرائي الا فيما ترسمه مصالح من اججها واشعلها (قطر وتركيا قاعدة واخوان انصار وبعث و.....) والمالكي الذي لايعترف بالسامرائي الا عندما يعود للطاعة وآجلاً ام عاجلا سيعود السامرائي وستفعل عصا المالكي اثرها السحري خاصة اذا ما كان البديل جاهز فباي ... السامرائي سواء عاد الى الطاعة ام لم يعد فهو يعلم ان عصا المالكي سترفع وللمرة الاخيرة فهو يجزم ويعلم بانه سكون خارج اسوار الوقف السني في كل الاحوال ؟؟؟!!!!
https://telegram.me/buratha