المقالات

الخوف للجميع ...

3795 21:29:00 2013-03-04

الكاتب جواد الشلال

كلما يرتبك المشهد السياسي في العراق .... وتتجلى تداعياته الطائفية والامنية...ويزداد بريق الانكسار النفسي والوطني ...وتزدحم انعكاستها على هموم المواطن وانشغالاته التي اصبحت انشغالات طاغية وجادة بين طبيعة الحياة المعقولة .... وعوامل التوتر والقلق التي تنصب على رأسه يوميا ..حتى اصبحت تلك التوترات والهموم واسقاطاتها من خوف وجوع وعدم ثقة بالمستقبل تشكل الجانب الباطني لروح المواطن ... ذلك الجانب المستتر احيانا والظاهر بألم احيانا اخرى يكاد لاينفصل عن طبيتعة .... عموما يبقى المواطن مرتبكا ويحتار في تحديد خياراته بشكل واضح وتصبح الرؤية لديه محددة بجانب احادي يجعل منه يسير بأتجاه قطبه الطائفي او القومي .... ويصبح ملاذه الوحيد الحامي له من الموت والخوف ...كما يعتقد .. حسب تقديرة .. اذا الخوف يسير بنا الى الزوايا المختلفة ويبعدنا عن الخيار الاوسع ....وهذا يعني الدعوة للوقوف ضد الوطن عبر الاستقلال الطائفي ........ الخوف هو المصل الذي يحمي الاحزاب والكتل التي تعمل في الساحة السياسية .... وللخوف اساليب كثيره ومختلفه ..فالسياسين يتقنون وبحرفية عالية تلك الاساليب واليات تطويرها ... ولهم خبرة في هذا الشأن من المراحل الاولى لتنشئة الخوف الى درجة سن الرشد المخيف ...كما يعلمون اين... ومتى... يبدأ ضخه للشارع ..ومعرفة التوقيتات المناسبة لذلك بدقة غريبة .... وعلينا ان نثبت ونمنح براءة اختراع ناجحة وكبيرة للقوى السياسية الفاعلة جميعا دون استثتاء....بنجاحها الهائل ببناء قاعدة كبيرة لانتاج الخوف في العراق .. تكاد لاتكون لها ما يمثلها في الوقت الراهن في كل ارجاء المعمورة .....جميع القوى السياسية المؤثرة تنجح وبأضطراد بكيفة اخافة الطبقة الفقيرة وترسم لها ايقاعات الخوف والكراهية بشكل نمطي وتحفز لديها عوامل الدفاع الثأري في اللحظة المناسبة ... وتحدد لها المكان الذي يجب ان تقف علية ... وممكن تحويل هذا المكان بأي وقت مناسب لتغيره عبر زيادة جرعات الخوف تلك بشكل متسلسل او عبر جرعة صادمة ..... اما جرعات الخوف على الطبقة المثقفة فانها جرعات تقترب الى المداهنة والذكاء الى درجات كبيرة ... وبالتالي وقع الكثير منهم بوهم الخوف حتى بات يتصور ان الخوف هوجزء مهم من الحركة الثقافية في البلد وان الارتماس بأطرافه هو جزء من الوطنيه ومبدأ اصيل للحفاظ على كينونة الوطن ... والبعض تمادى بذلك الخوف الى حد اعلان ان لابد من اوطان وليس وطن ... ونعني هنا التقسيم ...حتى يتمتعوا بالحرية ويتم الخلاص من الخوف ..... الجميع الان ينصاع الى الخوف ويأتمر بأمره ولا يرتضي اي فكرة شجاعة للخروج من دائرته .... وهناك من يزين لنا الخوف ويصفه بأنه الامل وهو الخلاص الامثل لما ننوء بحمله حتى نتفرغ للمستقبل الواعد والجميل والطافح بالرخاء والحرية ... ويبقى الهذيان المستمر بالخوف دون اعاقة من احد حتى اصبح النشيد الوطني للتلاميذ والعمال وطبقة المثقفين ...... ويبدو ان العراق سيبقى لفترات طويلة يأن تحت طائلة بند الخواف المترامي الاغراض والمقاصد وباشراف امهر العابثين به ... بند الخوف تسرب بشكل قسري الى المستقبل وانعدمت الثقة على ابوابه ... الخوف من الحياة ومن الانتاج والتقدم الخوف من الجمال والموسيقى والشعر...... والخوف على السياسين ان يفقدوا مناصبهم وكراسيهم المرتجفة والغارقة بأنتاج الخوف ..... حتى اصبحنا نخاف جدا على من يخوفنا ويخوف بلدنا .... نعم لقد نجح السياسين في العراق بصناعة وانتاج خوف جديد هو الا نثور على من يخوفنا بل نثور على الطرف الاخر الخائف منا بالاصل ولديه من يزرع الخوف بأوصاله...نعم لنعترف انهم قادرون على تحريك خيوط لعبة الخوف بمهارة عالية متى ما يريدون .... العلة ..... كل العلة .....هي الخوف ..... والخوف فقط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك