من الآن والى أن يحين موعد الإنتخابات سنواجه سلسلة طويلة من التفاعلات التي يطلق عليها المتابعون الأعلاميون تسمية الحراك الأنتخابي..
أمس وبزفة وفي عملية هروب الى الداخل قدم مطلق شرارة الأحتجاجات والأعتصامات وزير المالية رافع العيساوي إستقالته من منصب وزير المالية ،ولا نعلم إن كان قد قدمها من وظيفته الأساسية كطبيب في مستشفى الفلوجة أيضا ليعود الى مكانه الحقيقي، العيساوي كان يهدف بهذه الأستقالة الى إبقاء جذوة أنصاره ومحازبيه متقدة بعدما أتخذ رئيس الوزراء نوري المالكي خطوات مهمة من أجل تلبية مطالب المحتجين ، وبعض هذه الخطوات كانت كافية لعودة المحتجين الى بيوتهم، مع العلم أن جل العراقيين وحلفاء المالكي غير راضين عن هذه الخطوات، لكن مخطط الأعتصامات ومن نظمه يقتضي التصعيد لأن الأهداف لم تتحقق وهي أهداف تتجاوز حدود العراق بالتأكيد مثلما كشفت عنه تطورات الأحداث...
هم لا يبغون الأهداف المعلنة، وكل ما قيل أن الدوافع المعلنة هي التي وضعتهم على مسار الأحتجاجات والتظاهرات والخطابات الطائفية مجرد تبسيط للحقائق... الحقائق أبعد من ذلك بكثير ، وفقط في اليومين الماضيين أعلنها خطيب جمعة الموصل، ولا نعلم إن كان هذا الإعلان محاولة جس نبض، أم أنه كان "عنتريات" أخرجتها من حيث لا يرغب...فقد قال الرجل أن أهدافهم هي إسقاط الحكومة وإلغاء الدستور وتحطيم العملية السياسية...
وكان أجدر به أن يكتفي بالعنوان الأخير من مطالبه، فهو وحده كاف لإنهاء كل شيء ويختصر ما في رأسه ورؤوس أمثاله... إسقاط العملية السياسية يعني أخذ العراق بأتجاهات المجهول، أبسطها وضع العراق في عنق زجاجة..فكيف نخرج من هذا العنق، هذا ما ستجيب عنه صناديق الاقتراع في الثلث الأخير من شهر نيسان القادم، فهي وإن كان سيتمخض عنها حكومات محلية جديدة، أي أن المؤسسات التي ستنتجها الانتخابات هي مؤسسات محلية وليست سيادية، لكنها مفاتح لأقفال سياسية
14/5/13306
https://telegram.me/buratha