الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
الساحة السياسية العراقية ماأنفكت وهي تشهد (صراعات) وليست منافسات ، حيث كل حزب او تجمع او كيان سياسي يحاول جاهدا ان يوجه سهامه تجاه المصارع الثاني، والسبب ان مبدأ الصراع يقضي بان البقاء للأقوى والاكثر بطشا ،وبما ان الانتخابات دائما ماتحمل في طياتها الكثير من الخفايا والمفاجأت ، لذلك يعمد هذ الجزب او الكيان الى عقد تحالف مع احزاب وكيانات اخرى ،وذلك بغية الوصول الى الهدف الكبير وهو الفوز بأكثر عدد ممكن من المقاعد ، وبالتالي السيطرة بشكل محكم على زمام الامور، ومن ثم العمل على تنفيذ الايدلوجية التي يؤمن بها الحزب او الكيان وتطبيقها على ارض الواقع ،مستمدا القوة من المواطن الذي اعطاه صوته ، وهي قوة وقاعدة قوية تتكسر عندها كل الاصوات التي تعارض الحزب او الكيان الفائز.ان التحالفات السياسية أو الحزبية هي اتحاد بين حزبين أو أكثر ، تكون عادة ذات أفكار متقاربة، من أجل خوض انتخابات، أو حكم بلد أو منطقة أو جهة إدارية، يكون لكل طرف بالتحالف سياساته الخاصة، ولكن يختار مؤقتا أن يضع الخلافات جانبا لمصلحة الأهداف المشتركة والإيديولوجية.كما ان التحالفات تعقد احيانا بين كيانان واحزاب قوية لها تأثيرها الكبير على الساحة واحيانا اخرى تعقد هذه التحالفات عندما يشعر حزب او كيان سياسي معين انه لا يستطيع الحصول على اصوات وذلك بسبب تراجع شعبيته او تراجع تأثيره على الساحة ، ويجب الا يكون التحالف مع شخصيات او احزاب هي في الاصل ليس لها حضور او ان حضورها يؤدي الى الاضرار بمن تحالف معها ، بمعنى ان الحزب او الكيان اذا اراد التحالف مع احزاب او كيانات اخرى فعليه ان يكون حذرا في التحالف وان يكون اختياره ، موفقا وليس اختيارا هامشيا من اجل التحالف حتى لا يقود هذا الامر الى افلاس سياسي، وهذا الافلاس يعود الى عدم قدرة الحزب او الكيان على الانسجام والتناغم مع فكر ومتطلبات المجتمع أوالوطن ، وكذلك سيرالحزب أو الكيان وراء تحقيق مكاسب شخصية فردية أو مكاسب لفئة من الناس دون الفئات الاخرى وكأنها هي الفئة الوطنية والفئات الاخرى معادية وليس لها حقوق ، وهنا تكون الطامة الكبرى، اضافة الى ما تقدم فأن الافلاس السياسي يأتي من خلال اختيار حزب اوكيان معين لاشخاص في اماكن حساسة او خدمية ، ولكن الاختيار لم يكن موفقا ، حيث يقوم هذا الشخص او ذاك بالعمل على تشويه صورة الكيان او الحزب وذلك من خلال عمله غير النزيه وتعاليه على المواطن ، ناسيا او متناسيا ان عمله هذا سوف يصنع جدار قوي ، يحول دون اعطاء المواطن صوته لحزبه او كيانه في الانتخابات المقبلة ،وهذاالامر كفيل ان يكون سببا قويا وعاملا من عوامل الافلاس السياسي ، وحقيقة الامر ان الافلاس السياسي حالة طبيعية تمرعلى من لا يعرف كيف يعتمد على الشعب بجميع فئاته .ان التحالفات الغير موفقة كفيلة جدا ان تولد افلاسا سياسيا كبيرا لايمكن معالجته بين ليلة وضحاها ، لذلك يتوجب على كل كيان او حزب الاعتماد على كفاءات وعقول قادرة على الابداع وقادرة على الابتكار في احرج الظروف حتى يتسنى لهذا الحزب او الكيان النهوض والتقدم في عمله السياسية بمباركة اغلب شرائح المجتمع.
https://telegram.me/buratha