الحاج هادي العكيلي
المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره و هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة والخمس المفروضة، وقد يزيد عليها مساعداً للناس و يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم والتحريض على قتل الناس .حيث يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )) . والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة ، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور ، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الاخطاء والبلايا ، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز واهم صفات المسلم الحقيقي . وها هو خطيب صلاة جمعة نينوى وبعض السياسيين أمثال العيساوي والعلواني واليهودي اللافي ومن لف لفهم قد فقدوا أمارة من الامارات الظاهرة التي تدل على أسلام المرء وعلى أيمانه ، بخطابهم الطائفي والتحريضي على قتل الناس وتعريض السلم الاهلي الى الكارثة ..
وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع له في الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى، ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديم النصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل على المرء وعلى إخوانه المسلمين.ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه أي كف عنهم ويذكرهم الا بخير ولا يسب ولا يغتباب ولا ينم ولا يحرض بين الناس فهو رجل مسالم ، اذا سمع السوء حفظ لسانه وليس كما يفعل بعض الناس والعياذ بالله اذا سمع السوء باخيه المسلم طار به فرحاً ، وطار به في البلاد نشراً فأن هذا ليس بمسلم . ومع أنطلاق الحملة الدعائية الانتخابية لمجالس المحافظات نجد المرجعية الدينية شددت على ضرورة الالتزام بضوابط الانتخابات حيث دعت الى تفعيل التعايش السلمي بين ابناء القوميات والطوائف والمذاهب في البلاد والكف عن مسوغ الطعن بالاخر والنيل من المنافسين . والتعايش السلمي مسؤولية من بيده القرار ، والخطاب السياسي لابد ان يبتعد عن مظاهر التشنج والطائفية والتسقيط الاعلامي . وعلى كل من لديه القدرة على التكلم مع الجماهير ان يراعي الخطوط الحمر والثوابت واحترام رمزية ومشاعر الطرف المقابل ، بل نجد في هذه الايام خطابات سيئة وعقول مريضة وافكار مضى عليها الزمن ، والكلمة مسؤولية يجب ان تدعو الى المحافظة على وحدة البلد أرضاً وشعباً ، لا أن تدفع البلاد الى النعرات الطائفية والاقتتال والاحتراب الداخلي ، فان تلك الالسن القذرة يجب ان تقطع من جذورها لكي لا تعرض السلم الاهلي الى الهاوية .
https://telegram.me/buratha