حسين جميل الركابي
قيمة المرء تقاس بما يقدمه من فكر وقيم وسلوك وتضحية من اجل إثراء واغناء الأبعاد الإنسانية ,وليس بما يحمله من دم ولحم وعظم؟!!ولو كان العكس هوالصحيح فان البقر أكثر منا دما ولحما وعظما! وعلى هذا الأساس فإننا عندما نقف على قبر علي بن ابيطالب (ع) نقف على جميع الأهداف والقيم التي جاء وضحى من اجلها الأنبياء والعظماء على مر الأزمنة,واحد اهم هذه القيم هو الدفاع عن الحقوق الانسانية ,والدفاع عن الحقوق الإنسانية أكثر قدسية من الحقوق الفردية 0 وكمثال على ذلك ,الدفاع عن النفس حق مقدس,أما الدفاع عن الشعب فهو أقدس! لان الأعم الاشمل هو الكل والجزء يعمل لاجل الكل والكل هي الانسانية...
ونحن نعيش هذه الايام بدء الحملة الدعاية لانتخابات مجالس المحافظات,نود ان نستذكر,ونذكر أن أنين الجياع والحفاة سياط لاذعة في وجه اصحاب الكروش التي نبتت على السحت والتي نست وتناست الوعود والعهود والمواثيق التي قطعتها ايام الحملة الانتخابية السابقة امام الناخب العراق, لايختلف اثنان ان الطموح حق مشروع لكن هذا لايعني بالمرة من ان تعمى البصيرة امام بريق السلطة,(فقد البصر اهون من فقد البصير)...
بعد هذه المقدمة نعود الى عنوان المقال (من سيربح الانتخابات) والواقع والحقائق يشيران الى ان نسبة المشاركة الفعالة والمميزة للشعب هو انتصار حقيقي للشعب,وللنظام السياسي الذي اختاره الشعب,وهذا هو الربح الحقيقي, ولكن جمالية وحلاوة ولذة ونشوة الربح ,والفوز الحقيقي هو انتخاب الاصلح والكفوء والمخلص لشعبه فعلا وعملا والا مافائدة وقيمة الاقوال ان لم تجسدها الافعال..انصافا للامانة التاريخية,وشرف الحقيقة نقول ان الشعب العراقي سئم وبلغ به القيح من كثير من السياسيين الجهلة الذين يفتقرون لابسط قواعد الالتزام الاخلاقي تجاه من انتخبهم..تقع على عاتقنا مسؤولية اخلاقية وشرعية واجتماعية لانتخاب الكفاءة وطبيعي ان الكفاءة لوحدها لاتكفي مالم يصاحبها نزاهة الضمير والاحساس بشرف المسؤولية ونكران الذات,والعمل الدؤوب ليلا ونهارا...مثال واضح المعالم على ذلك عندما تدخل الى النجف الاشرف تلاحظ البصمة الحقيقية للانجازات الواقعية في المدينة من قبل الاستاذ عبد الحسين عبطان وزملاءه في الدورة السابقة,
اما ذي قار فعند دخولك اليها فسوف تنبهر وتندهش وتشعر بالاثر الكبير الذي تركه الاستاذ عزيز كاظم علوان وزملاءه في الدورة السابقة,الغريب في الامر ان هذه الانجازات تحققت في زمن عصيب وقاسي,مع قلة في الامكانيات المالية قياسا مع وفرتها في هذه الدورة! , واستحق عن جدارة لقب(رجل الاعمار)...وقس على ذلك الانجازات التي تحققت في زمن الاستاذ حامد الخضري وزملاءه. اذن المطلوب منا ان نفكر قبل ان ننتخب,وان تكون محافظتي اولا!!!
https://telegram.me/buratha