القاضي منير حداد
وعد رئيس الوزراء نوري المالكي، بعدم قبول استقالة وزير المالية د. رافع العيساوي، اذا قدمها، الا بعد التحقيق، في خروقاته.. ماليا واداريا.ولكي لا تكال ادارة الدولة وتساس امورها، بمكيالين سياسيين، يجب على المالكي ان يبدأ ببطانته الاقربين، يكشف فسادهم المالي والاداري، فنصدق انه عروة موثوقة الولاء لآل بيت محمد (ص) إذ قال الامام الحسن بن علي بن ابي طالب.. عليهما السلام: "ما اجمل الرجل قائلا فاعلا".على ان يكون اشد مع اتباعه؛ لأنهم رجاله المحسوبون عليه.. أشياعه، وطبع الخادم من المخدوم.. وكل ما يأتي منهم مردود عليه؛ حينها سننسى عشر سنوات من الاهمال، ونصدق بان المالكي ينوي تصحيح مسارات حكومة انحرفت عن مصلحة العراق، لصالح افراد في مجلس النواب والكانتونات المتحكمة به. الرأس حذر؛ بحكم كونه مطلع الاحداث ورائدها الذي قالت فيه العرب: "الرائد لا يكذب اهله" فأن كذب رئيس القوم ورائدهم، اودى بالقافلة الى التهلكة.. التهلكة، التي اظن العراق بات على مشارفها؛ بسبب جمع كاذبين وحرامية، تناهشوا السلطة من مخالب المجرم المقبور صدام حسين.وزير المالية الذي لوح رئيس الوزراء بعدم قبول استقالته، متهما بالفساد، كان شرارة الاحتراب الطائفي الذي انتهزته دول تتربص بالعراق، لحظة انهيار سوريا، كي (تطبك) الرمادي عليها، لأنشاء دولة سنية، يتوجه مواطنوها بالصلاة الى قبر اسامة بن لادن، محجا لاداء مراسم الولاء.لكن اهل الرمادي تنبهوا للخدعة، متحسبين.. يتحاشون تداعيات الوقيعة، التي لم تعن الحكومة بتحاشيها.مقابل هذا التخطيط الستراتيجي المضاد للعملية السياسية في العراق، نجد اجراءات حكومية تتخبط بانتماءات فئوية، استفزت الطرف الآخر، موقظة فئويته، المتوثبة اصلا؛ بسبب خيبة جماعية مني بها الشعب العراقي بالوان طيفه كافة، بعد سقوط الطاغية صدام حسين؛ جراء الاهمال الخدمي والفساد الاداري والمالي والمحاصصة الرعناء غير المستندة الى رؤيا واقعية، نابعة من حاجات المجتمع.ثمة وزارات بلغت حد النكتة، مثل وزارة (الناطق الرسمي) وسواها.. نكات ابكت كل من يحب العراق، كأن سلسلة السلطات المتوالية، بحلقاتها كافة، تترى على ارض الرافدين، أقسمت الا يرى شعب العراق يوم رفاه! فليحقق المالكي مغايرة لكل الحكومات التي نكلت بالعراقيين، وميزت اتباعها خارج طائلة العقاب، في نفس الاخطاء التي يطال العقاب لأجلها سواهم.د. العيساوي غير معني بالتحقق من خروقاته، لأنه بات محميا بتظاهرات ذات امتدادات غائرة في مديات عصية على الحكومة، نحن المعنيون بالتحقق من مصداقية المالكي في محاسبة اتباعه لما جروه على العراق من فساد.فما اصدق القول مشفوعا بالفعل.
https://telegram.me/buratha