الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
ملاحظة( لم أقصد شخص معين في مقالي هذا)الفرق بين السياسي والغير سياسي هو ان الاول لديه اكثر من حل لقضية ما ، والثاني ربما لايملك نصف حل لنفس القضية ، ولكن ان تتحول المعادلة وتنقلب راس على عقب ، اي بمعنى ان يقف السياسي عاجزا ولايملك حل بسيط لاي قضية ، او ان الحلول التي ياتي بها لاتقدم ولاتاخر بل على عكس ذلك تساعد على تعقيد القضية فتلك مشكلة كبيرة جدا ، وهذا يعني غياب الحل السياسي ، وهذا الغياب اذا كان طبيعيا اي بمعنى ان هذه هي امكانية السياسي فتلك مصيبة ، اما اذا كان الغياب متعمد ولغاية في نفس (يعقوب) فالمصيبة اعظم . سادتي اذا نظرنا الى الواقع العراقي نجد ان الانسان العراقي على قدر كبير من المسؤولية ويملك وعي كبير، واقصد بالوعي هنا ان المواطن ادرك عظم القضية والمسؤولية الملقاة على عاتقه ، وذلك عندما وجد نفسه بانه طرف مهم في حل ازمة البلاد وانه المحور الاساس وذلك من خلال قول كلمته في الانتخابات ، وكان المواطن العراقي ومازال اهل للمسؤولية ولم يبال بالخطر المحدق به ولم تهزه الانفجارات الارهابية وذهب بكل قوة وتصميم وعزم وارادة الى صناديق الاقتراع وقال كلمته دون ادنى خوف ،لياتي بعد ذلك دور رجال السياسة ،الذين وللاسف لم يعطوا الانسان العراقي حقه ، وانا هنا (اشدد لم اقصد جميع ساسة العراق) بل اقصد (البعض)، واخذ هذا البعض يتصرف دون اي وعي سياسي الامر الذي ولد شعور لدى المواطن بان بعض الساسة لم يحترموا الدم العراقي الذي روى تربة بلاد الرافدين ، وليس هذا فقط بل ان هذا البعض وبما يملك من قصور سياسي ساهم بشكل كبير في زيادة عمق الجرح العراقي .
والمتتبع للاحداث التي شهدها العراق بعد التاسع من نيسان 2003 يرى ان البلاد شهدت تغيرات كبيرة وجذرية قل نظيرها ليس فقط على المستوى المحلي بل حتى على المستوى الاقليمي ، وللاسف ان (بعض) رجال السياسة لم يتفهموا الواقع الجديد ولم يكيفوا انفسهم لهذا الواقع واخذوا يسيرون (بوعي )او (بغير وعي ) على خطا من سبقهم في تجربة الحكم وبالتالي الانجرار نحو (دكتاتورية الديمقراطية !) ان صح التعبير وربما هناك من يعترض على هذه التسمية وانا اقصد (بدكتاتورية الديمقراطية) ان الشخص الذي وصل الى سدة الحكم عن طريق (الديمقراطية) وعن طريق انتخابات نزيهة ، وفي نفس لحظة الوصول الى الحكم وتسلم مقاليد وزمام البلاد اخذ يتصرف (بدكتاتورية) عجيبة وغريبة ناسيا او متناسيا ان الدكتاتورية لم تفيده بشيء بل سوف تنسفه كما نسفت قبله ممن حكموا البلاد ، ولكن هذا الدكتاتور الجديد جاء باسم الديمقراطية وبالتالي صنع لنفسه تبريرا مفاده انه جاء نتيجة اختيار الشعب وانه (المختار والاوحد والضرورة !) وليس هذا فقط بل ان (الدكتاتور الديمقراطي الجديد ) تصور نفسه مثل (الديك المغرور) الذي اذا لم يصيح عند الفجر فان الشمس لم تشرق !، واذا تم ذبحه فأن الظلام سوف يستمر ولم يطلع النهار !! ، وللاسف الشديد ان هناك من لم يفهم بعد ما الديمقراطية ولم يفهم الية عملها ،وفهمه للديمقراطية يقتصر على اختيار شخص عن طريق الانتخابات ، وبعد ذلك ينتهي كل شيء وتترك الامور كلها الى (القائد الاوحد!) الذي جاء عن طريق الانتخابات ، نعم نحن لانعترض على وجود هذا الشخص ، ولكن اعتراضنا هو انه لايحق لهذا الشخص ان يتصرف على هواه ، كما لايحق له اصدار قرارات بشكل فردي ،وحجته انه جاء نتيجة لانتخابات ديمقراطية وانه جاء نتيجة لارادة الشعب ، وهذا شيء مرفوض لان الديمقراطية الحقيقية تبدأ ما بعد الانتخابات وفي لحظة استلام الحكم ، كما ان الديمقراطية الحقيقية تعني عدم التفرد بمصير شعب بأكمله عن طريق نظرة شخصية او حزبية (ضيقة)، ولا اعرف متى يتفهم بعض ساسة البلاد موضوع الديمقراطية الحقيقية.
https://telegram.me/buratha