الحاج هادي العكيلي
بقدر ما أحمل الصفة العروبية وليس العمق العربي لارفع راية أني عربي لتضمني الجامعة العربية التي تسير على عكازات اتجاه القضايا العربية المصيرية . فعندما كان طاغية العراق صدام يقتلني ويقتل أبنائي وعائلتي وأهلي وشعبي ،كانت العروبة مساندة ومشجعة وداعمة ومصفقة له بأنه البطل القومي العروبي ، فلم ترحمني تلك العروبة الجرداء من اسياط الجلاد الصدامي وقتله لابناء شعبي وتجويعهم ، بل دعمت ذلك النظام بالسلاح والمواقف السياسية في المحافل الدولية والاقليمية . وبعد التغيير وقفت العروبة بالضد من التحولات الديمقراطية ومحاصرتي عسى ان تفشل تجربتي الديمقراطية وان لا تنتقل اليها ، فحاكت المؤمرات ودعمت الارهاب في بلدي بالاموال والارهابيين لكي تعود المعادلة الظالمة من جديد . وما قصص العروبة مع الشعب العراقي المأساتية المظلمة ماضياً وحاضراً وقد تكون مستقبلا ً ، فعروبتي أصبحت من الدرجة الثانية أو بمستوى (( البدون )) في الكويت لان جماعة الحكام العرب الظلمه لم تروق لهم حكومتي الحالية ، ولكن عندما يداهمهم الخطر يذودون بها ناسين أن الحكومة (( شيعية )) بل الهدف هو ابعاد الخطر عنهم بمساعدة العراق . وما زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى العراق هو خير دليل على الحالة الانعكاسية لما تمر به مصر من الخطر لتجعل العراق الملاذ الامن لها بدعمها أقتصادياً وايجاد منافذ لا نتعاش اقتصادها ، فمدت يد العون العراقية لها بالاتفاق بتكرير النفط العراقي في المصافي المصرية ومد انبوب نقل النفط العراقي عن طريق الاردن الى مصر ، بينما يبقى العراق يئن من البند السابع دون مد يد العون له من قبل العروبة ، لان هناك مطالب عربية على العراق أبان النظام الصدامي لم تتنازل عنها بالرغم ما قدمه الشعب العراقي من تضحيات في سبيل العروبة المزيفة ليدافع عن فلسطين وسوريا ولبنان والاردن والجبهة المصرية ، فأي وفاء حصل عليه الشعب العراقي من عروبته ؟!!!! ولكي بيقى عربياً مضوياً في الجامعة اللاعربية في قراراتها ، وليدفع من قوت أبنائي لسياسات هوجاء كانوا العرب يصفقون لها ، فما بالكم يا عرب العروبة أن تقطعوا من قوت الشعب العراقي الذي حرم منه منذ عام 1980 ليعطى الى شعوب وحكومات تقف اليوم بالضد من العملية السياسية في العراق ، فدخلوا منذ ذلك التاريخ ونهبوا خيراتي وقوت أبنائي وافسدوا الحياة الاجتماعية وحاكوا المؤمرات وتجسسوا على ابناء شعبي وقدموهم الى المحاكم الصدامية ليعدموا بأسم العروبة . وبعد التغيير بدؤا بالاعمال الارهابية والعمل بعصابات القاعدة وما يسمى بدولة العراق الاسلامية . واليوم تسعى الحكومة بعودة فراعنة القاعدة الى العراق من خلال الشركات المصرية واستقطاب الايدي العاملة المصرية وكأن العراق لاتوجد فيه بطالة والحكومة قد قضت عليها لتهيء للعمالة المصرية والشركات المصرية العمل في العراق علماً ان تلك الشركات لا تحمل اي نوع من الجودة وهي ردئية يعاني منها القطاع الاستثماري المصري لانها هدفها (( النصب والاحتيال )) فكيف الحكومة العراقية ان تمنحها فرصة العمل في العراق وهو يئن من الشركات المحلية والاقليمية المتلكئة باعمالها ، فهل العراق اليوم بحاجة لمثل تلك الشركات والاعمال غير الجيدة ؟!!! لقد أستعان النظام الصدامي سابقاً بتلك الشركات والايدي العاملة المصرية وجعلهم من الدرجة الاولى والعراقيين من الدرجة الثانية ولكنهم لم يفحلوا معه ، بل أول ما حملوا السلاح ضده عندما غزا الكويت وحشدوا عليه جيوش العالم بالرغم ما كان يقدمه الى الحكومة المصرية وشعبها ، والشعب العراقي يتضرع جوعاً في سبيل العروبة . فلا تغرنك تلك الوجوه الملتحية فانها تحمل بداخلها روح الفرعنة المصرية ( تأخذ ولا تعطي ) ، ولو كان ( هدام ) مهتم بشعبه أكثر من أهتمامه بالعروبة لكان الشعب ينعم بالخير ولكنه كان جل أهتمامه بالعروبة التي قادته الى التهلكة . فلا تغرنك تلك العروبة التي لم تسعى لحد الان لاخراج العراق من البند السابع ، واهتم بشعبك الذي أوصلك الى هذا الموقع ولا تهتم بالعروبة التي تحاول أن تبعدك عنه ، فالشعب باقي خالداً الى الابد بالرغم من المؤمرات العروبية .
https://telegram.me/buratha