المقالات

التناقض بين التطبيق والنظرية.. النظام البرلماني في دستورنا .....بقلم: د. عادل عبدالمهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل

605 06:57:00 2013-03-07

 

قد يصح قول البعض إن الدستور يسبب ارتباكات، لكن الارتباك الحقيقي سببه استمرارية ثقافة وممارسات النظم القديمة، التي مازالت تقاوم بوعي أو جهل متطلبات واستحقاقات المرحلة الجديدة. فالدستور الجديد في أي أمة هو مفتاح الانتقال من مرحلة لأخرى. فالثورات والتطورات الحاسمة تأتي بدساتير جديدة، فيقال دستور الثورة الفلانية، أو الجمهورية الأولى والثانية وهلم جرا. والدستور سيجدد القديم الصالح الذي لا يناقض مباني التغيير الجديد، فيصبح الدستور غربالاً لا يمر منه إلا ما يتوافق معه، وليحجز طريق كل ما يعارضه حقوقياً ودستورياً وسياسياً وقانونياً وإجرائياً واجتماعياً واقتصادياً وقيمياً.. إلخ.

ومع الأسف، مازالت استمرارية الممارسة والثقافة أقوى من مبادئ التغيير والدستور، ما يثير التناقضات والالتباسات. لذلك لا يحاكم الناس الدستور الذي لم يجد مساحاته المطلوبة والمتكاملة، رغم أن كل شيء يتم باسمه، بل هم يحاكمون ممارسات وتطبيقات كانت بائسة

وتزداد بؤساً.

النظم العراقية السابقة، الملكية والجمهورية، تصنف كنظم رئاسية.. أي إن السلطات التنفيذية والتشريعية الأساسية كانت بيد رئيس الدولة والحكومة. والنظم الرئاسية هي نظم معروفة وفعالة وتعمل بها الكثير من دول العالم، ولكي لا تتحول إلى نظم استبدادية، حيث تستغل السلطة التنفيذية قدراتها للتقوي والبقاء، كما في تجارب كثيرة ومنها العراق، فإنها تتطلب مؤسسات وأنظمة وتقاليد دستورية وديمقراطية عريقة ومتقدمة.

وعندما تم اختيار النظام البرلماني في الدستور الجديد، لم يكن ذلك اختياراً اعتباطياً، بل منعاً من عودة الدكتاتورية، وأفضل الخيارات لبناء الديمقراطية، وبما يناسب الطبيعة التعددية للبلاد. ففي النظام البرلماني تستمد السلطة التنفيذية شرعيتها من السلطة التشريعية التي تخضع لمساءلتها ومراقبتها. أما في النظم الرئاسية، فرغم أن تركز سلطات تشريعية وتنفيذية واسعة بيدها يساعد على سرعة التشريعات والقرارات، لكن انتخابها بمعزل عن السلطة التشريعية غالباً ما يسبب تصادمات وتعطيلاً كاملاً لعمل النظام. لهذا يلاحظ ميلاً قوياً وخصوصاً في الدول التعددية - في العقود الأخيرة - نحو النظم البرلمانية. فالأخيرة - حسب الدستوريين- أكثر مقاومة للتوجهات الفردية والاستبدادية.. وتقول الدراسات إنه منذ الحرب العالمية الثانية، فإن ثلثي دول العالم الثالث، التي أقامت «أنظمة برلمانية»، نجحت في الانتقال إلى الديمقراطية.. وفي المقابل لم ينجح أي نظام رئاسي بالعالم الثالث في الانتقال إلى الديمقراطية من دون انقلابات وحروب.

1/5/13307

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك