المقالات

ما الذي نريده من الانتخابات ؟

379 21:38:00 2013-03-07

علي جاسم

تدور التحضيرات والاستعدادات هذه الأيام وتجري على قدم وساق في كافة محافظات ومدن العراق، ومن قبل الجميع، من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وممثلية الأمم المتحدة المتواجدة في العراق ووزارات الدولة ومجالس المحافظات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرها من المعنية بهذا الشأن لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، وهي بهذا تحاول ان تكمل كافة الإجراءات القانونية والإدارية والتحضيرية التي تكفل مشاركة المواطنين المشمولين بممارسة العملية الانتخابية وإنجاح التجربة من كافة الجوانب، وهذه التحضيرات تضعنا امام تساؤلات عدة أهمها: ما الذي تنتظره الجماهير من هذه الانتخابات؟ وما الذي نريده منها؟ وما الذي نسعى الى تحقيقه فيها؟ ثم الى مدى نريد نجاحها ولماذا؟ وكيف يتحقق ذلك؟. الجماهير العراقية أعربت من خلال مشاركتها في انتخابات مجالس المحافظات السابقة والانتخابات البرلمانية والاستفتاء على الدستور عن حبها وتشوقها لممارسة الديمقراطية، وتنشق نسائم الحرية في عراق اليوم بعد ان مارس النظام البائد بحقه أسوأ أنواع الكبت والظلم والجور، وصادر حريته، ومنع عنه استخدام أبسط أشكال ما هو متوافر في معظم دول العالم من الديمقراطية والحرية التي تكفل للإنسان كرامته وتحفظ له الحياة الحرة، وهذا ما أكدته الجماهير خلال تلك المشاركات التي شهدت اقبلا جماهيريا ملحميا لم يحصل في أي دولة اخرى في العالم وهو بالطبع ليس مرجعه الى حرمان الشعب العراقي من أجواء الحرية فقط وإنما لإدراكه عظم أهمية الانتخابات ــ أي انتخابات ــ كونها تمثل منهاجا تطبيقيا لهذه الأجواء الديمقراطية وممارسة أهم حق دستوري من حقوق المواطن، وهي تمكنه من قول كلمته وإبداء رأيه واختيار اختياراته، وعدم إعطاء الفرصة لحرمانه من ممارسة العملية الانتخابية التي تعد أيضا المجال الواسع والفسحة الكبيرة التي من خلالها يتمكن المواطن من تغيير أي واقع لا يرغب به أو أي شخص غير جدير بمنصبه، فالقانون والدستور قد كفلا له هذا الحق، ومن خلال صناديق الاقتراع التي ستكون هي الفيصل الحقيقي والمعبر الفعلي عن كلمة الشعب وتجسد اختياره للشخصيات التي يريدها ان تكون بناة لمستقبله ومخططه ومنفذه لإقامة مشاريع عمرانية وخدمية تليق بتاريخ نضاله وكفاحه وصبره.الذي نريده من هذه الانتخابات هو تجسيد حقوق المواطن الدستورية بالكامل، وإيجاد مساحات مناسبة لتطبيقها من خلال فسح المجال أمامه واسعا للإدلاء برأيه دون أي ضغوط أو إقصاء أو تهميش، بل على العكس من ذلك بتوفير كافة الوسائل والطرائق الممكنة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المشاركين بها، والعمل على تنمية الوعي الجماهيري وتعبئته لإدراك واستيعاب فوائد ومنافع المشاركة والإسهام الفاعل فيها، كما ان ازدياد حجم المشاركة الجماهيرية في الانتخابات القادمة يؤكد لجميع المعنيين والمراقبين ودول العالم نجاح التجربة العراقية السياسية والديمقراطية بعد عام 2003م على اعتبار ان المشاركة في أي نشاط حكومي أو ممارسة دستورية جديدة في المجتمع العراقي هي دليل تأييد من قبل فئات المجتمع لهذه الحكومة المنتخبة ــ في الاصل ــ وتعتبر عملية دعم وإسناد لها في جميع ما تدعو اليه لاسيما في ظل التطبيق الحي والفعلي لبنود الدستور العراقي الدائم وبما يضمن حقوق المواطن في أخذ قراره بنفسه. بالتأكيد ان اعتبار الانتخابات وسيلة وصولا الى الغاية الأكبر والأسمى وهي تعزيز منهج الديمقراطية، وتأكيد ثقة المواطن بقدرته على تغيير الواقع الفاسد وخلق واقع مغاير وإيجاد أرضية مناسبة لما يطمح ويرتضيه من ملامح هذا الواقع، وبما يؤكد عمق أهدافه في التحرر من كل أشكال العبودية والذل والجور، وبالتأكيد ان كل ذلك يعكس مدى تنامي وتطور الوعي الجماهيري بقدرته على صنع حياة جديدة ومستقبل أفضل من أي حاضر لا يليق بطموحاته وآماله وبواسطة احتفاظه باستخدام حقه وقدرته على قول كلمته عبر المشاركة الواسعة في العملية الانتخابية وعدم ترك فرصة التغيير واختيار الأفضل والأكفأ لإدارة مجالس محافظاتنا وتنمية اقتصادها ومشاريعها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك