المقالات

إجتثات البعث !. من ألمانيا بقلم: محمد محبوب

1535 07:31:00 2013-03-08

 

قبل عامين تلقيت استدعاءً من المدعي العام الألماني وهو ما يعادل قاضي التحقيق في العراق لان النظام القضائي مختلف هنا وذلك بتهمة الترويج للنازية، وكانت مفاجأة غير متوقعة وشديدة الوطأة، قرأت الرسالة مرات ومرات وأنا غير مصدق، كيف حدث أن توجه لي تهمة مثل هذه، وما علاقتي بالنازية وأنا عراقي عربي مسلم، ولعلي لو عاصرت النازية لكنت احد ضحاياها، قلت في نفسي، لا بد من خطأ ما وعليّ ان أتصل صباح اليوم التالي بدائرة الشرطة للاستفسار عن سبب هذا الاستدعاء الغريب، وهو ما حدث فعلا، وجاء التأكيد صاعقا، نعم أنا متهم بالترويج للنازية وعليّ المثول امام المحكمة وتوكيل محام للدفاع عن نفسي!.

لا أخفيكم التهمة خطيرة ومخيفة هنا في المانيا وعقوبتها مُشددة، ففي حالة سابقة في نفس المحكمة تم الحكم على رجل ألماني بخمسة أعوام سجن وغرامة عشرة ألاف يورو وفي أخرى مع مراعاة ظروف التخفيف تم الحكم على شاب ألماني بعام ونصف مع غرامة ثلاثة ألاف يورو، هذا ما قاله المحامي السيد بيشر لي وهو يحاول ان يُهدئ من خواطري، وأضاف عليّ ان أطمأن ففي ألمانيا لا يوجد إعدام كما هو الحال في العراق! مؤكدا انه سوف يبذل جهده من أجل الحصول على حكم مخفف لي، يا الله ماذا يقول هذا المحامي المجنون، تطيرتُ من هذا المحامي وقررت استبداله بعد أن دفعت كامل أتعابه له والبالغة حولي ألف يورو نقدا وعدا.

أخيرا أخترت أفضل محام في المدينة السيد بولانسكي، في السبعين من عمره، بدين ملتحٍ أشعث لكنه خبير وماكر، قال أنه سوف يلتقي بي بعد ان يطلب الملف ويطلع عليه، وهذا ما حدث، نظر إلي طويلا وقال موقفك صعب للغاية ولا أدري كيف أدافع عنك، قلت يا إلهي ما لذي يحدث، ماذا فعلت أنا، قال أنك بعت جهاز أيبود من خلال السوق الألكترونية المشهورة آيبي والمشتري أكتشف انك قد سجلت في الجهاز أغنية تمجد النازية وقام بالإبلاغ عنك وتسليم الجهاز للشرطة كدليل ادانة ضدك.

هذا صحيح، فقد سبق أن بعث جهاز آيبود 80 جيجا في السوق الألكترونية وهو أمر تقوم به ملايين الناس يوميا عندما يبيعون ما لا يحتاجون من حاجاتهم وأجهزتهم القديمة، ولكن ماذا عن الأغنية التي تمجد النازية، قلت لا أعلم عنها شيئا، قلت يا سيد بولانسكي كيف لي وانا عربي ومسلم ان أقوم بالترويج او بتمجيد النازية وهي التي كانت تعدنا ـ نحن العرب ـ في مرتبة أرقى من القردة بقليل، هذا مستحيل وغير منطقي، يمكن أن نصدق ان شابا ألمانياً يقوم بتمجيد النازية، لكن ليس رجلا بالغا مثلي ومن أصول عربية ومسلمة وأنا شخصية عامة ومعروفة من قبل الادارات والأحزاب والمنظمات في المدينة وعضو في منظمة لمكافحة الكراهية ضد الأجانب وعرضت عليه وثائقا وصورا تؤكد كلامي، قال السيد بولانسكي: هذا لا قيمة له قانونا، المهم أنت الآن في نظر القانون متهما بتمجيد النازية وهناك دليل مادي ضدك وعلينا تفنيد هذا الدليل.

لا أريد الإطالة، لكن بعد عام كامل حصلت على إبطال التهمة ضدي نهائيا لعدم كفاية الأدلة مع ملاحظة عدم تكرار ذلك ودفع غرامة للمحكمة، خسرت في هذه القضية حوالي ألفين وخمسمئة يورو مع قلق وأرق على مدى عام كامل، وأكتشفت ان المانيا والدول الأوربية ما زالت تتشدد في محاسبة المروجين والداعين الى الحزب القومي الأشتركي الألماني المعروف بالنازي.

أسوق هذه التجربة الشخصية ردا على المطالبين بإلغاء قانون المسائلة والعدالة ولم يمض بعد عشرة أعوام على سقوط النظام البعثي، مع العلم أن قوانين مكافحة النازية ما زالت الأكثر تشددا في العالم رغم مضي أكثر من ستين عاما على سقوط النظام النازي، وقانون المساءلة والعدالة وما سبقه قانون اجتثاث البعث هما الأكثر تساهلا في التعامل مع حزب البعث الذي لا يختلف كثيرا عن الحزب النازي في جرائمه، فكلا الحزبين دخلا حروبا عبثية مدمرة وحطما مقدرات البلدين ألمانيا والعراق وكبلاهما بالعقوبات والديون، والحزب النازي عُرف بمحارقه الجماعية، بينما عُرف حزب البعث بمقابره الجماعية، فلا فرق كثير بين الحزبين.

2/5/13308

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ali
2013-03-09
سوء ادارة الدولة بالكامل اخي هم جبناء يخافون جهاز المخابرات السابق وجهاز الامن الخاص وغيرها من الاجهزة الارهابية وانظروا لحمايات المطلك والنجيفي والهاشمي واطلبوا منهم اي من الدولة ان تعلن اسمائهم وماذا كانوا يعملون سابقا كل هذا يفتكون بالشعب والحكومة تتفرج وبجواب متواضع من المالكي ولو ان لي علم بان غير الهاشمي ايضا يمارس نفس الفعل فعلى الاقل نطلب منهم ان يتوقفوا عن ذلك هذا نص كلامه وانا سمعته بنفسي ولو كان ذي حنكة يتكلم هكذا وليعلم الجميع باننا سوف نضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالقتل والارهاب وسوف نستعمل نفس اسلوبهم بالقضاء عليهم وذلك نحن جانب الحق وهم جانب الاجرام والخديعة فلا ينام ليله هنيئا من الان فصاعدا ولايعلم متى ساعة الغضب تاتيه ولكل له دوره ووقته ولكن اوعدكم بان لا يطول ٠ هكذا خطاب يدخل الرعب في قلوبهم وليس تخضعا وتوسلا بهم مع احترامي للكل هؤلاء جماعة حزب الدعوة الافضل لهم ترك امور الدولة بالكامل والتوجه الى الحسينيات وحلقات التنظير ويبداون بالنقاشات وليبداوا باول شئ من الشفافية وبعدها الملفات وكيفية تنظيمها وخزنها ٠ مو ملينا كل ما يطلع ايجلب بكلمة ذبحنا قبل من جانت شغلة الاستثمار ما ادري منو معلمه مال هاي ان راس المال جبان عاد بيها وصقل لمن مردنا مرد وهسه امجلب عندي ملفات وعندي ملفات واللي قبله كل شوية شفافية وما شفافية حتى احنا كمنا ما انبين لان صرنا شفافيين بس هدومنا طالعة ما كافي مو سقطتوا حتى الطائفة من يا مذهب انتوا اشوا ويه السنة بس لواكة ويه الشيعة تتكبرون براسهم من ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ هاي مو الكم الفراغ هاي للناس اتكمل اشوية خلي تنفه عن روحها مو ماتوا اتريد اخليلكم فراغ ثاني لو بس واحد يكفي
حميد
2013-03-08
السبب الرئيسي هو نحن لم نستطيع تسويق جرائم صدام امام العالم ولا حتى الجرائم التي حدثت بعد التغير في 2003 وهذا مازاد من الارهاب والسياسين العراقين المكرة خطوا على كل شيْ واستعملوا سياسة عفى اللة عمى سلف فترك المهجرين والمهاجرين واصحاب المقابر الجماعية وغيرهم في مهب الريح وان وجد قانون لغرض انصاف الضحية فهو خجول نوعا ما ولا يوجد قانون واحد الى تجريم وتحريم البعث وكيفية تطبيقة الى هذا اليوم حتى هيئة دعاوى الملكية قد حلت او تنحت عن واجبها
حسين الكعبي
2013-03-08
يا أستاذ محمد المشكلة ليست هنا حقيقة الأمر نحن المطاردون من قبل البعث المجرم يأخذون الرواتب كل شهر وأبنائهم جميعا قد تعينوا في دوائر الدولة وتجدهم في البرلمان وفي السلطة والجيش وهم لهم اليد الطولي في كل مفاصل الحياة ونحن الذين كنا مطاردون في زمن البعث مطاردون ألان في لقمة العيش وفي السيارات الفخفخة وهم من يقوم بالمظاهرات ويهدد على مسمع ومرئي من الملضومين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك