خضير العواد
إن التصويت على الموازنة هذا اليوم يعتبر ثورة تصحيحية أعادة قطار الديمقراطية الى سكته الصحيحة ، ودفعت بقوة لإنطلاق الديمقراطية الى الأمام بعد أن وقفتها واعاقتها التوافقية البغيضة التي جلبت للعراق كل سوء ، فهذه التوافقية أخرت أغلب القوانين المهمة التي تخص الإقتصاد العراقي كقانون الإستثمار والنفط وغيرها ، وأخرت أغلب القوانين التي تخص الحياة السياسية في العراق كقانون الأحزاب ، وأصبحت هذه التوافقية الغطاء القانوني لجميع القتلة والمجرمين الذين يعرقلون كل شيء يفيد العراق داخل قبة البرلمان من خلال منع رفع الحصانة عنهم ، أصبحت التوافقية الحامي لكل مجرم يريد ضرب العراق إقتصادياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً ، بهذه التوافقية أصبح العراق مسرح للإرهاب الدولي الذي جعل الدماء العراقية أرخص دماء في العالم ، بهذه التوافقية أصبح جنود القاعدة من رجال دين وسياسين وشيوخ عشائر يهددون الأغلبية ويريدون تدمير العملية السياسية وإرجاعنا للأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق بالحديد والنار ، بهذه التوافقية أصبح الفساد الإداري مستشري في جميع مؤوسسات الدولة والرشوة تؤخذ في وضح النهار ،بهذه التوافقية أصبح رئيس الوزراء لا يستطيع أن يحاسب أي وزيرمن أعضاء حكومته ، بهذه التوافقية أصبح القائد العام للقوات المسلحة لا يستطيع أن يحرك جندي في كردستان العراق ، بهذ التوافقية أصبح الكرد يستوردون السلاح من جميع أنحاء العالم والحكومة المركزية لا تستطيع أن تستورد السلاح بل يحاول الكرد عمل حصار عسكري على بغداد من خلال منع الدول من تسليحها ، بهذه التوافقية اصبحت المطارات في كردستان وكذلك الكمارك وجميع مدخولاتها تحت سلطة حكومة الأقليم ولا تعلم الحكومة المركزية بالداخل أو الخارج من البلد ، بهذه التوافقية اصبحت سيادة العراق منتهكة بل أصبحت الوفود تدخل العراق وتخرج بدون علم الحكومة المركزية كما فعل وزير خارجية تركيا ، بهذه التوافقة يهرب المجرمون الى الخارج كما حصل مع المجرم طارق الهاشمي والديليمي والجنابي والدايني وغيرهم كثير ممن تقطر أيديهم من دماء العراقيين ، بهذه التوافقية أصبحت المؤوسسات العراقية مترهلة بكثرت المناصب وخصوصاً الحكومة العراقية مما أدى الى إستنزاف الأموال العراقية ، فالتصويت على الميزانية اليوم مهم ولكن هناك أهم من الميزانية وإقرارها وهو كسر وتحطيم التوافقية ونتمنى أن تكون الى الأبد لكي يرى العراق النور والتقدم والإستقرار ، كفانا قتلاً كفانا عذاب كفانا فساداً كفانا سوء الخدمات كفانا كل هذا ، فأليوم عيد حقيقي يجب أن يحتفل فيه العراقيون لأنه نقطة تحول حقيقية في المسار الديمقراطي الذي يعتمد في نظامه على حكم الأغلبية ، ولكن ندعوا جميع الشرفاء الذين ساهموا بهذا الإنجاز العظيم أن يتحدوا ويسندوا بعضهم بعضاً من أجل العراق ومستقبل أجياله حتى لا ترجع التوافقية لحكم هذا الشعب الجريح ، لأن هذه الخطوة تحتاج دعم وإستمرارية في العمل الدؤوب من أجل تثبيت النظام الديمقراطي بشكله الصحيح الذي تنعم به جميع الدول المتقدمة في العالم ، والعراق يمتلك كل العوامل التي تؤهله لكي يكون دولة رائدة للديمقراطية في المنطقة ، ومع تثبيت أسس الديمقراطية سينعم الشعب العراقي بجميع مكوناته وطوائفه بالسعادة والأمان والتقدم ، لأن من أولويات هذا النظام إحترام الحريات الشخصية والعدالة الإجتماعية وهذين القانونين قد قتلتهما التوافقية ، فأعضاء البرلمان اليوم الذين صوتوا على الموازنة قد وقفوا وقفة مشرفة ضد كل أعداء العراق والعراقيين وفي مقدمتها التوافقية ، لهذا كان اليوم بحق إنطلاقة حقيقية للديمقراطية في بلادي الحبيبة .
https://telegram.me/buratha