المقالات

الی این وصلت الثورات العربیه!!/

517 17:47:00 2013-03-08

طارق الخزاعی

ان افتقاد الثورات العربيه الي االقياده الناضجه وعدم وضوح الرويه والاستتراجيه التي تنسجم مع المرحله الحاليه احد اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الي فشلها . واقل مايقال عنها بانها ثورات اعتمدت بالدرجة الاولي علي الحركه العفويه الشبابيه والتي تعتمد غالبا علي الفوران العاطفي وان كان يحمل طابعا مطلبيا معقولا! ويتسم بعضها الاخر بطابع اسلامي تحرري يفتقد الي دينامو يتحرك وفق نظرية اسلامية واضحة المعالم ! فالحركة السلفيه الجهاديه ان صح التعبير قد ركبت الموجة العارمه واعتلت علي اصوات المطالبين بالحريه والاسقلال مع افتقادها هي بالاساس الي هذين العنصرين المهمين من خلال شعارتها ومنهجها الذي يقيد الحريات ويتيح للاجانب عبر ممارساتها بالتدخل في شؤون البلدان الاسلاميه! بالاضافه الي ما سبق فان هذه الحركه وعبر ماتؤمن به متبيانه في الرؤي ومتناقضه في الاطروحات !! فموقفها العقائدي من التظاهر والمطالبه بالحقوق المشروعه للمسلم يتلخص بما يلي(( يحرم التطاهر علي الحاكم او ولي الامر باي شكل من الاشكال بل يجب طاعته وان كان مسلما فاجرا!!!) بينما تراها تؤيد وتتظاهر علي ولاة امرها في دول كمصر وتونس وليبيا وتحرم التظاهر في بلدان اخري كالبحرين والسعوديه وغيرها !! اما في سوريا فان هذه الحركه لم تتظاهر وحسب وانما قاتلت ولا زالت تقاتل وتجيش الشباب المغلوب علي امرهم وتمدهم بالمال والسلاح والعدة والعتاد وترتكب المذابح تلو المذابح بحق الاطفال والنساء والرجال وبابشع صورة تحت يافطات هي بعيده عنها كل البعد!! اذن دخول هذه الحركه المشبوهه علي حلبة الصراع وارتقاء سلم التظاهر الخادع ضد حكام الجور والفساد مع ضبابية معتقدها وتباين نظرياتها قد خلق اجواء مناسبه وهيئ ارضية خصبه واتاح مناخا مناسبا لخلو الثورات العربيه من محتواها الجزئي وحولها الي صراعات جانبيه بين المشرفين عليها ! الامر الثاني والمهم ونتيجة التخبط وعدم الانسجام بين الاخوان المسلمين الذين اعتلوا المناصب المهمه في ىول الثورات العربيه من جهه وبين الحركات الشبابيه العلمانيه منها والليبراليه بالاضافه الي الاسباب التي ذكرت .كل ذلك قد خلق جوا مناسبا اخر لركوب امريكا الموجة من جديد ودخول الحلبه بعد ان يئست ونددت وخشيت من قيام تلك الثورات !! نراها اليوم تمد يد المساعده الي الحكام الجدد وتعلن مساندتها الي كل تحرك ثوري يبغي الخلاص من قيود الذل والهوان!! كل ذلك يرجع الي التقاء المصالح الامركيه والغربيه علي مائده دسمه قد هيئت من جديد ولكن هذه المره في بيوت المحسوبين علي الاسلام اسما بلا مسمي ! فمثلا ومن اجل ان يثبت الرئيس مرسي ولائه للغرب وامريكا وعداؤه لايران الثوره قيادة وقاعدة وعند حضوره لسويعات معدوده في قمة عدم الانحياز التي عقدت في ايران اعتلي المنصة وبدء خطابه بعد البسملة والصلاة علي الرسول بذكر الصحابة الثلاثة الاوائل وبشكل استفزازي اراد منه الايحاء باننا لانكرم صحابة النبي مما اثار حفيظة الكثريين من الضيوف والحضور!! مرسي هذا الذي انتجته الثورات العربيه العفويه نراه اليوم يحاصر غزة المظلومة باهلها وباسلوب لم يستخدمه طاغية مصر السابق مبارك وذلك عبر اغراق الانفاق بالمياه والذي بناها الفلسطينيون لتأمين حاجاتهم من الطعام والىواء ومقاومة الحصار الظالم الذي فرضته امريكا والعدو الصهيوني والحكام العرب علي الشعب الفلسطيني المظلوم . للاسف الشديد لازلنا اليوم يراهن البعض منا علي الايقاع بمعتقد الاخروتوجهاته خدمة للمصالح الذاتيه والمعتقدات المغلوطه ىون الالتفات الي خطورة مايحدث والي ماتحمله تلك المخاطر من معاول هدامه . وقد وصلت حمي الصراع السلطوي وثوارات السلف الصالح! تحت مسمي (( الربيع السني!!) قبال ((الشتاء الشيعي!!)) ياخذ منحا خطيرا يهدد كيان المجتمع العراقي من جديد ويعيد البلد للمربع الاول! والغريب في الامر ماجري قبل ايام من اعتداء سافر علي نقاط الجيش العراقي علي الحدود السورية العراقيه في محافظة الموصل من قبل مايسمي بالجيش السوري الحر!! والذي راح ضحيته عدد من الجنود الابرياء . نري موقف بعض الساسة من قائمة العراقيه لاسيما رةيس مجلس النواب النجيفي يلقي باللوم علي قوات الجيش! بدلا من التنديد بهذه الاعمال الاجراميه واتخاذ مايلزم من اجل مواجهتها وبقوه! هذا كله وغيره مايحصل في العراق هو افرازات طبيعيه لما حدث ويحدث في بلدان الربيع العربي كما اسمته السيده امريكا!! لانه و كما اسلفنا يفتقد الي القاده الاصحاء والرعاة الاتقياء والسادة الفضلاء الحكماء لامن هب ودب ونما وشب علي موائد السحت واكل الحرام!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك