المقالات

كتلة المواطن النيابية لا تنتمي الى مجلس النواب

508 19:10:00 2013-03-08

عباس المرياني

عكست تصرفات معظم الكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب العراقي خلال الفترة الماضية مواقفها السياسية وطريقة تفكيرها وحقيقة منهجها والية ادارتها للازمات وطبيعة علاقاتها مع الاخرين دون رتوش او تبييض واصبح بالامكان تقييم هذه الكتل بحسب مواقفها التي سجلتها ذاكرة الجمهور وعدسات الكاميرات وعيون واذان الشامتين والهازئين.ويمكن القول دون تردد او قلق ان تصرفات ومواقف الكتل النيابية اظهرت جانبا سيئا في فهمها القاصر لمهام ودور المجلس وتاثيره المباشر في تحقيق الرفاه والسلم المدني ،بل عكست هذه التصرفات والمواقف حجم الفجوة بين المكونات السياسية وبين اداء مهامها وتحقيق تطلعات ابناء الشعب العراقي مما ادت الى ظهور تداعيات خطيرة سواء على مستوى العلاقات بين المكونات السياسية او على مستوى الاحتقان في الشارع العراقي،انسحبت في اكثر الاحيان الى المواطن البسيط لتؤثر على حياته وعلى مستقبله وعلى معيشته اليومية.بل ان كثير ان لم نقل كل الاحداث التي واجهت المواطن اليومية كانت صدا لما يحدث في قاعات وممرات مجلس النواب.وللاسف فان حدوث العديد من الممارسات الغير منضبطة والغير اخلاقية من قبل اعضاء مجلس النواب وانسحاب اثرها مباشرتا على المواطن البسيط يؤكد ان هناك خللا في منظومة عمل وادارة مجلس النواب وفي طبيعة النائب والكتلة التي ينتمي لها .وقد يقول قائل ان هذه الامور طبيعية وتحدث في افضل برلمانات العالم ولا ادري متى كان التناحر والسباب والتشابك بالايدي امرا طبيعا ومتى كان حالة جيدة حتى نقلدها او نجربها ولماذا لا نجرب الاشياء العقلية التي توصلنا الى التفاهم والتعايش بدل التناحر والتقاطع .ووسط كل هذا الضجيج وهذه الفوضى والمساجلات العدائية الطاحنة والمعارك الضارية التي يشارك فيها الرجال والنساء على حد سواء وتستخدم فيها القبضات اليدوية والمسطحة والكراسي الثابتة والمتحركة وعلب العصائر والماء حتى انتهت في اخر صفحاتها الى استخدام الاحذية والقباقيب اجلكم الله رغم انها محرمة من قبل رئاسة مجلس النواب التي تكون في بعض الاحيان سببا بمثل هذه المعارك المخزية بل انها متهم اساس في احداث ممثل هذا التوجه وهذه الفوضى الغير منضبطة.ورغم اشتراك معظم الكتل السياسية بمعاركها واسقاطاتها الا ان هذا الجو السلبي لم يمنع ظهور كتلة نيابية لا تنتمي بكل تصرفاتها ومواقفها وطبيعة خطابها الى مجلس النواب العراقي وبالشكل الموصوف لان هذه الكتلة لم يسجل عليها في يوم من الايام ان دخلت في صراع مع كتلة اخرى ولم يحدث ان تعالى صوت احد نوابها مع نائب من كتل اخرى او حتى مع المستقلين وخطت لنفسها طريقا يعتمد الحوار والتهدئة واستثمار الوقت لكتابة مسودات القوانين التي تخدم المواطن وتعزز نظرية بناء الامة والدولة وهي كتلة المواطن النيابية.ومن المفترض ان يتم وضع نظرية في الادارة تتضمن الكيفية التي يتم فيها ادارة الامور من قبل كتلة المواطن النيابية تعمم على مجلس النواب وتكون ملزمة للجميع للعمل بها طالما ان الاخرين لا يحترمون مسؤولياتهم ولا الوقت الذي يهدر في المعارك والصراعات الجانبية وطالما ان كتلة المواطن اظهرت من الانضباط والالتزام بالواجبات ما عجز عنه الجميع.الشيء المؤكد ان منهج قيادة تيار شهيد المحراب (قده) وعزيز العراق الراحل واليوم قيادة الشاب الحكيم عمار قد اينعت واثمرت فكرا وورعا وخلقا وحسن ادارة وتغليب مصلحة البلاد والعباد على المصالح الحزبية والشخصية والفئوية. ان قاعات مجلس النواب يفترض ان تكون طهرا مقدسا لحل الخلافات ووضع الحلول والاسراع بتشريع القوانين التي من شانها تحقق الرفاه للمجتمع والتقدم للبلد وليس حلبة للصراع والتقاتل .ان تصرفات النواب والكتل السياسية انعكاس لسياسة هذه الكتل وتوجهات رؤسائها وطبيعة العلاقة التي تربطها فيما بينها ومع غيرها وللاسف فان قبة البرلمان أشرت وجود أزمة كبيرة لدينا وهي ازمة أخلاق وازمة صعوبة التعايش وأزمة جاهلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك