عباس المرياني
عكست تصرفات معظم الكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب العراقي خلال الفترة الماضية مواقفها السياسية وطريقة تفكيرها وحقيقة منهجها والية ادارتها للازمات وطبيعة علاقاتها مع الاخرين دون رتوش او تبييض واصبح بالامكان تقييم هذه الكتل بحسب مواقفها التي سجلتها ذاكرة الجمهور وعدسات الكاميرات وعيون واذان الشامتين والهازئين.ويمكن القول دون تردد او قلق ان تصرفات ومواقف الكتل النيابية اظهرت جانبا سيئا في فهمها القاصر لمهام ودور المجلس وتاثيره المباشر في تحقيق الرفاه والسلم المدني ،بل عكست هذه التصرفات والمواقف حجم الفجوة بين المكونات السياسية وبين اداء مهامها وتحقيق تطلعات ابناء الشعب العراقي مما ادت الى ظهور تداعيات خطيرة سواء على مستوى العلاقات بين المكونات السياسية او على مستوى الاحتقان في الشارع العراقي،انسحبت في اكثر الاحيان الى المواطن البسيط لتؤثر على حياته وعلى مستقبله وعلى معيشته اليومية.بل ان كثير ان لم نقل كل الاحداث التي واجهت المواطن اليومية كانت صدا لما يحدث في قاعات وممرات مجلس النواب.وللاسف فان حدوث العديد من الممارسات الغير منضبطة والغير اخلاقية من قبل اعضاء مجلس النواب وانسحاب اثرها مباشرتا على المواطن البسيط يؤكد ان هناك خللا في منظومة عمل وادارة مجلس النواب وفي طبيعة النائب والكتلة التي ينتمي لها .وقد يقول قائل ان هذه الامور طبيعية وتحدث في افضل برلمانات العالم ولا ادري متى كان التناحر والسباب والتشابك بالايدي امرا طبيعا ومتى كان حالة جيدة حتى نقلدها او نجربها ولماذا لا نجرب الاشياء العقلية التي توصلنا الى التفاهم والتعايش بدل التناحر والتقاطع .ووسط كل هذا الضجيج وهذه الفوضى والمساجلات العدائية الطاحنة والمعارك الضارية التي يشارك فيها الرجال والنساء على حد سواء وتستخدم فيها القبضات اليدوية والمسطحة والكراسي الثابتة والمتحركة وعلب العصائر والماء حتى انتهت في اخر صفحاتها الى استخدام الاحذية والقباقيب اجلكم الله رغم انها محرمة من قبل رئاسة مجلس النواب التي تكون في بعض الاحيان سببا بمثل هذه المعارك المخزية بل انها متهم اساس في احداث ممثل هذا التوجه وهذه الفوضى الغير منضبطة.ورغم اشتراك معظم الكتل السياسية بمعاركها واسقاطاتها الا ان هذا الجو السلبي لم يمنع ظهور كتلة نيابية لا تنتمي بكل تصرفاتها ومواقفها وطبيعة خطابها الى مجلس النواب العراقي وبالشكل الموصوف لان هذه الكتلة لم يسجل عليها في يوم من الايام ان دخلت في صراع مع كتلة اخرى ولم يحدث ان تعالى صوت احد نوابها مع نائب من كتل اخرى او حتى مع المستقلين وخطت لنفسها طريقا يعتمد الحوار والتهدئة واستثمار الوقت لكتابة مسودات القوانين التي تخدم المواطن وتعزز نظرية بناء الامة والدولة وهي كتلة المواطن النيابية.ومن المفترض ان يتم وضع نظرية في الادارة تتضمن الكيفية التي يتم فيها ادارة الامور من قبل كتلة المواطن النيابية تعمم على مجلس النواب وتكون ملزمة للجميع للعمل بها طالما ان الاخرين لا يحترمون مسؤولياتهم ولا الوقت الذي يهدر في المعارك والصراعات الجانبية وطالما ان كتلة المواطن اظهرت من الانضباط والالتزام بالواجبات ما عجز عنه الجميع.الشيء المؤكد ان منهج قيادة تيار شهيد المحراب (قده) وعزيز العراق الراحل واليوم قيادة الشاب الحكيم عمار قد اينعت واثمرت فكرا وورعا وخلقا وحسن ادارة وتغليب مصلحة البلاد والعباد على المصالح الحزبية والشخصية والفئوية. ان قاعات مجلس النواب يفترض ان تكون طهرا مقدسا لحل الخلافات ووضع الحلول والاسراع بتشريع القوانين التي من شانها تحقق الرفاه للمجتمع والتقدم للبلد وليس حلبة للصراع والتقاتل .ان تصرفات النواب والكتل السياسية انعكاس لسياسة هذه الكتل وتوجهات رؤسائها وطبيعة العلاقة التي تربطها فيما بينها ومع غيرها وللاسف فان قبة البرلمان أشرت وجود أزمة كبيرة لدينا وهي ازمة أخلاق وازمة صعوبة التعايش وأزمة جاهلية.
https://telegram.me/buratha