عبدالله الجيزاني
الكتاب هم نخبة المجتمع و ضمير الامة النابض افكارهم ورؤاهم تصنع رأيا عاما في الشارع ، و قرارا في صالونات السياسة. والحكام بكل طرق الحكم العادل منهم و ألديكتاتوري وفي كل زمان ومكان يكون لهم موقف من الكتاب ومعهم ، ونشهد اليوم في الساحة العربية مواقفا بارزة وكبيرة لأرباب الكتابة في مواجهة الفوضى و الانحراف في بلدان الربيع العربي.ففي مصر كما نقل ان كتابها ومثقفيها شكلوا رابطة الضمير للعمل على توجيه الشارع الى مصلحة البلد وكيفية التعامل مع الازمة التي يمر بها الشارع المصري من خلال نقد الخلل سواء من السلطة او ألمعارضة.وكذا في العراق شهدنا كتاب وكتاب ففي زمن الطاغية المقبور كانت الاقلام النزيهة والشريفة في السجون او المهجر او معطلة وكان سوق المسبحين بحمد الطاغية والكافرين بمعارضيه هو ألرائج ومن يطلع على صحفيي وكتاب ذاك الزمن يجد العجب العجاب في المدح او في الهجاء.هذه الثقافة التي استصحبها الشعب في التعامل مع الوضع العراقي الجديد قادة وساسة وأوضاع وقراءة للأحداث والتعامل مع العدو المفترض والعميل والجاسوس والخائن وغيرها من المصطلحات التي اكلت مع الشعب العراقي وشربت في الزمن الاسود لحكم البعث الصدامي، وهنا يبرز دور ضمير الامة وهم الكتاب كما اسلفنا ان يعملوا كما الكثير منهم الان على تغيير هذه الثقافة وزرع ثقافة قبول الاخر، والتعامل مع القادة والساسة بأقوالهم وأفعالهم وليس بشخوصهم، فلا يوجد بينهم علي بالمطلق ولا معاوية، وكذا الاحداث ليس كلها مؤامرة ولا كلها بناء وإصلاح، وهذا ما يشخصه الكاتب النزيه ليوائم بين الجميع ليخرج بخلطة تعين الامة على تحديد سيرها وولائها.ومع اعلان ائتلاف المواطن للمشاركة في الانتخابات المحلية التي هي انتخابات خدمة لا وجود للسياسة فيها بشكل واضح، ويجب ان يتم توجيه المواطن على الافضل في الخدمة لا في السياسة.توقع السيد الحكيم في خطاب الاعلان ان تكون هناك هجمة وحملة تسقيط ممنهجة ضد هذا الائتلاف ومرشحيه، كنتيجة طبيعية لتجربة سابقة عانى منها تيار شهيد المحراب، اضافة لوضوح ودقة الشعار والبرنامج ألانتخابي، الذي يستند لعدد من المبادرات الواقعية التي اعلنها السيد الحكيم في السنوات السابقة، وفعلا قرءنا عدد من المقالات التي تناولت الشعار الانتخابي للائتلاف على الاكثر بعضها كان نقد علمي وعملي والأكيد سيكون محط نقاش لدى قيادة ألائتلاف، حيث كتب احد الاساتذة في صحيفة محلية عن ان هذا الشعار فية شي من التعنصر ويميز بين ابناء الوطن الواحد وكان يجب ان لايرفع، وتساءل عن الية اختيار هذا الشعار، وهي اعتراضات وتساؤلات تنم عن حرص على هذا الائتلاف وتعبر عن ولاء واعي من الاخ الكاتب، خاصة وانه يكتب للمرة الثانية عن تيار شهيد المحراب في فترة لا تزيد على الاسبوعين، ورغم اننا نجد ان الاخ الكاتب قد نظر للصورة من وجه واحد، فالمحافظة جزء من الوطن وبنائه وكنتيجة طبيعية تؤدي لبناء الوطن بأجمعه، وأيضا الشعار يشير الى ان الانتخابات هي انتخابات خدمية وليس سياسية قد تدفع الناخب الى الاختيار على اساس الرمز او الانتماء السياسي لا على اساس النزاهة والكفاءة، وهذا مبرر وضع واختيار هذا الشعار كما افهم.وكذلك كتب البعض على الشعار تحديدا بطريقة التسقيط التي لاتنم عن اي شعور بالمسئولية اتجاه الوطن والمواطن، وبنفس طريقة وأسلوب كتاب السلطان بالأمس، وهؤلاء لم ولن تمتلئ محفظاتهم من المال الحرام التي تباع اقلامهم به، الى من اثبتت التجربة ان حذف الالف من شعار محافظتي اولا ينطبق عليهم بشكل كامل، واختيار مرشحيهم لهذا الانتخابات يوضح انهم كما في السابق اتخذوا من شعار(محفظتي وحزبي وكرسي الحكم اولا)،واليقين الذي لاشك فيه ان الشعب العراقي ادرك من له ومن عليه مهما حرفوا وادعوا بأساليبهم التي اعتادوها سياسة لا بديل لها. وفرق بين هذا الذي كتب نقدا لأجل الاصلاح وبين هذا الببغاء الذي يلقن مقابل ثمن.
https://telegram.me/buratha